المحاضرة الثالثة
مفهوم القيادة الامنية
القيادة بمفهومها العام هي علم
وفن ومقدرة توجيه الجهود والتأثير بالاخرين مرؤسين كانوا او اخرين واستغلال
الموارد من اجل تحقيق الاهداف وفق خطط مرسومة وبوقت محدد وهي علاقة تبادلية بين
القائد والمرؤسين او المشمولين من غير المرؤسين، وان القائد الامني مطلوب منه ما
ليس مطلوب من غيره من القادة بشكل كلي، حيث يتولى التوفيق بين مهمتين اساسيتين
وهما: قيادة دائرته الامنية، وان يضع نفسه مكان كل قائد اداري او تربوي او ثقافي او علمي او فني ضمن
ساحة عمله وحسب الاختصاص، بينما يتطلب من القادة الاخرين قيادة دوائرهم
والالمام ببعض الجوانب الامنية.
والقيادة الامنية قيادة من نوع خاص ليس لها شبيه في مؤسسات الدولة الاخرى، ان
اسس فهم القيادة الناجحة يستند على ثلاثة مفاهيم اساسية وهي: وجود السلطة، وقوة
الاقناع، وممارسة التوجيه والرقابة
وتعتمد على العديد من المقومات اهمها:-
اولا- المهارات المتعلمة.
ثانيا- الخبرات المكتسبة.
ثالثا- معلومات متوفرة.
رابعا- وجود الشخصية القيادية المتصفة بالمقدرة
والشجاعة والاقناع والصبر والتفاني.
خامسا- مرؤسين داعمين او غير مرؤسين قانعين.
سادسا- الجهود الشخصية والمستلزمات الوظيفية.
سابعا- موارد بشرية ومادية متاحة.
ثامنا- القدرة على التخطيط وتنفيذ الخطط الانية او
بعيدة المدى او التخطيط الاستراتيجي الشامل.
تاسعا- حضور متميز وقت الطوارئ والازمات.
عاشرا- ممارسة ادوار القيادة وهي: القائد معلما،
مستشارا، مطورا، حكما، ملهما، ناطقا باسم جماعته او من يمثل، انسانا وابا للجميع،
منسقا لاعمال الادارات المختلفة، مفوضا، مقداما غير منسحبا او تراجعيا.
حادي عشر- المقدرة على استخدام وتوظيف التقنيات
الحديثة لصالح العمل.
والقيادة انواع سنتطرق الى ما يخص القيادة
الامنية وما لها من تجليات على ساحة العمل وحسب الاختصاص حيث تظهر المقدرة على
ادارة وقيادة المؤسسة الامنية والتعامل مع الادارات الاخرى ضمن ساحة العمل سواء
كانت ادارية او علمية او تربوية او فنية او ثقافية.
اولا- القيادة
التحويلية: وهي القيادة تبرز اهميتها عند التحول او اجراء تعديلات على الخطط الموضوعة
سلفا وتعتمد على العامل المعنوي والدافعية
وتجاوز العيوب والسلبيات وتحديد الواجبات حسب الامكانيات والتواصل مع الاخرين
وتحقيق الاهداف، ويستفاد من فكرة القيادة التحويلية في تشجيع المرؤسين على التعامل
مع الظروف الطارئة والمستجدة.
ثانيا- القيادة
الاخلاقية: والتي تعتمد على مفهوم الاخلاق من خلال تسخيرها في خدمة الاخرين وخاصة
المرؤسين وتسخير الامكانيات الشخصية واستنهاض قيم الخير والمحبة والابتعاد عن
التصرفات الشخصية السلبية مثل الانانية عند الاخرين من اجل تعزيز حقوق الانسان
وتحفيز الاخرين على العمل الجدي البناء.
ثالثا- القيادة
الديمقراطية: وتعرف ايضا بالقيادة الاستشارية حيث القائد فرد من جماعة العمل ويعمل على
السهر على تدريبهم ومشاركتهم ومنسق وموجه لواجباتهم وجهودهم بالاتجاه الصحيح
وممارسة الاقناع وتنمية روح التعاون من غير ترك خصوصيات ومستلزمات المنصب او
الوظيفة وهو الذي لا يكف عن تصويب الاخطاء ومراقبة الاداء، والاصل فيها حسن
الاستماع ولا تعني بالضرورة مسايرة الجميع وتنفيذ كل ما يطرحونه من اراء وافكار.
رابعا- القيادة
الاستراتيجية: وهي المقدرة على وضع وتنفيذ الخطط مع تهئية الوسائل لغرض تحقيق الاهداف
الموضوعة في الخطط وتمتاز بالعمومية والشمولية واستشراف المستقبل والتفويق بين
المتطلبات المختلفة ومواجهة المخاطر والتهديدات بعزيمة واصرار.
خامسا- القيادة
الاتوقراطية: وتعني ان القائد الامني يحصر جميع السلطات بيده ويمارس من اجل ذلك مختلف
وسائل العقاب ويكون اساسها حب السيطرة او عدم الثقة بالاخرين او مشاركتهم في وضع
الخطط والتصورات، ولا توجد انجازات حقيقية او تفاعل من قبل المرؤسين او الاخرين مع
القائد ونما تكون الاعمال هامشية ورتيبة.
سادسا- القيادة
الحرة(الفوضوية): وهي انوع من القيادة والتي تظهر عجز وفشل القائد في توجيه الجهود حيث توزيع
وتفويض الصلاحيات وعدم مراعاة مستلزمات القيادة الناجحة وعدم القدرة على مواجهة
التحديات او حسن التصرف وقت الازمات وانعدام الرؤيا في التخطيط للمستقبل بسبب ضعف
الامكانيات والمهرات والخبرات.
مواصفات القائد
الامني
1- مقومات الشخصية مثل الشجاعة والصبر والحلم والتأني والاصرار.
2- المقدرة على تسخير الموارد المتاحة لتحقيق الاهداف المرسومة.
3- المعرفة الواسعة.
4- المقدرة على استشراف المستقبل.
5- التنبوء والتوقع والتحليل وتحديد المخاطر.
6- الاقتصاد بالموارد.
7- الابداع والتخيل والتصور والتفكير الجدي.
8- تقبل النقد والمشاركة.
9- الواقعية والشمولية.
10- الذكاء والحكمة والاقناع.
11- حسن التخطيط والمتابعة والرقابة والتوجية.
12- القدرة على تنفيذ الخطط بمهارة عالية.
13- التقليل من ضغوطات ومستلزمات العمل.
14- نفسية مستقرة.
15- الاستثمار الامثل للوقت.
16- العمل وفق معايير حقوق الانسان ومنها حقوق المرؤوسين.
اسس اختيار القادة الامنيين
1- الابتعاد على الاسس التقليدية مثل
الاقدمية والتسلسل الاداري كلما ارتفعنا في مستوى القيادة حتى نصل للقائد الاعلى.
2- الركون الى توفر مستلزمات القيادة
الاستراتيجية في شخص القائد الامني.
3- ان يكون ممن يتفاعل مع روح العصر
ومتطلباته العلمية والثقافية والحضارية.
4- ان يكون على مستوى عالي من التدريب وانه
قد اكتسب خبرة ومهارة من جراء ذلك.
5- لا ينسى مبادئ وقواع العمل الامني ويعمل
على تطوير المفاهية والابتكار.
6- ان يكون قد تم اختياره وتدريبه لشغل هذه
المناصب.
7- ان يتماز بقوة الشخصية وصفات القيادة
الاخلاقية.
8- ان لا ينسى دور القيادة التحويلة في تشجيع
المرؤسين واختيار الاصلح منهم لمسك المناصب والقيام بالواجبات المهمة.
9- ان يجمع بين صفات المدير الذي يستند الى
وجود الصلاحيات واستخدام الثواب والعقاب وتطبيق القانون وتنفيذ الاوامر
والتعليمات، اما القائد فهو مطور ومبدع يستعمل مهاراته وخبرته في شحذ الهمم
واستنهاض عوامل النجاح عن الاخرين.
مظاهر القيادة الفاشلة
1- التعنت والتزمت وحب التسلط.
2- استنزاف الموارد المادية والبشرية.
3- عدم تحمل المسؤولية.
4- عدم القدرة على مواكبة التطور.
5- الانغلاق والانعزال.
6- استغلال المنصب.
7- التهويل او التبسيط او الامبالاة.
8- عدم الفكاءة وعدم وجود الخبرات والمهارات.
9- الغرور والتعالي.
10- العمل من غير خطط او هدف.
11- عدم الاهتمام بالمرؤسين.
12- الانغماس في الملذات الشخصية.
13- عدم الاخلاص وضعف الولاء للوطن.
14- الولاء للاحزاب.
ان الحديث عن القيادة الامنية قد يكون مخصصا للحديث علة قيادة الاجهزة
الامنية الا ان طبيعة الوقت الحاضر بحكم وجود الاستثمار والشركات العابرة للقارات
والمتعددة الجنسية وتطور وسائل الاتصال تجعل من الضروري من القائد الاداري ان يكون
متصفا او مطلعا على مستلزمات القيادة الامنية، ان عدم تمتع القائد الاداري ببعض
مهارات ومتطلبات القائد الامني يجعل المؤسسات والدوائر كافة عرضة للخرق او للنشاط
الاجرامي او المعادي وحتى النشاط الارهابي وخاصة كبفية التصرف وقت الحروب والازمات.
واجبات القيادة الامنية تجاه المجتمع
1- السهر على تنفيذ الخطط بما يضمن توفير الامن والراحة للجميع.
2- حماية مقدارت الدولة وعدم العبث بها.
3- العمل على تطبيق معايير الامان والسلامة المهنية.
4- فسح المجال امام الجميع من اجل الانتاج والابداع.
5- بناء القدرات الامنية لمواجهة كافة المخاطر والازمات المحتملة.
6- حضور متميز وفعال وقت الازمات والكوراث.
7- السيطرة على قاطع المسؤولية.
8- العمل على انفاذ وتطبيق القانون والتعلميات.
القيادة الامنية: هي العلم والمقدرة على توجيه الجهود واستخدام الموارد المتاحة
بقصد التأثير على الاخرين سواء كانوا من
العاملين في الاجهزة الامنية او القادة الاخرين في الدوائر والمؤسسات الاخرى
والعاملين فيها والمواطنين الاخرين من اجل تحقيق الاهداف المرسومة وفق خطط معينة.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق