امن الافراد The security of individuals -امن المعلوماتInformation Security-امن المواد والمنشأت materials and constructions Security

قفشات

3d

تنويه: تقوم ادارة المدرسة باجراء تعديلات وتصويبات على المحاضرات المنشورة بشكل مستمر وحسب الحاجة يرجى الانتباه.

الأربعاء، 7 ديسمبر 2016

المحاضرة التاسعة عشر- الاشاعة

المحاضرة التاسعة عشر


الاشاعة

       تمثل الاشاعة احد اهم اسلحة الحرب النفسية والتي استخدمت منذ وقت طويل بقصد التأثير على افكار الانسان واراءه وميوله واتجاهاته، والاشاعة تعتمد على نشر معلومات من قبل جهة معينة وغالبا من يصعب معرفة مصدرها لا نها قد تبدأ بـ" يقال-او قيل" والرواي يقول "سمعت- او نما الى علمي" وغيرها من الاساليب التي لا يمكن ان توصل الى المصدر الحقيقي.
وقد تحصل الاشاعة حتى في اكثر الدول المتقدمة علما وثقافة وخاصة اذا كانت توفر نوعا من الاجابة على اسئلة تدور في خواطر الناس من غير وجود بوادر من الجهات الفاعلة على الوقوف على صحة المعلومات او حتى تكذيبها من خلال وسائل الاعلام، وقد تصيب الاشاعة حتى المجتماعات الايمانية ومصدقا لذلك ما جاء في الاية رقم(83)  من سورة النساء ((وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا)).
وتعتمد الاشاعة بشكل عام على العديد من العوامل تعطيها هذا الوصف وهذه العوامل يشترك فيها غالبية الناس في العالم ولكن يمكن ان ترجح نسبة احد العوامل على الاخرى لاسباب اقتصادية او اجتماعية او علمية وحتى سياسية وهي باختصار:-
اولا- الجهة المطلقة للاشاعة (مصدر الاشاعة).
ثانيا- موضوع الاشاعة واهميتها.
ثالثا- الوسط الذي تنتشر فيه.
رابعا- الوقت الذي تستغرقه بين ظهورها واختفاؤها او انحسار تأثيرها.
خامسا- الاستعداد النفسي.
سادسا- الغموض.
وتعرف الاشاعة بانها" اي معلومات قصصية او اخبارية يتم تداولها بين الناس لغرض معين دون معرفة مصدرها الحقيقي" وتقف وراء الاشاعات جهات مطلقة تختار الوقت المناسب لاطلاقها اضافة الى ما تحمله او تتركه تلك الاشاعات من تأثير واضح قد  ينعكس سلبا او ايجابا على المجموعة البشرية التي تنتشر فيها تلك الاشاعات وخاصة وقت الحروب او الكوارث والازمات والتوترات الداخلية، وتكمن خطورة الاشاعة كونها وسيلة سهلة الايجاد وقوية التأثير وتنشر بسرعة هائلة خاصة بعد تطور وسائل الاتصال والتواصل، واهم اسباب قبول الناس للاشاعة على الرغم من خطورتها:-
1- ان تحمل اجابات للاسئلة الملحة التي تدور في خواطرهم وترضي فضولهم.
2- انها تحمل اخبار شقية او مسلية او كارثية تمتاز بالاهمية او الغموض يجري التبرع ومن غير الشعور في اذاعتها حتى يقال ان فلان قريب او لديه علاقات او ان من العارفين وغير ذلك.
3- ضعف الوعي او التعليم.
4- صمت الجهات الرسمية او المعنية بالرد على الاشاعات ونشر الحقائق عنها.

وبالنظر لخطر الاشاعات واهميتها فقد ظهرت العديد من الدراسات والبحوث التي حاولت ايجاد تصيفات او تقسيمات لها فمنهم من قسمها الى: اشاعة غاطسة (غائصة)، اشاعة عنف، اشاعة زاحفة، اما الفرق بينها فان الاشاعة الغائصة هي التي تظهر اول الامر ثم تختفي ثم تظهر مرة اخرى، واما اشاعة العنف فتظهر بسرعة بسبب الكوارث او الحروب والتوترات، والاشاعة الزاحفة التي تظهر ببطء وتنشر شيئا فشيئا، وحاايا فان التطور في وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي يجعل من عملية نقل الاخبار والمعلومات وكان الانسان موجود في قلب الحدث على اننا لا نريد ان نقلل من شأن هذا التقسيم ونفضل ان نقسم الاشاعة الى:-

اولا- النوع الاول:- اشاعة الترفيه:- وهي ذلك النوع من الاشاعات التي يطلق بقصد الترفية او الترويج لشيء معين وغالبا ما تكون مواضيع تلك الاشاعات تتبع اخبار المشاهير والفنانين او المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع وغالبية تلك الاشاعات يقف خلفها اناس مغمورون او اناس يستهدفون نشر الفكاه والترفيه.

ثانيا- النوع الثاني:- اشاعة الخوف:- الخوف يحصل لما يمكن ان يتوقع حصوله في المستقبل واشاعة الخوف هي الاشاعة التي تطلق بقصد نشر الخوف والذعر بين الناس بقصد التاثير على مشاعرهم وقد يكون ذلك من قبل دول معينة او اشخاص معين، وتشير المصادر الى ان المدعو(روتشيلد) صاحب مصرف روتشيلد المشهور في اوربا كان يجمع المعلومات عن معركة واترلوا التي حصلت عام/1815م بين الفرنسيين ضد تحالف البروس مع البريطانيين والهولندين، فقد وصلت اخبار المعارك الى روتشيلد واستطاع هو واتباعه من اشعة خسارة دول التحالف للحرب وهزيمتها على يد الفرنسيين مما دفع بالحكومة البريطامنية الى بيع كثير من سنداتها باسعار منخفضة فقام المدعو روتشيلد بشراؤها وبعد فترة قصيرة تبين ان البريطانيين هم الذين ربحوا معركة واترلوا فصعدت اسعار سنداتها والتي اشترها روتشيلد. واشاعة الخوف تنتشر وقت الازمات والحروب الكوارث وما يصاحبها من مشاكل تثير الخوف في نفوس العديد من الناس لا يجود من شيء سوى التصديق بتلك الاشاعات وربما قاموا باتخاذ العديد من الخطوات غيرت مجرى حياته الكثير منهم ودفعت بالبعض الى التفكير بالنزوح او اللجوء والهجرة.

ثالثا- النوع الثالث:- اشاعة الامل:- وتنتشر اشاعة الامل بين الناس عندما تتوالى الاخبار عن قرب انتهاء مشكلة او ازمة يعاني منها الناس او انحصار خطر او تهديد معين مثل الكواراث الطبيعية والصناعية او انتشار الامراض والاوبئة، وتقسم اشاعة الامل الى قسمين كلاهما يحمل الامل وهما:-
   1- اشاعة الامل الحقيقي:- وتحصل عند نشر الاخبار عن قرب نهاية مرحلة مزعجة او اليمة مرت بها جماعة من الناس او دولة معينة مثل الحروب والكوارث والازمات.
   2- اشاعة الامل الزائف:- وتنشر عندما تقوم الجهات المعادية او المغرضة بنشر معلومات مضللة من اجل اشعار الناس بالامل ولكن الحقيقة هو ان ما ينتظرهم مخزن واليم، وحصل هذا ابان الحرب العالمية الثانية عندما سرب الالمان معلومات عن هزيمتهم امام جيوش بولندا مما دفع البولنديين الى الاحتفال بالنصر الى حين ظهرت الحقيقة بهزيمة الجيش البولندي هزيمة نكراء امام الجيش الالماني، وتعتبر نتائج اشاعة الامل الزائف محبطة ومؤلمة لشعور الانسان بالهزيمة او الخديعة معا.

رابعا- النوع الرابع:- اشاعة الكراهية:- ان هذا النوع من الاشاعات يشكل خطورة مباشرة على مجمل الاوضاع داخل البلد الواحد خاصة البلدان التي تتكون من العديد من القوميات او الطوائف والفرق وقد يستهدف ايضا الجيوش المختلفة المتحالفة، ان بث روح الكراهية بين ابناء الشعب الواحد قد يؤدي الى نشوب نزاع مسلح غير دولي او حرب اهلية، والنزاع المسلح غير الدولي: هو ذلك النزاع الذي يحصل في دولة معينة بين قواتها النظامية وقوات منشقة عنها او قوات تحاول التمرد او الانفصال والانشقاق عنها اما الحرب الاهلية: هي تلك الحرب التي تحصل في دولة معينة ولكن بمشاركة اطراف خارجية تقدم الدعم والاسناد الى بعض الجهات المتحاربة.

كيفية تولد او ظهور الاشاعة

تتولد الاشاعة عادة لعدة اسباب رئيسية يمكن حصرها بالاتي:-
1- ايجاد خبر او رواية قصة او عرض معلومات لا اساس لها من الصحة.
2- ايجاد خبر او رواية قصة او عرض معلومات فيها شيء من الصحة.
3- ايجاد خبر او رواية قصة او عرض معلومات صحيحة ولكن باسلوب معين اما مبالغ فيه او مقلل من شأنه او الترويج لخطر حقيقي او وهمي كما هو الحال في موضوع الفيروسات والمشاركات والرسائل والصفحات المنبثقة او الوهمية وغيرها عند  استخدام الانترنيت.
الاجراءات المتخذة للحد من الاشاعة

1- تولي الجهات الرسمية او المعنية نشر الحقائق المتعلقة بالاشاعات عن طريق وسائل الاعلام او التواصل الاجتماعي او اية وسيلة اخرى، ولا يقصد بالجهات الرسمية الجهات الحكومية فقط وانما يقصد بذلك كل صاحب سلطة او نفوذ او حتى الاشخاص عاديين، اي يصدر عن طريق الاشخاص العاديين او المعنويين بقصد تبرئة ساحتهم وعرض الحقائق على المجتمع او السلطة لبيان سلامة موقفهم او رد الاتهام او اثبات حقوقهم.
2- تعزيز ثقة الناس بامكانية اجهزتهم الوطنية على حمايتهم ودفع الشر والضرر عنهم.
3- ظهور الاشخاص او الامكان موضوعة الاشاعة في برامج تلفزيومية او اذاعية او عن طريق وسالت الاتصال والتواصل الاجتماعي.
4- زيادة الوعي والحس الامني لدى الناس، وكشف من يقف وراء ترويج تلك الاشاعات، وتعريف الناس باساليب ووسائل الجهات المغرضة او المعادية وهدفها من اطلاق تلك الاشاعات.
5- رفع المستوى التعلمي والثقافي للناس من اجل التصدي للاشاعة وقبرها عند ظهورها، او التقليل من اثرها وقبرها في مهدها.
6- منع التصرفات الفردية او المجتمعة من قبل افراد جهة معينة للقيام باعمال عدائية عند انتشار اشاعة الكراهية او قيام جماعات بنشر الفوضى وقت الحروب  والازمات والكوارث الطبيعية والصناعية او التوترات الداخلية او الاشتراك في الحروب الكلامية في وسائل الاتصال او التواصل الاجتماعي والتي تدار او تحرك من قبل الدهاليز المظلمة.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق