امن الافراد The security of individuals -امن المعلوماتInformation Security-امن المواد والمنشأت materials and constructions Security

قفشات

3d

تنويه: تقوم ادارة المدرسة باجراء تعديلات وتصويبات على المحاضرات المنشورة بشكل مستمر وحسب الحاجة يرجى الانتباه.

الجمعة، 9 ديسمبر 2016

المحاضرة الحادية عشر - الادارة الامنية والتخطيط الامني

المحاضرة الحادية عشر

الادارة الامنية والتخطيط الامني

       تمتلك الادارة الامنية الكثير من الادوات لضمان القيام بعملها على اكمل وجه مثل القرار الاداري وما يتعلق به من سحب او الغاء او القيام بابرام العقود او عمل تقدير موقف او القيام بعملية تخطيط لرسم السياسات الخاصة والعامة لها وتقع عملية التخطيط من ضمن المسؤوليات التي تتحملها الادارة الامنية امام السلطة والمجتمع، ان عملية التخطيط الامني الناجح تقوم به الادارات الامنية الناجحة والتي تضع المستقبل نصب عينيها وتعمل على تهيئة المستلزمات الضرورية لنجاح عملها من غير حصول عملية ارباك ماخذة بعين الاعتبار ما سيكون عليه الحل مستقبلا سواء على المستوى التعبوي او المناطقي وحتى على المستوى السوقي(الستراتيجي) فعلى طول مسيرة الدول هناك عدائما الاعداء والاصدقاء وقد يكون اصدقاء اليوم اعداء المستقبل والعكس صحيح ايضا الا ما رحم ربي، ان التخطيط الامني  يشمل جوانب عديدة الا انه يركز على معطيات رئيسية وتسمى هذه المعطيات ايضا بالاركان الرئيسية لعملية التخطيط وهي:-
اولا- تناسب حجم الجهاز الامني مع ساحة الاهتمام والتي يمكن ان تشهد توسعا ملموسا مع بقاء الجهاز على نفس موارده المالية والبشرية او تغيرها مستقبلا لتتناسب مع الواقع المستقبلي ان لم يشهد واقع الجهاز الامني تطورا مع ما سيكون عليه الحال.
ثانيا- ما تم وضعه من خطط في الماضي وما تم تنفيذه في الوقت الحاضر وما سيتم تنفيذه في المستقبل القريب والبعيد، اي كيفية  تحقيق الغايات والاهداف.
ثالثا- ما يجب تهيئته من وسائل ومعدات.
رابعا- تحديد الاعداء الحقيقيين والاعداء المحتملين.
خامسا- تصحيح المسارات وتصويب الاخطاء وتجاوز السلبيات تحت قاعدة الاجابة على السؤال المهم وهو: هل ما سنقوم به من اصدار قرار او وضع خططا سيكون صحيحا ؟

وتختلف مراحل وفترات التخطيط من مكان لاخر: حسب التوجهات السياسية للدولة، وطبيعة الاعداء وتاثيرهم عليها، او ما تعانيه من مشاكل داخلية، ونظامها الاجتماعي، او قربها وبعدها من مناطق الاحداث الساخنة ولو ان البعد والقرب لما يصبح مناعا بوجه الجماعات المسلحة المعادية حيث يأتيها المدد من كل حدب وصوبـ، وانه كذلك لم يقف حاجزا اما المضطهدين مثل حال اللاجئين وحركتهم بقصد الحصول على الامان نحو جميع دول العالم، اما عن ومراحل وفترات التخطيط فهي على وجه العموم كما مبين ادناه:-

مراحل التخطيط:
ا- مرحلة التخطيط الآني:- وفيها يتم وضع الخطط لتسير الاعمال اليومية حيث تم تحديد التهديدات سلفا والتعامل معها انيا او مع المخاطر والازمات والتي يمكن ان تحصل بشكل مفاجئ.
2- مرحلة التخطيط القريب:- وفيها يتم تنفيذ ما تم اتخاذه من قرارات وما تم وضعه من خطط وفي هذه المرحلة قد يجري التعديل على الخطط والقرارات وحسب المتغيرات.
3- مرحلة التخطيط بعيد المدى:- وفيها يتم التخطيط لمرحلة غير محددة بزمن معين ولكن محددة بثبات العوامل المحيطة او التي لها علاقة بالامن اي ان تلك الخطط والقرارات تبنى على واقع افتراضي مفاده ثبات العوامل المؤثرة او تغيرها بشكل نسبي محدود.
4- مرحلة التخطيط الستراتيجي:- وفيها يتم الخطط على مستوى السوق العام للدولة وفي كافة المجالات ولفترات زمنية قد تطول وتقصر حسب دائرة الاهتمام والمعاضل الامنية، اي ان العوامل الموثرة في الامن تمتاز بالتغيير وعدم الثبات، وفي هذه المرحلة تظهر مدى فاعلية الجهاز او الادارة الامنية ومدى قدرتها على التخطيط السليم للمستقبل عندما كانت في يوم من الايام في الماضي وتطلب الامر ان تضع الخطط لمواجهة ما سيظهر من تهديدات ومخاطر وازمات للامن مستقبلا.
والتخطيط الستراتيجي الامني يشبه عملية تقدير الموقف الامني من حيث التوصيف حيث كلاهما يمكن توصيفه باتها عملية " ذهنية او عقلية تهدف الى استثمار ما متاح من معلومات ووسائل بقصد تحقيق اهداف معينة "، وتعتمد جميع المراحل التي تمر بها عملية التخطيط او فترات التخطيط على فكرة اساسية وهي اظهار مدى استعداد الادارة الامنية وجهازيتها ومقدرتها الى الوصول الى اهدافها المرسومة من خلال ما تحمله من تصور حقيقي على قدرة مواردها المالية والبشرية والفنية على تحقيق تلك الغايات، وان معرفة نقاط الخلل في الادارة الامنية يجنبها الفشل في كافة انواع ومراحل التخطيط، والتخطيط السليم يعني:-
اولا- معرفة نقاط الخلل في الادارة الامنية بقصد تجاوزها.
ثانيا- توفر دعم واسناد حكومي على كافة المستويات ومن الدعم المالي.
ثالثا- احترام وتأييد شعبي لاعمال الادارة الامنية.
رابعا – ادارة فاعلة قادرة على التخطيط السليم ومواجهة الازمات بروح من التحدي والمسؤولية.
خامسا- المقدرة على تجاوز المحن والصعوبات التي تواجه عمل الادارة الامنية من داخلها مع بيان احتماليات النجاح او فرص التفوق.
سادسا- بيان استعداد الادارة الامنية لتنفيذ والقيام بما يقع عليها من التزامات تجاه الادارة الاعلى والشعب ايضا.

فترات التخطيط:
1- التخطيط المقرون(الظرفي):- وفيه يتم قرن التخطيط بفترة محددة لقضاء اعمال محددة مثل لقاء المتعاونين او زرع الآلات او رفعها.
2- التخطيط اليومي او الاسبوعي:- يحصل فيها التخطيط  لتسير اعمال الادارة اليومية من حيث توزيع الواجبات والمسؤوليات والتي يمكن ان تتغير بشكل مستمر.
3- التخطيط السنوي:- وفيه يجري التخطيط لتنفيذ فعاليات وخطط الامن خلال عام.
4- التخطيط القصير المدى:- وفيه يجري لتنفيذ فعاليات اعمال خدمة الامن للفترة المحدودة خلال سنتين او ثلاثة سنوات او اربع.
5- التخطيط المتوسط او(خطة خماسية او العشرية):- ويجري تجري التخطيط لاعمال خدمة الامن اسوة بباقي مرافق الدولة ضمن خطة خمسية اي لمدة خمس سنوات او عشرة سنوات وغالبا ما يتم ذلك مراعاة للجانب الاقتصادي والمالي ضمن الخطة التي تضعها الدول.
6- التخطيط المرحلي:- وفيها يجري تسيير اعمال خدمة الامن لفترات محدودة اي مرحلية تتعلق بمراحل نشوء الدول او تحولها من نظام سياسي لاخر او خلاصها من التبعية والاحتلال وقد تطول هذه الفترة او تقصر اي انه ليس هناك وقت لها وقد تقوم بها الدول بشكل عام وتعني القيام بتنفيذ اكثر من خطة في ان واحد اي ان تكون هناك مثلا اربعة انواع من خطط وهي: خطة قصيرة، خطة سنوية، خطة متوسطة، خطة طويلة، وفي التخطيط المرحلي يجري التعديل على الخطط الموضوعة كلما دعت الحاجة.
 7- التخطيط الطويل المدى:- ويجري فيه التخطيط لاعمال خدمة الامن تبعا لخطة الدولة فاذا كانت خطة الدولة خمسية كانت خطة ادارة الامن من(5-10) سنوات واذا كانت خطة الدولة عشرية ففيها تكون خطة ادارة الامن من(10-20) سنة، وقد تكون الخطة عامة خلال ما بين اكثر من خمس سنوات وحتى خمسة عشر سنة، وفي التخطيط طويل المدى تكون اعمال ادارة الامن مبنية على الحقائق والوقائع معززة بالادلة والشواهد والارقام والبيانات.
8- التخطيط بعيد المدى:- وفيه يجري التخطيط لاعمال خدمة الامن لفترة قد تصل الى (20) سنة او اكثر، وقد يصعب التخطيط لاعمال خدمة الامن اكثر من ذلك بسبب حتمية تغيير الظروف والعوامل الموضوعية المؤثرة في اعمال خدمة الامن.
9- التخطيط الستراتيجي:- وقد يطبق هذه اللفظ ويقصد منه الشمولية او العمومية فعندها يمكن ان تحصل الخطط الستراتجية حتى من (5) سنوات فاكثر فتشمل عندها التخطيط المتوسط والمرحلي والطويل المدى، وقد يقصد به الزمن فيقع فيه التخطيط بعيد المدى.
والواقع الفعلي يثبت عدم وجود اتفاق معياري على تحديد الفترات الزمنية بشكل مضبوط لاختلاف وجهات النظر حول الموضوع واختلاف المدارس والاراء المنظرة له:-

العيوب المنهجية لانواع فترات التخطيط:-
اولا- التخطيط المقرون:- قد يصاب بالفشل مثل فشل تامين اللقاء باحد المتعاونين او زرع الآلات ومعدات في دار احد الاهداف، يحتاج الى سرعة والسرعة لها عيوبها، يحتاج الى حزم قد يؤدي الاندفاع، اخراج عناصر من الادارى بسبب الفشل او الحرق.
ثانيا- التخطيط اليومي او الاسبوعي:- الاعتماد على مجموعة معينة من العناصر في الادارة وترك الاخرين، الرتابة والمملل، غلبة جوانب الادارة الادارية على الادارة الامنية.
رابعا- التخطيط السنوي:- تغيير في المواقع والمناصب، تبدل القرارات والخطط، التغيير في السياسة العامة للبلد.
خامسا- التخطيط القصير المدى:- تغيير الادارات الامنية، تغيير في المواقع والمناصب والرتب وحتى العاملين من ذوي الخبرة، تبدل القرارات والخطط واساليب المعالجة، التغيير في السياسة العامة للبلد  .
سادسا- التخطيط المتوسط او الخماسي او العشري:- قصور الجانب المادي، تغيرات اجتماعية ضاغطة، تطور في وسائل الاتصال، تغيير القيادات والادارات، ازمات اقليمية او دولية مؤثرة  وحتى داخلية، تصدع وتخلل عمل الجهاز الامني بسبب الفساد والمحسوبية.
سابع- التخطيط المرحلي:- تشتت الجهاز الامني والادارة الامنية وضياعها بسبب تنفيذ اكثر من خطة في ان واحد، لجوء الادارة الامنية الى  الكذب والتدليس، ابعاد واقصاء العناصر الكفؤة من العمل بسبب تداخل الواجبات، تداخل الصلاحيات.
 7- التخطيط الطويل المدى:- ان تكون البيانات والارقام التي تصدر عن الجهاز او الادارة الامنية غير حقيقية، ترك التخطيط للفترات الزمنية الاقل، ترك ونسيان التفاصيل، واقع افتراضي متخيل وليس واقعي او مشاهد
8- التخطيط بعيد المدى:- ان تكون البيانات والارقام التي تصدر عن الجهاز  او الادارة الامنية  رتيبة ومتكررة وتعكس واقع غير حقيقي، ترك التعامل مع انواع التخطيط للفترات الزمنية الاقل،  ضياع وترك ونسيان الكثير من التفاصيل، واقع تخيلي قد لا يتحقق بالمطلق.
9- التخطيط الستراتيجي:- واقع يمكن ان يشهد تغيرات سريعة اذا كان قصير المدى او ان يكون تخيليا اذا كان طويل المدى، يحاكي العموميات وليس فيه تفاصيل، بما انه يشمل الجميع فان هناك احتماية ان لا يكون اداء الجميع بنفس الهمة والموضوعية.

ويعمد القائمون في مجال اعمال خدمة الامن الى ان يكون تخطيطهم شاملا حتى لو كان الموضوع الجاري التخطيط له سهل التحقق لضمان عدم الفشل وتحقيق الاهداف المرجوة من ذلك، وقد يكون التخطيط الشامل مبني على تصور عام لمشكلة او ازمة او معضلة او اواقع معين كما هو الحال في الامن التعبوي او المناطقي، ففي الامن المحدد بمنطقة معينة يجب ان يكون التخطيط للامن شاملا وعاما ويحتوي على الكثير من التفاصيل ومنها:-
اولا- المساحة الكلية لساحة العمل.
ثانيا- العدد الكلي للسكان.
ثالثا- التكوين الطائفي والدين والقومي للناس الساكنين في تلك المنطقة.
رابعا- العادات والتقاليد والاعراف المميزة للسكان.
خامسا- المراكز الخدمية في تلك المنطقة.
سادسا- تفاصيل معلومات عن جميع الافراد الساكنين في تلك المنطقة.
سابعا- معلومات كافية عن المجرمين والمطلوبين للعدالة في تلك المنطقة.
ثامنا- مداخل ومخارج المنطقة.
تاسعا- موقع المنطقة من الناحية الجغرافية.
عاشرا- مصادر تجهيز الطاقة او المياه في المنطقة.
حادي عشر- الانشطة التجارية او الاقتصادية او الحرفية في المنطقة.

تمتاز الخطط الامنية بانها ليست خطط  قياسية تصلح لكل زمان ومان وانما لكل مكان خطة خاصة به وقد ينجح اسلوب معين في مكان معين فيجري الاستفادة منه في باقي الاماكن، ويستفاد من البحث العلمي في مجال التخطط كونه يوفر بيانات او استبيانات تبين كيفية نظرة شريحة من المجتمع لموضوع معين او جداول او احصائيات وحتى معلومات عن الاشخاص المتهمين او تناول طرح قضية امن على  انظار المختصين من اجل زيادة البحث عنها ومن زوايا مختلفة او وضع معالجات للكثير من المواضيع التي تدخل في كمفردات في مجال التخطيط للامن وخاصة اذا كانت تلك البحوث من النوع الذي يضع حلولا لمعاضل اساسية من معضلات الامن ويستند على حقائق تسهل على اعمال خدمة الامن توجه الجهود من اجل احتواء وحل تلك المعضلات ومن ثم وضع خطط مناسبة لمعالجة كل حالة او الاستفادة منها في التخطيط الشامل لاعمال خدمة الامن على مستوى السوق العام للدولة.
ان التخطيط والبحث العلمي يسيران جنبا الى جنب في تحديد اهداف اعمال خدمة الامن ومن ثم وضع الحلول وتهيئة الوسائل بقصد تنفيذ مفرادت الخطط الامنية باسلوب مهني مبني على عمل متسلسل بقصد الاحتواء والسيطرة وتقليل الخسائر وتجنب المفاجأت بعد ان يتم تشخيص الاسباب وعرض المعوقات ومعرفة نقاط الضعف والخلل ومنها يتم وضع تصور شامل لموضوع معين وخلال فترة زمنية قادمة.

والتخطيط الامني لا يؤتي ثماره الا اذا كانت جميع الخطط الامنية تعالج المشاكل والمعاضل الامنية من وجهة نظر الامن الوقائي تارة وتارة اخرى من وجهة نظر العمل التعرضي(المكافحة) وان اي خطة تركز على جانب واحد فان مصيرها سيكون الفشل، وعليه لا ينفع التخطيط الامني او البحث العلمي من غير استحضار متطلبات هذين الموضوعين.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق