امن الافراد The security of individuals -امن المعلوماتInformation Security-امن المواد والمنشأت materials and constructions Security

قفشات

3d

تنويه: تقوم ادارة المدرسة باجراء تعديلات وتصويبات على المحاضرات المنشورة بشكل مستمر وحسب الحاجة يرجى الانتباه.

الأحد، 4 ديسمبر 2016

المحاضرة الاولى- التعريف بالامن


المحاضرة الاولى

التعريف بالامن


      الامن هو ذلك الجزء الحيوي من مجمل النشاطات التي تقوم بها الدول بغية حماية مصالحها وتحقيق الرفاهية والراحة والتنمية بالدرجة الاساس لمواطنيها ومن يتواجد على اقليمها ايضا من مقيمين او لاجئين او موظفين دوليين او موظفي واعضاء السلك الدبلوماسي الاجنبي او شركات عاملة عابرة للقارات او قوات مسلحة صديقة مرابطة على ارضها او في مياهها  او مصالحها المنتشرة في كل مكان بالنسبة للدول الكبرى.
ان خدمة الامن في الدول مقدمة على اية خدمة اخرى فلا دول حقيقية بلا امن حقيقي ناجح وفعال
وان اعمال خدمة الامن تمثل انشطة وفعاليات واجراءات متعددة ومختلفة الاوجه تمثل اعمال اجهزة الشرطة جزء يسيرا منها مثل الاعمال المتعلقة بحماية المواقع المهمة وتأمين الحراسات الشخصية لبعض المسؤولين ومكافحة الجريمة وحماية المخافر الحيوية والسيطرة على المنافذ الحدودية والباقي من عمل اجهزة الشرطة له علاقة بخدمات عامة وان كانت تلك الخدمات لها علاقة بالامن مثل بيانات المواطنين في دوائر الجنسية والجوازات والمرور ودوريات النجدة او وحدات مكافحة الشغب وغيرها.
 وشغل مفهوم الامن العديد من الباحثين وجاء على العديد من التعريفات والتوصيفات ومنها التعريف الذي قدمه احد اهم المهتمين بالشأن الامني والاستخباري المدعو  (باري بوزان)  وجاء في تعريفه بان الامن هو"العمل على التحرر من التهديد" وفي سياق النظام الدولي فهو ".قدرة المجتمعات والدول على الحفاظ على كيانها المستقل وتماسكها الوظيفي ضد قوى التغيير التي تعتبرها معادية"، وقام بوزان بتقسيم المواضيع المتعلقة بخدمة الامن الى ستة اقسام وهي: الامن العسكري، الامن السياسي، الامن الاقتصادي، الامن الاجتماعي، الامن البيئي.
           وتناولت الشريعة الاسلامية مفهوم الامن من نواحي متعددة منها انه عكس الخوف كما في قوله تعالى في الاية (81- 82) من سورة الانعام  ((وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ*الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ)) ، وايضا ما ورد  في قوله سبحانه وتعالى في الاية (55) من سورة النور ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)) .
 واما الامن بمفهومه الشامل والموسع فهناك اشارات عديدة منها ما جاء ذكره في قوله تعالى في الاية (83) من سورة النساء ((وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً)) ، وربطت الشريعة الاسلامية موضوع الامن ايضا بفكرة الايمان كما جاء في قوله سبحانه وتعالى في الاية (112) من سورة النحل ((وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ)) .
والامن والأمان مفهومان متقاربان بالمعنى مختلفان بالكيفية وحسب تقديرنا وكما مبين ادناه: -

الأمن
الأمان
1- حالة مؤقتة، مفهوم مركب.
2- الامن عكس الخوف وعدم الايمان.
3- إجراءات مادية ومعنوية،تبنى على الشك.
4- لما يتوقع من الاحداث السيئة والمكروه.
5- يتحقق من قبل الجميع، نسبي.
6- مفروض،احترام إجراءات السلطة.
7- ينظمه الشرع او القانون.
8- يتطور ويزداد بشكل مستمر،او متغير.
9- وجود الامن مرتبط بوجود مؤسسات عديدة تتولى حفظه والعمل على تطبيق إجراءات متعددة لتحقيقه.

1- حالة دائمية، مفهوم مبسط.
2- عكس الظلم والقهر وفقدان الحماية.
3- إحساس نفسي(معنوي)،يبنى على اليقين.
4- لما موجود في الحال.
5- مرهون بصاحب السلطة او ولي الامر.
6- تطوع، مثل الخشية من الله.
7- يعطيه الشرع او القانون.
8- يزداد وينقص حسب القرب من الله.
9- قد يرتبط بالفرد الواحد كما هو الحال مع   الرسول  محمد e في عدم تعذيب الله سبحانه وتعالى لقومه بسبب وجوده.
"وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ" الانفال 33.
وقد روى الإمام الترمذي في سننه من حديث عبيد الله بن محصن الخطمي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا".
اما في الوقت الحاضر فانه يمكن توصيف الامن بانه: جميع الاجراءات المتخذة لغرض المحافظة على المحاور ذات العلاقة والمتمثلة بالافراد والمعلومات والمواد والمنشأت من النشاطات المعادية الموجهة ضدها وكما مبين ادناه:-
اولا- النشاطات التي توجه ضد الافراد والمعلومات والمواد والمنشأت فيما يتعلق باجراءات الامن الوقائي وهي:-
   أ- النشاطات ضد الافراد وتتمثل:القتل، الاختطاف، الابتزاز، الاستغلال، التحريض،..الخ.
   ب- النشاطات ضد المعلومات وتتمثل:التسريب، التزوير، التعطيل، الاشهار، التلفيق،..الخ.
   ج- النشاطات ضد المواد والمنشأت وتتمثل:السرقة، الاتلاف، الاندثار، التشويه، الاستغلال غير الامثل ومنها الاستثمار المبني على الاستنزاف،..الخ.
ثانيا- النشاطات التي توجه ضد الافراد والمعلومات والمواد والمنشأت فيما يتعلق باعمال الامن التعرضي او ما يعرف باعمال المكافحة وهي:-
   أ- النشاطات ضد الافراد وتتمثل:الهدم، تغيير الولاء، التحريض الطائفي والقومي،..الخ.
   ب- النشاطات ضد المعلومات وتتمثل:باعمال الجاسوسية.
   ج- النشاطات ضد المواد والمنشأت وتتمثل:باعمال التخريب بكافة انواعه، وربما يصل الحال الى استخدام القوة العسكرية بشكل مباشر.

واصبح الامن في الوقت الحاضر سلاح الدول التي تواجه به خصومها ومن اي نوع كانوا فهو حصنها الحصين وملاذها الامين وورقتها الربحة التي تشهرها في وجه كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات وراحة المواطنين او موارد البلاد ومصالحها المتشابكة مع جميع دول العالم وكل من يخرج من مواطنيها على ما تم رسمه ووضعه من خطوط وموانع وسياسات للمحافظة على وحدته البلاد وتاريخها المجيد ومستقبلها المشرق، والامن في الوقت الحاضر او في الاتجاهات المعاصرة امتاز بعدة سمات مميزة له ومنها انه:-
1- علما قائما بذاته او مجموعة علوم متداخلة لها قواعدها ومبادئها.
2- حاجة وضرورة من ضرورات وجود اي مجتمع بقصد حمايته.
3- مصدرا لصيانة الحرمات ومنع التجاوزات.
4- حصنا لحفظ الحقوق والحريات.
5- مصدرا من مصادر الثقافة والمعرفة.

اما وزير الدفاع الامريكي الاسبق هارلود براون فيصف الامن في كتابه الموسوم" التفكير حول الامن الوطني" بانه" المقدرة على الحفاظ على الامة وكرامتها وارضها واقتصادها ومواردها الطبيعية ودستورها من اي اعتداء خارجي".
والحقيقة انه لا يمكن وضع تعريفا جامعا او محددا لمفهوم الامن بسبب كونه يتعلق بالمدارس الامنية ونظرة الكثير من الدول الى مفهوم الامن من وجهة نظرها هي بما يتناسب مع مصالحها ومصالح اصدقاؤها وكذلك ايضا ان مفهوم الامن يمتاز كونه متغيرا ولا يميل للثبات مطلقا ولكن اطره العامه تكاد تكون متشابهة ولكن الجزئيات والتفاصيل تختلف من مكان لاخر ولمفهوم الامن مجموعة من الاسس يرتكز عليها ومنها: حماية الدولة داخليا وخارجيا، وتحقيق الرخاء والرفاهية والتقدم الصناعي، والمحافظة والاستقرار السياسي، ان هذه المرتكزات هي العنوان الاعم والاشمل لهذا المفهوم وكل ما يتم اتخاذه من اجراءات فانها تدور حول هذه المرتكزات مع اختلافات ليست جوهرية بين دولة واخرى.
وهناك تقسيم يقسم الامن الى امن عام وامن خاص حيث يمثل الامن العام القواعد والمبادئ العامة ويتناول مواضيع معينة مثل الامن البيئي والامن الاقتصادي والامن السياسي ويمثل الامن الخاص باجراءات الامن المتعلقة بالافرد والمعلومات والمواد والمنشأت ويشمل مواضيع مثل امن الافراد والامن النفسي والامن الفكري والتجسس والتخريب، ان هذا التقسيم يوقعنا في اشكالية كما هو واقع الحال في تقسيم القانون الى قانون عام وقانون خاص، وقد يمكن فهم القانون العام على انه يحوي القواعد والمبادئ العامة والقانون الخاص يحتوي على نصوص القوانين او المتون، وانه لا يمكن القياس على مواضيع الامن بسبب غياب المتون في الفرع الخاص وتداخل الاجراءات والمواضيع مع القانون العام فمثلا لا يمكن فهم الامن البيئي كامن محلي الا بوجود وفهم اقليمي او دولي بينما يمكن فهم وجود قانون عقوبات خاص لك دولة بينما يوجد هناك فرع من القانون يتناول التعريف بالجريمة وكل ما يتعلق بها وهناك قانون خاص باصول المحاكمات الجزائية وهناك ايضا قانون العمل حيث يقسم بين القسم العام والخاص.



ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق