امن الافراد The security of individuals -امن المعلوماتInformation Security-امن المواد والمنشأت materials and constructions Security

قفشات

3d

تنويه: تقوم ادارة المدرسة باجراء تعديلات وتصويبات على المحاضرات المنشورة بشكل مستمر وحسب الحاجة يرجى الانتباه.

الأحد، 11 ديسمبر 2016

المحاضرة العاشرة-اخلاقيات القيادة الامنية

المحاضرة العاشرة

اخلاقيات القيادة الامنية

        في زمن المغريات ووجود السلطة والضعف والعجز الذي تظهر به بعض الدول وقت الظروف الطارئة والازمات او غياب سلطة القانون يظهر معدن القيادة الامنية وما تحمله من قيم وما تطبقه من معايير في قدرتها على التميز والفصل بين الشر والخير او الخطأ والصواب او المشروع وغير المشروع، ان على القيادة الامنية ان يكون سلوكها العام خارج اطار الكسب غير المشروع او الحصول على المنفعة من غير تلك المقررة لها بموجب القانون، والاخلاق مثل الاعراف لا توجد في كتاب يمكن الرجوع اليه فهي ليست افعل او لا تفعل انا هي شعور مستقر في كوامن النفس البشرية لها مقومات عديدة منها: اقامة العدل، والمساواة، والاخلاص والامانة وتحمل المسؤولية وليس اخيرا الايثار حينما يفضل القائد الامني مصالح بلاده او مصلحة الجماعة على مصالحه الشخصية والخاصة.
ان نتائج تمسك القيادة الامنية باخلاقيات العمل سيعود عليها بالنفع من خلال: ضمان سير الاعمال في دائرتها على خير ما يكون، الحصول على رضا الاخرين من مسؤولين او مواطنين والعكس هو صحيح ايضا فعدم التمسلك باخلاقيات العمل سيؤدي الى الفشل في الادارة والابتعاد عن الناس، ولاخلاقيات العمل مظاهر سنتطرق للبعض منها وهي:-
1- عدم الارتجال في القرارات وخاصة تلك التي تتعلق بمصائر الناس.
2- عدم استغلال نفوذ الوظيفة للحصول على مكاسب شخصية.
3- الترفع عن استغلال امكانيات وموارد الدولة بشكل شخصي.
4- مجاملة الخارجين عن القانون من مختلف الاصناف.
5- تجنب الاغماس في ملذات الحياة وترك متطلبات العمل.
6- عدم التحول في الولاء وخاصة للاشخاص.
7- ضرورة التصدي للفساد المالي والاداري.
8- عدم المتاجرة بارواح واعراض الناس.
9- عدم الحزم في محاربة الجريمة بكافة انواعها.
10- العمل على راحة المرؤوسين.
11- عدم استخدم نفوذ السلطة في ابعاد الخصوم من ساحة المنافسة وحتى ايقاع العقاب بهم.
12- رفض الظلم.
13- عدم الغرور واعتبار الوظيفة تكليف وليس تشريف.
14- الحضور الايجابي.
15- المشاركة الوجدانية.
16- العمل بورح الفريق الواحد مع عدم نسيان دور القائد في الرقابة والتوجيه.
17- وحدة اصدار القرار(المركزية).
18- التنفيذ الجيد للخطط.
19- العمل وفق روح التسامح والمنافسة الشريفة.

ومما زاد في خطورة موضوع اخلاقيات العمل الامني انها ومثل باقي اخلاقيات العمل الاخرى ليست مكتوبة ولا توجب العقاب في حالة عدم العمل بها حيث تكون الغلبة دوما لتطبيق الاوامر والتعليمات والتي غالبا ما تكون قديمة او غير مواكبة لروح العصر، ان العصر الذي نعيش فيه يتطلب ان تتمسك القيادات الامنية بالاخلاقيات كونها اصبحت في الوقت الحاضر جزء مهما من التنمية المستدامة بسبب فقدان تلك الاخلاقيات في اعمال الادارات الاخرى والتي من مظاهرها المعاناة التي يعاني منها المتعاملين مع دوائر الدولة المختلفة او ما تبديه الادارات في القطاع الخاص من رغبة غير مكبوته في الاستحواذ والثراء السريع والفاحش.
ان القيادة غير الاخلاقية لبعض الادارات قد تسبب في حصول كواراث ومنها على سبيل المثال انهيار شركة "انرون" الامريكية للطاقة بسبب ممارسات غير اخلاقية لادراتها ادت الى افلاسها وتسريح موظفيها وخسارة المستثمرين لمبالغ الاستثمار بسبب ممارسات تتعلق بالحسابات والاصول المالية للشركة وقيام هذه الشركة بدفع مبالغ لاصحاب القرار ومنها قيامها بدفع مبلغ قدره(2.5) مليون دولار لدعم حملة الرئيس الامريكي بوش الابن وانتهت هذا الشركة بشكل فعلي عام/2004م، وقصة اخرى هي قصة  احدى الشركات الامريكية ايضا والعاملة في مجال الاتصالات وهي شركة " وورلد كوم" والذي كان عدد الذين يتعاملون معها حوالي(20) مليون شخص وفي الشركة يعمل حوالي(60) الف شخص  واما مجموع الاصول المالية للشركة فتبلغ حوالي(107) مليار دولار وكانت ادارة الشركة قد قامت بعدة انتهاكات في مجال التحاسب الضريبي وتسجيل نفقات وهمية بلغت حوالي(3.85) مليار دولار.
ويشكل الغموض او الضبابية في تصرفات القيادة وكيفية تحقيقها لاهدافها احد ابرز المشاكل التي تظهر الجانب المظلم او السيء من تصرفات القيادة الامنية ومما يصعب الامر هو الاسلوب المخادع الذي يمكن ان تمارسه تلك القيادات من اجل خداع الناس ولفترات طويلة مستفيدة مما تحصل عليه من حقوق وامتيازات واستغلال للنفوذ والافلات من العقاب، ان تلك النماذج من القيادات سيكون بالتأكيد تأثيرها سيء على الاشخاص العاملين معها بالامرة وهي بذلك لا تستطيع ممارسة دور القيادة التحويلية بسبب افتقارها الى الجوانب الاخلاقية ومن ثم لا يمكن كذلك تعمم صفة القيادة الاخلاقية عليها.
ان العملية التبادلية بين القيادة الاخلاقية والبيئة الاخلاقية تؤثر كل منها في الاخر فالقيادة الاخلاقية تعمل على توفير بيئة اخلاقية تدعم وتساند القيادة وبدورها تعمل تلك القيادة على المساهمة في ايجاد وتطور تلك البيئة، ان هذه العلاقة التبادلية يمكن لها ان تجري باتجاه معاكس ايضا فعندها لا ينفع معها مبضع الجراح ويجب اجراء تغير جذري يصيب كل من القيادة والبيئة الاخلاقية التي عملت فيها ومدتها باسباب البقاء والاستمرار.
ومن متطلبات القيادة الامنية ان تعترف بالاخفاقات والفشل وعلى القائد الامني ان يتنحى عن منصبه في حالة عدم مقدرته على معالجة الاخطاء او نواحي الفشل ولا يشترط في تلك النواحي ان يكون خطرها عظيم وضررها جسيم، وقد لا يختلف اثنان من ان الاخلاقيات تنبع من نفس الانسان لذلك على القيادة الامنية ان يكون لها مبادئ او ميثاق اخلاقي تسري مبادئه على الجميع مهما تغير القادة اي ان تلك القيم الاخلاقية يجب ان تكون منهاج عمل للجميع وعندها عندما يحصل اخفاق فانه يمكن تشخيص اسبابه استنادا الى تلك القيم المكتوبة والتي يسهل الرجوع اليها في اي وقت، والحقيقة ان اقوى وامتن القيم الاخلاقية ما كان اساسها ديني حيث يسهم الدين في الدفع باتجاه اعلاء تلك القيم والمثل، ولعل اتصاف القادة بصفة الانسانية افضل وسيلة للتعبير عن مدى تمسكهم بالاخلاق في عملهم اليومي وخاصة اذا تعلق الامر بحياة او مصير الناس واحلامهم المشروعة، ولعل ايضا اتصاف القادة بصفة الصدق بين اقوالهم وافعالهم هو ما يترك انطباعا جيدا لدى الناس او المرؤوسين بان حقوقهم محل احترام وتقدير.
وفي بعض الاحيان يكون الفشل صفة مرافقة للقيادة الامنية لاسباب عدة منها: ضعف الامكانيات والمستوى التعليمي، والانانية وحب الذات والانا العليا، والتعنت والتزمت، او عدم التمسك باخلاقيات العمل تحت قاعدة "الضرورات تبيح المحظورات" وان امن الدولة والمجتع فوق كل اعتبار او اعتبار الخصوم وراء كل فشل، وقد يدفع الفشل بالقيادة الامنية ان تكون ممارساتها بعيدا عن الاخلاقيات فتمارس القسوة مع الناس وتضيق عليهم في حياتهم الخاصة او في حياتهم المعيشية ومصادر رزقهم، وقد تكون شريك للعدو بجهلها وسوء تدبيرها من حيث لا تدري فتسهل على الاعداء التسلل والعبث بالامن كيفما تشاء.

ان القيادات الامنية وفي كافة المستويات تعمل على تحقيق اهداف ادارتها بما يعطيها القانون من حرية للعمل وصلاحيات واسعة لغرض التنفيذ وان على تلك القيادت ان تعي حقيقة مفادها ان العمل والتمسك بالاخلاقيات يجب ان يكون احد اهم الاهداف التي تسعى الى تحقيقها وان تشعر المرؤوسين والمواطنين بذلك بشكل واضح.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق