المحاضرة السابعة عشر
واجبات الموظف في الوظيفة الامنية العمومية
على الرغم من تعدد التعاريف
المتعلقة بالوظيفة العمومية او الموظف العام سواء اكان ذلك من شكلا او موضوعا الا
ان ذلك لا يشكل عبئا على كيفية توصيف الوظيفة الامنية تلك الوظيفة التي يجب ان
تستند الى مجموعة من المعطيات اهمها:-
اولا- ان تمارس تلك الوظيفة من ضمن جهاز امني يعمل
بقانون مشرع له.
ثانيا- ان يعمل الموظفين العاملين في ذلك
الجهاز بصفه دائمية.
ثالثا- ان تطبق عليهم جميع الانظمة والقوانين
والتعلميات الخاصة بالوظيفة العامة.
رابعا- ان يكون ذلك
الجهاز تديره الدولة بشكل مباشر.
خامسا- ان يمارس ذلك
الجهاز عملا امنيا خالصا.
ووفق ها التوصيف لا يعد
موظفا عموميا الموظف في
الشركات الامنية الخاصة وقد ينصرف هذا الوصف ايضا على موارد الاجهزة
الامنية غير البشرية مثل الكلاب البوليسية المستخدمة في كشف المخدرات او
المتفجراتعلى الرغم من انها تستوجب وجودالمدربين والمأوى والمأكل والرعاية الصحية
والطبية.
والواجبات في مجال العمل الامني تخضع ايضا الى
مفهوم "ديونتولوجيا" والتي تعني "علم الواجبات" المتعلقة
باداء وممارسة اية مهنة وتنفيذ كل ما يتعلق بها من انظمة وقوانين وتعلميات
والوظيفة الامنية هي خدمة
لها اخلاقياتها التي يجب ان لا تحيدعنها في اقسى الظروف.
ان الاصل في الوظيفة
الامنية هو ان يتمتع العاملين في الاجهزة الامنية بمواصفات تميزهم عن غيرهم من الموظفين العموميين حيث
ان الاشتراطات التي تفرض على المتقدم للوظيفة الامنية قد تختلف من بلد للاخر مثل
حسن السيرة والسلوك وعدم وجود التبعات الجنائية او ان يكون من مواطني البلد حصرا
وغير ذلك قد لا تكون كافية بسبب الخصوصية التي يتمتع بها الجهاز الامني والتي
تتطلب مواصفات خاصة للمتقدمين للعمل فيها قد لا تتوفر بالكثير من الموظفين
العموميين او الذين يعنون بشكل مباشر في تلك الاجهزة او ينقلون اليها من اماكن
اخرى او يعينون في بعض الحالات عند حصول تغييرات سياسية في البلد بما يعرف باسلوب
توزيع الغنائم حيث ان في كثير من الاحيان تقوم الاحزاب او التكتلات الفائزة بتعين
عناصرها في بعض الاماكن الحساسة في الاجهزة الامنية وخصوصا مدراء تلك الاجهزة من
التي يعامل مدراؤها اسوة بالمناصب السياسية الموجودة
في البلد وفي بعض الاحيان يعهد للعسكريين في الخدمة او خارجها رئاسة تلك
الاجهزة وهم بدورهم يقومون بجلب من يعرفون من اصحاب الخبرات بالعمل معهم.
وقد يظهر فشل الكثير ممن توفرت عندهم شروط الاختيار الاولية للوظيفة
الامنية عند ممارستهم لتلك الوظيفة بشكل فعلي ولهذا نجد ان الكثير من الاجهزة
الامنية فيها اشخاص متميزين والاخرين مجرد ارقام
محسوبة على ذلك الجهاز الامني وقد لا يستطيع زجهم في فعالياته المختلفة بسبب
امكانية الفشل المحتوم الذي يوقع الجهاز الامني في اشكالية مع الجمهور او السلطات
العليا في البلد، ان جلب الكفاءات وتوظيفها هو ديدن غالبية الاجهزة
الامنية، ولكن وبالنظر لمحدودية الاختيار عند الجهاز الامني فيتوجب عليه جهدا
مضاعفا من اجل التدريب وزيادة المهارات والخبرات، وان العمل بفكرة ان يكتفى بولاء
الفرد او كونه ثقه لا تكفي لوحدها للعمل في الجهاز الامني الذي يتطلب اشتراطات
اخرى.
ولما كانت الوظيفة الامنية هي امانة ومسؤولية والتزام اخلاقي وهي في ذات الوقت اسوة بالوظيفة
العمومية تكليف وليس تشريف على الرغم ما في البعض منها من امتيازات، او الايقاع
الذي تسري عليه الوظيفة الامنية يتماز بالرتابة وعدم
التجديد الا ماكن في موضوع
الاخراج من الوظيفية بسبب الاخطاء او الاحالة على التقاعد او الاصابات.
ولا ينتهي حال الموظف الامني عند
حدود الوظيفة الامنية بل تتحمل الادارة الامنية الجزء المهم والاكبر من موضوع
الدفع باتجاه الخروج من دائرة الرتابة والملل الذي تحيط بالوظيفة من خلال التجديد في الاساليب والتكريم والترغيب واعادة شحذ الهمم وخلق المنافسة
الشريفة والاندفاع والترفيه وضخ دماء جديدة وعدم اغفال الجوانب الاجتماعية وضمان حصول الموظفين على حقوقهم وخاصة التسلسل الوظيفي والترقيات.
اهم واجبات الموظف الامني
1-
ان يتعهد
بان يكون اخلاصه في العمل من اجل الوطن وليس لاي جهة او فئة.
2-
ان يحافظ
على اسرار الوظيفة.
3-
ان يكون
لديه فصل بين الحياة الوظيفية وحياته الخاصة.
4-
عدم
استغلال نفوذ الوظيفة لتحقيق مطامع شخصية.
5-
ان لا
يستغل سلطته في التعرض على حياة الناس او التجاوز عليهم اخلاقيا وخاصة في
التحقيقات الامنية والاستجواب والاستدعاء.
6-
ان لا يسغل
حاجات الناس الانسانية للحصول على منافع شخصية.
7-
ان ينفذ
الاوامر والتعليمات واطاعة الرؤساء في العمل.
8-
المحافظة
على موارد الجهاز الامني المادية.
9-
ان يكون
امنيا على الموارد البشرية التي في امرته وان لا يزج بهم الى المخاطر او التضحية
بهم بسبب سوء التخطيط والمتابعة.
وهناك واجبات اخرى تخص الموظف
العامل في الجهاز الامني قد لا تقل اهمية عن التي تم ذكرها ومنها: ان يقدم مشورة حقيقية الى
رؤساء العمل، وان يقوم بالتعامل مع ما يقع في يديه من معلومات بحرص
ومهنية، وان يخبر الرؤساء في العمل اذا تحركت عليه احد الاجهزة
الاجنبية لغرض العمل معها، وان يتولى بنفسه تطوير ملكاته
المعرفية ومنها اعداد الدراسات والبحوث وغيرها من
واجبات.
ان من حق المجتمع على عناصر الامن
بشكل عام والادارات الامنية بشكل خاص ان تعمل كل ما بوسعها من اجل ان تثبت
للمواطنين انها اهل لتحمل تلك المسؤولية وان على المجتمع ان يقف من جانبه مع
اجهوته الامنية ويتعاون معها ويدعهما بشتى الوسائل الممكنة وان يتم العمل بفكرة ان الامن مسؤولية تظامنية
يتحملها الجميع.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق