امن الافراد The security of individuals -امن المعلوماتInformation Security-امن المواد والمنشأت materials and constructions Security

قفشات

3d

تنويه: تقوم ادارة المدرسة باجراء تعديلات وتصويبات على المحاضرات المنشورة بشكل مستمر وحسب الحاجة يرجى الانتباه.

الأحد، 11 ديسمبر 2016

المحاضرة الثامنة- تأثير العوامل الجيوسياسية

المحاضرة الثامنة

تأثير العوامل الجيوسياسية على
اعمال خدمة الامن

يستخدم مصطلح"جيوسياسية" او ما يعرف ايضا بـ " الجيوبولوتيك" لبيان العلاقة بين الجغرافية والسياسية اي تأثير الموقع الجغرافي على السياسات الداخلية والاقليمية والدولية وقد ظهر هذا المفهوم على يد العالم السويدي" كجلين" ومن ثم بدأ التوسع في استخدام هذا المفهوم ليشمل مواضيع متعددة مثل الاقتصاد والامن والقوة والتاريخ وحتى العلوم الاجتماعية والجغرافية البشرية او فروعه مثل الجيو ستراتيجي وغير ذلك، ان اصل المفهوم يتعلق بالارض وما تشغله هذه الارض من حيز جغرافي بري كان ام بحري، وتشمل الجيوسياسية على مواضيع عامة تتفرع منها العديد من المواضيع وكما مبين ادناه:-
اولا- الموقع.
ثانيا- المساحة.
ثالثا- طبوغرافية الارض.
رابعا- الموارد الطبيعية.
خامسا- المناخ.
سادسا- السكان.
سابعا- الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

ان المواضيع المتعلقة بالجيوسياسية كانت هي التي تقف وراء محاولات الدول توسيع حدود مجالها الحيوي او الحصول على مناطق نفوذ او محاولة تقزيم او عزل دول اخرى كما حصل في محاولة الولايات المتحدة من تحريك المشاكل في دول الاتحاد السوفيتي السابق مثل الشيشان لغرض الوقوف بالضد من مشروع روسيا الموحدة او الاتحاد الروسي او استمالة الدول الاخرى للخروج من صف روسيا والارتماء في احضان الغرب مثل اذربيجان.
ومن المواضيع التي تدخل في اهتمامات الجيوسياسية هي الاراضي المتنازع عليها بين الدول ومحاولة العديد من المناطق او الاقاليم الانفصال عن البلدان التي تخضع لها، او محاولتها الحصول الى اماكن جديدة كما تحاول ان تفعل الصين في بناؤها لجزر صغيرة في بحر الصين الجنوبي والتي تعرف باسم سلسلة "سبراتلي" وقد دفع هذا التصرف كل من فيتنام وتايوان والفلبين الى انشاء جزر صناعية في بحر الصين الجنوبي، الامر الذي يدفع بشكل من الاشكال الى حصول تصادم بين تلك الدول او الولايات المتحدة، وهناك الكثير من المشاكل والصراع على ترسيم الحدود بين العديد من دول العالم تدرس وتفهم من ضمن المواضيع الجيوسياسية وحتى المشاريع الكبرى كما حصل حين اعلنت الولايات المتحدة عام/2002م عن فكرة الشرق الاوسط الكبير ليضم اضافة الى الدول العربية ايران وتركيا وافغانستان وباكستان، وقد يشمل الموضوع ايضا فكرة تطوير الاسلحة العابرة للقارات كما يحصل في محاولات كوريا الشمالية تطوير الصواريخ البالستية لتصل الى ابعد مديات ممكنة الى فكرة نظام تحديد المواقع(جي بي اس) والحرب الالكترونية وعمل الشركات الامنية الخاصة والمنظمات الاقليمية او  الدولية الحكومية منها او غير الحكومية، واستخدام وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي والارهاب او عمل الجماعات المسلحة والمرتزقة.
وبعد هذا الشرح الموجز عن الجيوسياسية فهل لها علاقة باعمال خدمة الامن ؟
للاجابة على هذا التساؤل فانه من الضروري معرفة خصائص بعض الدول وكيف انعكس ذلك اهتمامها بامنها الداخلي والخارجي ومنه على سبيل المثال الولايات المتحدة فأنها تقع في قارة امريكا الشمالية وتبلغ مساحتها حوالي(9,826,675 كم²) ونفوسها يبلغون حوالي(325) مليون نسمة ولها حدود بحرية على محيطين وهما المحيط الاطلسي والمحيط الهادئ بسواحل بطول (19.926كم) ان موقع الولايات المتحدة وبحكم ما تمتلكه من موارد طبيعية وثروات وتقدم علمي ساعدها ان تكون بعيدة من خطر التهديد الخارجي باستثناء ما حصل في واقعة بيرل هاربر عام/1941م وبيرل هاربر ميناء بحري امريكي يقع في جزر هاواي التابعة للولايات المتحدة والتي تبعد عن حدودها البرية حوالي (3860كم) تعرض لهجوم من اليابان وكان احد اهم الاسباب في دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية، وتتعرض الولايات المتحدة وبشكل مستمر الى مخاطر من نوع اخر وهي الاعاصير والفيضانات والانجماد في ولاية الاسكا وقلة المياه في جهة الغرب اضافة الى الزلازل وحركة الصدوع، ولقد ساهم هذا الموقع على نشوء القوة البحرية لها والتي انشأت عام/1775م عند مراحل الاستقلال الامريكي من التبعية البريطانية، وتتكون البحرية الامريكية العسكرية من (6) اساطيل عاملة واسطول احتياط وتتولى هذه الاساطيل حماية مصالح الولايات المتحدة في جميع انحاء العالم، وتعطي الولايات المتحدة الامريكية الامن مساحة كبيرة في سياستها العامة وهذا ما يفسر وجود حوالي(17) جهاز امني رئيسي فيها بالاضافة الى ميزانية خاصة بها قد تصل الى حوالي(50) مليار دولار سنويا.
ومن الدول التي لعبت المواضيع الجيوسياسية دورا مهما في تواجهاتها هي بريطانيا او المملكة المتحدة والتي هي عبارة عن جزيرة تبلغ مساحتها حوالي (243,610 كم²) اي حوالي نصف مساحة العراق ونفوس يبلغ عددهم حوالي (65) مليون نسمة ان موقع المملكة المتحدة دفعها للاعتماد على بناء الاساطيل والتجارة واستعمار الدول الاخرى ومنها احتلال جزء من اراضي ايرلندا والذي يعرف بايرلندا الشمالية في القرن الثاني عشر والذي يشكل حاليا حدودا برية مع ايرلندا الجنوبية.
وبالنسبة لدولة مثل استراليا فهي ايضا ذات مساحة كبيرة تقدر حوالي(7,617,930 كم²) وهذه المساحة الشاسعة من الارض يسكنها حوالي(24) مليون نسمة وهاجس استراليا هو المحافظة البلاد من الهجرات واللجوء والاستثمار الاجنبي وخاصة استثمارات الصين فيها.
اما الهند فهي تمثل الجمهورية التي تتبع النظام الديمقراطي مع كبر المساحة التي تشكل الرقم السابع في مساحة الدول في العالم وصاحبة ثاني اكبر عدد سكان في العالم والذي يصل الى حوالي( 1,252,000,000) نسمة حسب احصائيات عام/2013م وللهند مشاكل مع باكستان حول منطقة كشمير ولها سواحل تقدر بحوالي(7500كم) لانها تمثل شبه جزيرة.
اما عن تأثير العوامل الجيوسياسية على الامن الداخلي فبالامكان القول:-
1- تشكل المناطق المنجمدة وشديدة البرودة كما هو الحال في شمال السويد او شمال روسيا وولاية الاسكا في الولايات المتحدة او كندا او غرين لاند عاملا مهما من تحديدات الامن هناك بسسب الظروف الجوية القاسية.
2- تمثل المناطق الصحراوية من محددات الامن بسبب الحرارة العالية والعواصف الرملية وصعوبة العيش وقلة الموارد والتجمعات السكانية ومنها صحراء لوط في ايران والصحراء المغربية والربع الخالي في الجزيرة العربية.
3- ارتفاع الحرارة العالية يشكل عامل اجهاد وتعب وعدم كفاءة العمل للجهزة الفنية والمعدات وينعكس كذلك على عمل الافراد ومنها جنوب العراق والكويت حيث بلغ الخرارة(52) درجة مئوية ومنطقة العزيزية في ليبيا وبلغت فيها الحرارة (58) ووادي الموت في الولايات المتحدة حيث بلغ الحراره فيه (56) درجة مئوية في الظل.
4- مناطق المياه الضحلة والاهوار والمستنقعات تشكل مناطق تهديد امني وخاصة اذا كانت تشترك فيها اكثر من دولة كما هو حال اهوار العراق.
5- تكون الجبال ايضا احد مهددات الامن الرئيسية بسبب احتوائها على الانفاق والكهوف والاشجار والتي تؤمن الاختباء وحرية التنقل.
6- تشكل الانهار بصفتها حدود مشتركة احد تهديدات الامن بسبب صعوبة السيطرة عليها او امكانية مراقبتها بشكل مستمر.
7- مناطق الغابات والحشائش تمثل تهديدا اخر للامن لسهولة الاختباء فيها واتخاذها طرقا لغرض التنقل من غير كشفها.
والقاسم المشترك بين تلك الاماكن هو قلة تواجد الاجهزة الامنية او صعوبة عملها هناك وقلة تواجد القطعات العسكرية وقلة التواجد السكاني في بعض المناطق.

وفي الحسابات الجيو سياسية المتعلقة بالنواحي الامنية فان توفر طرق النقل والمواصلات وسهولة الحركة او الاتصال بين اجزاء الدولة الواحدة وهو من المواضيع التي تنعكس بشكل كبير على اعمال خدمة الامن حيث تلعب التضاريس الارضية الدور المهم في الحياة الاجتماعية والاقتصادية ووجود الصناعات وان وجود السهول  والسواحل الفسيحة هو الذي ساعد على نشوء المدن الكبرى مثل القاهرة والتي يبلغ نفوسها حوالي(9.5) مليون شخص ودلهي في الهند والتي يبلغ عدد سكانها حوالي(17) وهما تقعان في مناطث سهلية ومدينة شنغهاي في الصين والتي يبلغ عدد سكانها حوالي(25) مليون شخص ومدينة كراتشي في باكستان والذس يبلغ عدد سكانها حوالي(24) مليون شخص ونلاحظ ان كل من شنغهاي في الصين وكراتشي في باكستان هي مدينة ساحلية وتتمع مدينة اسطنبول في تركيا بموقع مهم والتي يبلغ عدد سكانها حوالي(14.5) مليون شخص ويقع جزؤها الشرقي في قارة اسيا وجزؤها الغربي في قارة اوربا وهي تقع على كل من بحر مرمرة والبحر الاسود وفيها مضيقان مهمان هما البسفور والدردنيل، وقد تجمع بعض المدن العديد من الصفات مثل مدينة بورصة في تركيا فهي رابع مدينة من حيث السكان والذي يصل الى حوالي(2) مليون شخص في تركيا وهي جبلية وسهلية وهي مركز صناعي وزراعي مهم، او مدينة فينيسيا(البندقية) في ايطاليا والتي لا توجد فيها شوارع وانما قنوات مائية تتطلب وجود قوارب لغرض التنقل.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق