امن الافراد The security of individuals -امن المعلوماتInformation Security-امن المواد والمنشأت materials and constructions Security

قفشات

3d

تنويه: تقوم ادارة المدرسة باجراء تعديلات وتصويبات على المحاضرات المنشورة بشكل مستمر وحسب الحاجة يرجى الانتباه.

الأحد، 4 ديسمبر 2016

المقدمة


المقدمة


       تعامل الانسان مع مفهوم الامن منذ اللحظة الاولى لخلقه من قبل الله سبحانه وتعالى حيث تكفل الباري سبحانه وتعالى بان يعيش الانسان في امان مطلق مرهونا بتنفيذ ما عليه من التزام تجاهه تصديقا لقوله تعالى كما جاء في سورة طه الاية (117- 119، 123) (( فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى* إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى* وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى" ثم تبدل الحل بعد ما صدر من امر ادم في عصيانه ربه " قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى)).
       في اول الامر لم تتضح ملامح عداوة الانسان لاخيه الانسان حيش عاش الرعيل الاول من البشر يتوجسون خطريين وهما الظواهر الطبيعية مثل: الرياح والبراكين والامطار والحر والبرد والصواعق وغير ذلك والخطر الاخر هو الحيوانات المفترسة حيث تم السكن في الكهوف والمغارات تلافيا لاخطار والتهديدات المحتملة من هذين العدوين.
وبعد ان نجح الانسان في تدجين بعض الحيوانات التي امنت له جزءا كبيرا من غذائه وزراعة بعض المحاصيل التي امنت له الجزء الاخر بالاضافة الى ما كان يصطاده ظهر مفهوم القرية الزراعية التي تتطلب العمل الجماعي ومنها التعاون في مجال الامن من خلال الحراسات وعمل الاسيجة واظرام النار لغرض ابعاد خطر الحيوانات المفترسة وعمل زرائب لحفظ الحيوانات وعمل الفخاخ وحفر الخنادق والصيد الجماعي وصناعة بعض العدد التي تستخدم في الصيد وعمل بعض الاشياء التي تقيه الحر والبرد وخطر الحيوانات والى غير ذلك من اجراءات.
وبعد ان ازداد تجمع الافراد تشكلت دويلات المدن او الممالك كما حصل في جنوب العراق حيث انشأت العديد من دويلات المدن مثل: اور وايدرو والوركاء ولكش واوما ولارسن واشنونا، كانت تلك الدويلات محكومة باعراف او قوانين صارمة ساهمت في اشاعة اجواء الامن فيها الى ان تطور الامر وصولا الى ظهور الدول والامبروطوريات الكبرى مثل: الاكديين والاشوريين والبابليين والفراعنة والحيثيين والاغريق والرومان والفرس وكذلك ما كان من امر المسلمين الاوائل الذين قدموا للبشرية نموذجا راقيا ساهم في نشر مبادئ العدل والانصاف والمساواة قبل ان تنحرف تلك المعاني النبيلة عندما وصل الى سدة الحكم اناس حولوا الحكم الاسلامي الى ممالك واقطاعيات افقدت الاسلام هويته الحقيقية، وغيرهم من الشعوب التي استطاعت ان تبني حضارات عظيمة امتدت الى مسافات شاسعة نتيجة بما قامت به من انشطة كان غالبيتها يصب في حماية تلك الدول من خلال الانظمة الامنية التي كانت تعتمدها والتي ارتكزت على تحصين الجبهة الداخلية وانشاء جيش قوي وشعب محارب يتحمل الضغوطات النفسية والحياتية.
ان الامن كان يواجه دائما بوجود الحروب او المعارك والتي كانت كمعول يهدم في جداره ويأكل من جرف شاطئه لمصلحه الفوضى والانتظام حتى حصلت في التاريخ معارك وحروب طاحنة راح ضحيتها الملايين ومنها الحرب العالمية الاولى والثانية.
وبعد الحرب العالمية الاولى والثانية بدأت الدول وخاصة الكبرى منها تخطو خطوات حثيثة تجاه اعطاء النشاط الامني والاستخباري الحصة الكبرى ضمن خطط تلك الدول للمحافظة على مصالحها الحيوية وظهرت نظريات عديدة للامن ومفاهيم للامن ومنها مفهوم الامن القومي مع برورز الكثير من المنظرين للامن مع وجود مؤسسات خاصة تدرس العلوم الامنية منها ما تحمل اسماءا رمزية مثل "المزرعة" في الولايات المتحدة ومنها جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في السعودية وكلية الامن القومي (الملغاة) في العراق.

ان هذا الكتاب يحتوي على معلومات عامة على شكل محاضرات يمكن تدريسها او التثقيف بها وليس فيه اشارات الى معلومات مصنفة ويمكن اعتماده ايضا واعتباره مرجعا لتدريس مادة الامن كونه يتناول الخطوط العامة ولا يتدخل في تفاصيل عمل الاجهزة الامنية اليومية وانما يتناول المفاهيم العامة التي تعمل بموجبها غالبية دول العالم وكذلك يمكن الاستفاده منه من قبل المسؤوليين الاداريين ايضا، مع الاخذ بنظر الاعتبار ان العمل في مجال الامن هو خدمة وليس نوع من انواع الترف او التعالي على الاخرين او تغطية العجز او النقص.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق