امن الافراد The security of individuals -امن المعلوماتInformation Security-امن المواد والمنشأت materials and constructions Security

قفشات

3d

تنويه: تقوم ادارة المدرسة باجراء تعديلات وتصويبات على المحاضرات المنشورة بشكل مستمر وحسب الحاجة يرجى الانتباه.

الأحد، 11 ديسمبر 2016

المحاضرة الثانية- تقدير موقف امني


المحاضرة الثانية


تقدير موقف امني


       ان العامل الرئيسي الذي تستند عليه جميع اعمال خدمة ﺍﻷﻤﻥ هي الحصول على المعلومات ومن ثم انتاج الاستخبارات من اجل بناء الخطط ﺍﻷﻤنية، ان الكثير من المعلومات التي يتم الحصول عليها قد تدخل في عملية مشابهة لعملية انتاج الاستخبارات في مراحلها الاولى تسمى تلك العملية ب" تقدير الموقف" والتي يجري فيها جمع المعلومات ثم تحليلها كميا ونوعيا من خلال طرق التحليل العملي وقد يكون تقدير الموقف هذا سريعا او على عجل او ان يكون شفويا، ان القصد من انتاج الاستخبارات التي تستند على معلومات هو بقصد بناء الخطط اما القصد من تقدير الموقف التعبوي فهو الذي يستند على المعلومات عن (قوات العدو، قواتنا، الأرض، الطقس) والتي لها تـأثير مباشر على الموقف التعبوي بقصد اتخاذ قرارا يتناسب مع كل موقف  بما يناسبه.
ومن اجل ان يكون تقدير الموقف ﺍﻷﻤني جيدا يتوجب وجود العديد من الشروط اهمها:-
1- وجود معلومات بسيطة تنتج تصورات مقبولة او معلومات كافية تنتج استخبارات يعتمد علىيها في انتاج الخطط او اصدار قرارات.
2- التجدد في تقدير الموقف مع تغيير الوقائع والاحداث او  ما يعرف بالمرونة.
3- ان يكون تقدير الموقف خاضعا لضوابط المنطق من خلال كونه مقبولا شكلا ومضمونا.
4- ان يشمل كل الجزئيات اي يكون شموليا ولا يترك اي شي مهما صغر.
5- الاعتماد على المهارات والخبرات الفردية.
6- ان يكون مدعوما بالادلة والشواهد.
7- ان يجري في زمن محدد.
8- تقوم به عناصر متدربة ومتمرسة ولا بائس من اشتراك مجموعة عمل على انجازه ممن يتحلون بالشجاعة الكافية لعرضه على الرغم مما يحمله من اخبار صادمة او غير مشجعه.
9- يمكن لتقدير الموقف طرح اكثر من خيار وترك ذلك لقيادة الجهاز ﺍﻷﻤني في تحديد الخيار الانسب من بين تلك الخيارات المطروحة.

ويستفاد من تقدر الموقف في اتخاذ قرارات بقصد معالجة معاضل تواجه اعمال خدمة ﺍﻷﻤﻥ ومنها التهديدات والمخاطر الامنية، ويجمع تقدير الموقف مجموعة من العوامل بعضها مهني وبعضها شخصي، فالمهني ما كان يخص الوظيفة او المنصب واما الشخصي فهو ما كان على شاكلة المهارات والمستوى الثقافي والعلمي والقدرة على تحسس الخطر ومعرفة مصادره، على ان هناك موانع او مواضيع غير مقبول حصولها اثناء تلك العملية، اما موانع تقدير الموقف اي ما لا يجب القيام به اثناء القيام بذلك فهي:-
1- ان يكون مبني على تصورات شخصية وليست وظيفية تظهر فيها روح المقامرة والعداء الشخصي او الامبالاة او الخيال.
2- عدم المبالغة في تقدير قوة او امكانيات الخصم او الاستهانة به.
3- عدم المبالغة في تقدير قوتك او عدم اعطاؤها حجمها الحقيقي.
4- عدم التسرع في الظروف العادية واتخاذه على عجل في الظروف الخاصة.
5- ان تكون خلفه نزعة قومية او طائفية.
6- ان لا يكون منقول نقلا حرفيا من تجربة سابقة.

ان تقدير الموقف ﺍﻷﻤني بشكل عام يحتل المرتبة الثالثة من بين مراحل العمل التي تأخذ بها الادارة في تسيير اعمالها اليومية وفي نفس الوقت تترك فسحة او هامش مقبول لقيام الضباط او مسؤولي الاقسام والشعب باجراء مثل تلك الاعمال وتحتفظ لنفسها بعملية القيام بعمل تقدير موقف ستراتيجي او تتكلف مجموعة من العاملين فيها للقيام بذلك، ولتوضيح  تلك المراحل وبيان موقع تقدير الموقف منها:-
اولا- المرحلة الاولى- مرحلة وضع التصورات.
ثانيا- المرحلة الثانية- مرحلة تحليل الواقع العملي الذي يستند على تحليل معلوماتي من خلال دراسة الجزئيات وربطها ببعض كما هو الحال في قطع الميكانو.
ثالثا- المرحلة الثالثة- تقدير الموقف.
رابعا- المرحلة الرابعة- وضع خطة او اصدار قرار.

ان تقدير الموقف الستراتيجي ﺍﻷﻤني يتناول مواضيع متعددة ويعرض على اعلى سلطة امنية في البلد وقد يكون مجلس ﺍﻷﻤﻥ القومي، ويتناول تقدير الموقف ﺍﻷﻤني الجوانب الايجابية والسلبية للجهات المعادية او نشاطات واجراءات وفاعلية اعمال خدمة ﺍﻷﻤﻥ للجهة القائمة باعداد تقدير الموقف ولمعرفة تفاصيل عنما يمكن ان يحتويه تقدير الموقف الستراتجي نسوق المثل الاتي:-

تدريب::
مثال: اوعز السيد مدير جهاز المخابرات الى لجنة متشكلة في الجهاز الى تقديم تقدير موقف عن الدولة المحتملة العداء لنا وهي الدولة (الحمراء) من اجل عرضه على انظار السيد رئيس الوزراء ومناقشته في اجتماع مجلس ﺍﻷﻤﻥ القومي القادم بسبب تنامي لهجة وتصرفات العداء من تلك الدولة تجاه دولتنا.
وبعد انجاز تقدير الموقف ﺍﻷﻤني تبين ان يحتوي على سبيل المثال المواضيع الاتية:-
اولا- فيما يتعلق بالدولة الحمراء:-
1- اشار الموقف الى عدد الاجهزة ﺍﻷﻤنية المعادية واساليب عملها ومكان انفتاحها.
2- اشار الموقف الى مدى قدرة تلك الاجهزة على التصدي لنشاطتنا السابقة او المحتملة في محاولة احداث خرق في صفوفها وبين اوجه الخلل والضعف فيها.
3- اظهر الموقف مدى فاعلية وجاهزية القوات المسلحة لتلك الدولة في مساندة اعمال خدمة ﺍﻷﻤﻥ في اوقات السلم والحرب او الطوارئ.
4- بين الموقف علاقة الجانب السياسي في تلك الدولة خدمة ﺍﻷﻤﻥ هل هو داعم مؤيد متجاهل؟.
5- اوضح امكانية تجنيد بعض منتسبي تلك الاجهزة ﺍﻷﻤنية او تجنيد اخرين او زرع عناصر من جهازنا الوطني في تلك الدولة.
6- اشار الى زيادة او تراجع اعمال تلك الدولة التعرضية، او قيامها بتشديد اجراءتها الامنية في الاماكن الحيوية والمهمة فيها.
7- بين قوة الاقتصاد في دعم المجهود الحربي لتلك الدولة في حالة نيتها شن الحرب علينا ومعنويات قطعاتها العسكرية.
8- اوضح التسهيلات التي تقدمها او يمكن ان تقدمها تلك الدولة للجماعات المناوئة لنا.
9- معلومات عامة عن نظامها الاجتماعي والتعليمي والصحي ومعدل الجرائم وغير ذلك.
ثانيا- فيما يتعلق بدولتنا:-
1- بيان جاهزية اجهزتنا الامنية للوقف بوجه النشاطات المعادية الصادرة من الدولة الحمراء.
2- بيان جاهزية قواتنا المسلحة للقيام باعمال اسناد لعمل الاجهزة الامنية وحتى امكانية انفتاحها على الحدود او مسك المواقع الحيوية.
3- عدد الذين تم كشفهم من العملاء والجواسيس الذين يعملون لحساب تلك الدولة.
4- حاجة اجهزتنا الامنية الى معدات فنية متطورة.
5- قدرة البلاد على الدخول في حرب من الناحية العسكرية والسياسية والاجتماعية.
6- الحاجة الى طلب المساعدة السياسية او الفنية من الدول الصديقة.
7- تاثير الحرب النفسية على معنويات الشعب ومنتبسي الاجهزة الامنية.
8- الاستقرار السياسي في دولتنا.
9- تراجع وانحسار فعاليات الدولة الحمراء الامنية التعرضية.
ويخلص تقدير الموقف الى ان الدولة الحمراء غير قادرة على شن الحرب علينا في الوقت الحاضر او المستقبل المنظور خلال السنتين المقبلتين وان جهودها في مجال احداث خرق في عمل الاجهزة الامنية التابعة لنا ضعيفة ومحدودة وتحت السيطرة ما لم يطرأ تغير على ذلك من قبلهم.

وكثيرا ما تفشل جهود الاجهزة ﺍﻷﻤنية ويتعرض امن الدولة الى هزات عنيفة وقد يحصل ذلك في اكثر الدول تقدما ومرد ذلك الكثير من الاسباب والتي يقف على رأسها ان المجرمين او القائمين بالعمل الارهابي او الجواسيس والعملاء يختارون تنفيذ مأربهم في الاسلوب والمكان والزمان الذي يحدودونه هم وقد يكون ذلك بعيدا عن خطط واجراءات اعمال خدمة ﺍﻷﻤﻥ، لان الدول مهما كبرت امكانيتها لا تستطيع مراقبة الجميع او تتبع جميع المجرمين او المتهمين او المشكوك فيهم او اصحاب السوابق او الذين لديهم الميل والاستعداد للقيام بمثل هذا العمل.
ان تقدير الموقف ﺍﻷﻤني في الوقت الحاضر يشكل عامل ضغط وعبء وظيفي ونفسي كبير على القائمين به بسبب تزاحم الاضداد وزيادة الاعداء وتشابك وتقاطع المصالح وتغيير الظروف والمناخ والمزاج السياسي بشكل مستمر وتطور اساليب الجهات المعادية واستخدامها لاشد وسائل العنف والتدمير ووجود وسائل التواصل الاجتماعي وتطور وسائل الاتصالات وغير ذلك كلها محددات تقلل من فاعلية تقدير الموقف ﺍﻷﻤني، وان تلك المحددات يمكن ان تتمثل:-
1- عامل الوقت، فقد لا يكون في صالح الاجهزة ﺍﻷﻤنية مما يدفعها الى اعطاء خسائر او حصول الخرق ﺍﻷﻤني رغم اجراءاتها المتعددة.
2- تأثير العامل السياسي على اعمال خدمة ﺍﻷﻤﻥ.
3- ضعف كفاءة اداء العاملين في الاجهزة الامنية.
4- عدم وجود مستشارين ماهرين.
5- تزمت وتنعت قيادة الاجهزة ﺍﻷﻤنية.
6- حصول تغيير في الموقف السياسي الاقليمي او الدولي.
7- انخداع الاجهزة ﺍﻷﻤنية بالاعمال التضليلية للجهات المعادية.
8- الوصول الى مرحلة العجز والتيأيس في عمل تقدير موقف امني محترف ومن ثم وضع خطة او اتخاذ قرار صائب بصدده.
9- ضعف الامكانيات المادية والوسائل المساعدة من معدات والات ووسائل ايضاح وغيرها.
10- وجود اكثر من جهاز امني واكثر من تقدير موقف امني يصعب التعامل معها.
11- وجود متعاونين(عملاء- جواسيس) يقومون بالتعاون مع الجهات الاخرى من خلال تسريب بعض مفردات تقدير الموقف.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق