امن الافراد The security of individuals -امن المعلوماتInformation Security-امن المواد والمنشأت materials and constructions Security

قفشات

3d

تنويه: تقوم ادارة المدرسة باجراء تعديلات وتصويبات على المحاضرات المنشورة بشكل مستمر وحسب الحاجة يرجى الانتباه.

الجمعة، 9 ديسمبر 2016

المحاضرة السادسة عشر- البنى التحتية والفوقية لاعمال خدمة الامن

المحاضرة السادسة عشر

البنى التحتية والفوقية لاعمال خدمة الامن

       ان الاساس الذي تبنى عليه اعمال خدمة الامن هو حماية مصالح الدول الداخلية والخارجية او هذه المصالح ليست حبسية في اطار الحماية من الاخطار الداخلية او الخارجية بل يتعدى الموضوع الى حماية ورعاية العوامل التي تقف وراء اعمال خدمة الامن وتمده باسباب البقاء ومن ثم الكفاءة والموضوعية، ان تلك العوامل هي التي تحدد مسارات خدمة الامن وبعبارة ادق لا يمكن فهم وجود اعمال خدمة الامن او صناعة الامن من غير وجود تلك العوامل والذي يطلق عليها مسمى " البنى التحتية "، فالمدن من غير وجود بنى تحتية من خدمات لا تسمى مدنا بالمعنى الشائع في الدول المتقدمة وكذلك واقع الامن فمن غير وجود بنى تحيتية عميقة لا وجود لاعمال خدمة الامن على انه يجب التنويه ان جميع موارد الامن المادية والبشرية ليست من البنى التحتية والسبب في ذلك يعود الى انها تمثل الواجهة او البناء من غير وجود الخدمات.
والبنى التحتية للامن تتمثل في محاور اساسية يمكن اجمالها:-
اولا- بنى سياسية: لها مدلولات خارجية وداخلية وانشطة متنوعة يقف على رأسها وجود اعلام ناقد وحر ومنظمات مجتمع مدنية مؤثرة في الحياة العامة وسياسة داخلية وخارجية واضحة تتبنى عقيدة او نظرية امنية واضحة المعالم تحفظ من خلالها حقوق الانسان وحرياته الاساسية وضمان حقوقهم في الحياة السياسية للبلاد.
ثانيا- بنى اقتصادية: من خلال وجود اقتصاد قوي ونظام مالي ومصرفي فعال وقطاع خاص يستوعب جميع الطاقات وضعف في مؤشر البطالة وهذه البنى الاقتصادية قادرة على تمويل جميع انشطة وفعاليات اعمال خدمة الامن بشكل مستمر يستجيب للتطور الاصل بشكل متسارع في متطلبات خدمة الامن.
ثالثا- بنى اجتماعية: تضم بيئة خالية من امراض المجتمع الرئيسية مثل المرض والفقر والجهل والجوع وهي بيئة طاردة للنف والارهاب ومتعاونة مع خدمات الامن.
رابعا- بنى عسكرية: تتمثل بوجود قوات مسلحة قادرة على حماية الدولة من الاعتداء الخارجي وحماية وحفظ الامن الداخلي وحماية مصالح الدولة الحيوية.
خامسا- بنى تعليمية: من خلال نظام تعليمي متوازن يضم مؤسسات علمية واكاديمية يكون توجهها تدريس العلوم وليس اثارة المواضيع الذي تؤدي الى حصول المشاكل السياسية او الاجتماعية مع وجود مؤسسات تدرس المواضيع المتعلقة بالامن بكافة مستوياته .
سادسا- بنى قانونية:  وهي منظومة قانونية واجرائية تحقق العدالة الاجتماعية وتخرج من اعمال تلك البيئة جميع القوانين التي تنظم فعاليات اعمال خدمة الامن لان القوانين التي تعمل بموجبها الاجهزة الامنية لا تعتبر من البنى التحتية لها.

اما موضوع البنى الفوقية لاعمال خدمة الامن فليس لها وجود مادي كونه يتعلق بالجوانب المعنوية او غير المادية مثل المفاهيم والاراء والافكار والقيم والانطباعات التي تتركها اعمال خدمة الامن لدى الناس واحساسهم بان الاجهزة الامنية تؤدي ما عليها من واجبات من اجل حمايتهم والمحافظة على مصالحهم وهي بذلك تكون انعاكسا واقعيا لما موجود في البنى التحتية اي انه كلها كانت البنى التحتية قوية ومتينة كانت البنى الفوقية مؤثرة وفاعلة ويظهر ذلك جليا في التوجه الفكري السائد في دولة معينة او مجتمع معين سواء كان ذلك من القوى التي تحرك التوجه الفكري او تلك التي تنتج عن تلك الحركة.
ولفهم العلاقة بين البنى التحتية والبنى الفوقية فان البنى الفوقية نتاج البنى التحتية، وفي الدول المتقدمة هناك علاقة توازي وعدم ارجحية بين كلتا البنيتن حيث يكون تأثيرها متساوي ويظهر الخلل واضحا كلما ابتعدنا عن فكرة التوزاي او المساواة، ان التفاوت الذي يمكن ان يحصل بين البنى الفوقية والتحتية وهو احد المؤشرات على كفاءة او ردائة اعمال خدمة الامن، على ان الموضوع قد لا يفق عند هذا الحد بسبب ان موارد اعمال خدمة الامن البشرية او المادية ولا حتى المنظومة القانونية التي تحركها، ومن هنا يمكن فهم الدور المحوري الذي تلعبه الاجهزة الامنية من خلال ما تظهره من حرفية ومهارة في التوفيق من اجل الوصول الى العلاقة النسبية الصحيحة بين تأثيرات البنى التحتية والبنى الفوقية والتي غالبا ما تتموضع سياسيا لحساب الاحزاب الحاكمة وطبيعة تعاملها مع ملف الامن، وان العامل الفكري هو المعول عليه في تقليل نتائج الفوراق بين البنى التحتية والبنى الفوقية على ان لا يمكن اجتزاء بعض المفاهيم وتركها لحساب العقلية السائدة في ثقافة مجتمع معين فعندما نتعامل مع الاعداء يجب علينا اولا  ان نفهم ثقافتهم بكل تفاصيلها حتى نستطيع ان نحسن التعامل معهم.
ويمكن ايضا الوصول بالفكر الحر العميق الى ان تتولى البنى الفوقية عملية النهوض بالبنى التحتية ولعل موضوع الايمان بالله سبحانه وتعالى اهم مقومات البنى الفوقية التي يمكن ان تحي النفوس لتعمل وتبدع كما حصل حين نقل الدين الاسلامي الحنيف الناس من حالة الضياع والفرقة والتخلف الى حالة الابداع والرقي حيث كانت الطاقة والقيم الروحية المستمدمة من الاسلام هي التي ساهمت في التفكير الجدي في نشوء الحضارة الاسلامية، وواقع الحال يثبت انه وعلى الرغم من اهمية البنى التحتية الا ان البنى الفوقية اهم منها الان لانها تلامس الانسان بشكل مباشر وهي المعمول عليها في ان يشعر هذا الانسان بالامان ويحس به بشكل ملموس في بلده.
ومن اجل ان تؤدي البنى الفوقية دورها في اعمال خدمة الامن يجب اتخاذ الاتي:-
ا- ان تكون المناصب الامنية في البلد لذوي الاختصاص.
2- ان لا توصف الاجهزة الامنية بالمخادعة والتسويف.
3- ان لا يكون العمل في الجهاز الامني من اجل المرتب والمكاسب فقط.
4- عدم بناء الخطط الامنية على الاوهام والتخيلات.
5- تجنب المعالجات ذات الاهداف السياسية.
6- ترك العمل باسلوب الشعارات والتفاخر الزائف.
7- الواقعية  مع عدم الاستفادة من دروس التاريخ.
8- عدم المساس بحقوق الانسان وحرياته الاساسية.
9- ان تكون المؤسسات التعليمية الامنية مؤسسات رصينة وان تقدم العلوم الامنية بشكل يتوافق مع التحديات التي تواجهها الدول.
وفي الاونة الاخيرة بدأ يظهر تقسيم اخر للبنى التحتية يجمع بين ما هو مادي وبين ما هو معنوي ليتعدى بدورة الى البنى الفوقية حيث يجري تقسيمها الى بنى صلدة وبنى مرنة حيث تمثل البنى الصلدة كل ما هو مادي وتمثل البنى المرنة كل ماهو معنوي ويدخل في حسابات الجانب المعنوي مظاهر تكنولوجيا المعلومات والبرامجيات والتطبيقات وكل ما يتعلق بالتوعية والتدريب وصولا الى القوانين المنظمة لتلك الفعاليات.
وبالامكان ايضا تلخيص اهتمام البنى الفوقية في كل ما يخص الانسان من اجل اصلاحه وصلاحه ومتى ما تم ذلك فانه سيسعى الى ان تكون البنى التحتية بنى قوية تصمد امام اقوى التحديات وليست بنى متهرئة تظهر عيوبها امام اول اختبار حقيقي ومن ثم يصعب التعامل معها حيث تكرار الاخطاء والخسائر الذي يمكن ان تكون نتائج لتلك الاخطاء، وهذا مرده الى ان اعمال خدمة الامن متى ما كانت بنيتها الفوقية على مستوى عالي كلما انعكس بالايجاب على البنى التحتية التي تمدها وتمنحها القوة والمشروعية وارتفعت بذلك ارصدة الاجهزة الامنية ومكانتها واحترامها بين الناس وانعكس ذلك بالايجاب على التعاون معها.


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق