امن الافراد The security of individuals -امن المعلوماتInformation Security-امن المواد والمنشأت materials and constructions Security

قفشات

3d

تنويه: تقوم ادارة المدرسة باجراء تعديلات وتصويبات على المحاضرات المنشورة بشكل مستمر وحسب الحاجة يرجى الانتباه.

الأحد، 11 ديسمبر 2016

المحاضرة السادسة - ﺍﻷﻤﻥ الناعم وﺍﻷﻤﻥ الخشن

المحاضرة السادسة

ﺍﻷﻤﻥ الناعم وﺍﻷﻤﻥ الخشن


       تهدف اجراءات وفعاليات اعمال خدمة ﺍﻷﻤﻥ الى تحقيق ﺍﻷﻤﻥ لكافة اوجه الحياة في البلد لتشمل النواحي السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والعلمية والثقافية... ولكون البلدان لا تعيش لوحدها منعزلة عن الدول الاخرى فيتطلب الحال الاحتكاك بالدول والامم الاخرى ان هذا الاحتكاك يؤدي الى استهداف تلك الدول شاءت ام ابت من قبل دول اخرى لضمان مصالحها والمحافظة على امنها وسلامتها من الاخطار مهما كان نوعها.
والتهديدات والمخاطر التي تواجها الدول او الازمات التي تمر بها الدول كثيرة ومتعددة ومنها هنا ظهرت مفاهيم للامن على المستوى الاقليمي والدولي وهي باختصار:-
اولا- ﺍﻷﻤﻥ الناعم- وبقصد باﻷﻤﻥ الناعم هو استخدام جميع الوسائل الممكنة في اعمال خدمة ﺍﻷﻤﻥ من غير استخدام القوات المسلحة او الوسائل العسكرية ويأتي هذا المفهوم متسقا مع  مفهوم القوة الناعمة في العمل السياسي (Soft power) وظهر هذا الفهوم الذي روج له "جوزيف ناي" في كتابه الذي صدر عام/1990م وحمل في اول الامر عنوان "مُقدرة للقيادة: الطبيعة المتغيرة للقوة الأميركية"، ومن ثم طور هذا المفهوم بشكل الحالي في كتابه الذي صدرعام/2004م بعنوان "القوة الناعمة: وسائل النجاح في السياسة الدولية"، يستخدم هذا المفهوم في الوقت الحاضر في وصف المقدرة على التعامل مع الاخرين عبر وسائل الجذب والاقناع والاغراء والذي اصبح منهجا تسير عليه غالبية الدول العضمى ويعني بشكل اخر زيادة الاعتماد على الدبلوماسية وﺍﻷﻤﻥ في تحقيق وحفظ المصالح.
   وﺍﻷﻤﻥ الناعم يواجه الكثير من التحديات على المستوى الاقليمي او مستوى العالم العربي ومنها على سبيل المثال :-
   1-  ازدياد معلات الجريمة عبر الحدود مثل تهريب الاسلحة والمخدرات وتجارة الاطفال والتهريب.
   2- ارتفاع معدلات اللجوء وطالبي الهجرة.
   3- انتشار الاوبئة والامراض وانتقالها من بلد لاخر بسبب الظروف الجوية والتجارة غير المشروعة للمواد الغذائية والدوائية غير المصنعة وفق المعايير الدولية والظروف البيئية غير الجيدة ومنها التلوث.
   4- نقصان المياه بسبب شحة الامطار واقامة السدود في دول المنبع او دول الممر.
   5- انتقال المقاتلين التابعين للتنظيمات المسلحة.
   6- الكواراث الطبيعية والصناعية.
   7- التحريض على الحرب الاهلية والاشتراك فيها من خلال امدادات المال والسلاح.
   8- تشجيع الاقاليم على الانفصال.
   9- التدخل في الشؤون الداخلية وربما الاحتلال وتواجد قوات من غير رضا الدولة الشرعية.
   10- غياب الستراتيجيات الامنية المشتركة.
   11- ضعف تأثير الدول الكبرى او تراجعهه مثل مصر والعراق وسوريا.
   12- محاولة التنظيمات المسلحة عبور مستوى التنظيمات الى مستوى الدول.
   13- البنية الاقتصادية الهشة او الاحادية الجانب.
   14- التخلي عن فكرة الامن الجماعي لحساب الامن الوطني.
   15- وجود التاثير الخارجي  لدول الجوار مثل ايران وتركيا.
   16- التركيز على مقومات السلطة وليس بناء الدولة.

   وسائل القوة الناعمة:
     1- وسائل الاعلام.
     2- المنهاج الثقافي والحضاري.
     3- التجارة الحرة والمفتوحة.
     4- الدبلوماسية.
     5- الاستخدام الحر والمفتوح لوسائل الاتصال ووسائل التواصل الاجتماعي.
    
ثانيا- ﺍﻷﻤﻥ الصلد(الخشن)- ويقصد باﻷﻤﻥ الخشن استخدام جميع الوسائل المتاحة لتحقيق ﺍﻷﻤﻥ ومنها الوسائل العسكرية ويستفاد من هذا المفهوم عندما تكون الاخطار او التهديدات التي تهدد الدول مباشرة سواء كانت ذات طابع عسكري او عدائي باي صورة كانت، ويتسق المفهوم ايضا مع مفهوم القوة الخشنة( الصلدة، الصلبة- Hard Power) والذي يعني استخدام الوسائل العسكرية التقلدية من غير اعمال ﺍﻷﻤﻥ او الدبلوماسية في حفظ المصالح وحمايتها عن طريق استخدام السلاح او قوة ونفوذ السلطة.
   اسباب اللجوء الى ﺍﻷﻤﻥ الخشن:-
   1- وجود التهديد المعادي العسكري بشكل واضح من خلال حشد القطعات بالقرب من الحدود.
   2- وجود نشاط عسكري مسلح للجماعات والتنظيمات المعادية.
   3- وجود استفزاز عسكري لمصالح الدولة بالقرب من مياهها الاقليمية او في عرض البحر.
   4- اختراق الحدود من قبل الطائرات المسيرة او المسلحة او جماعات الاستطلاع والتخريب.
   5- زيادة اعمال التخريب والاعمال الاجرامية من قبل الجماعات المسلحة المعادية.
   وسائل القوة الخشنة:
     1- القوة العسكرية من خلال العدوان المباشر او بالوكالة.
     2- القوة الاقتصادية والمالية من خلال الحصار الاقتصادي والمقاطعة واضعاف قيمة العملة.
     3- السيطرة على مراكز صنع القرار الاقليمي والدولي.
     4- العزلة الدولية عن طريق قطع العلاقات وايقاف كافة مجالات التعاون.

ان مفهوم ﺍﻷﻤﻥ الناعم وﺍﻷﻤﻥ الخشن يدور حول فكرة القوة الناعمة والقوة الخشنة، وان ذلك يعني في مجال اعمال خدمة ﺍﻷﻤﻥ ان استعمال ﺍﻷﻤﻥ الناعم يوصلك الى غايات محددة وكذلك ان استخدام ﺍﻷﻤﻥ الخشن يوصلك الى غايات محددة، فاذا كانت الغايات التي توصلك عن طرق ﺍﻷﻤﻥ الناعم هي نفس الغايات التي تحصل عليها من ﺍﻷﻤﻥ الخشن فالاولى ان يتم استخدام اساليب ﺍﻷﻤﻥ الناعم للوصول اليها، على ان تكون اساليب ﺍﻷﻤﻥ الخشن جاهزة للاستعمال في اي وقت، اي لا ينفع اللجوء الى خيار ﺍﻷﻤﻥ الناعم ويتم تجاهل خيار ﺍﻷﻤﻥ الخشن بل يجب ان يكون كلا الخيارين متاحين بيد صانع القرار، ولا يصح ايضا ان يعول على ﺍﻷﻤﻥ الناعم في حل جميع الاشكالات بل يحتاج الامر الى نوع من الموازنة والحكمة الحقيقية في استخدام اي من الخيارين في تمشية اعمال خدمة ﺍﻷﻤﻥ.
ان اساس فكرة ﺍﻷﻤﻥ الناعم او القوة الناعمة هوعدم ممارسة القوة والاجبار والاساليب الاخرى التي تمتاز بالخشونة على الاخرين بقصد تنفيذ ما تريد منهم بل يجري استخدام اساليب الترغيب والاستدراج والتاثير ووسائل الاعلام بقصد تنفيذهم ما تريد منهم ما دامت تصل الى نفس النتيجة وتحقق نفس الغايات، على ان فكرة ﺍﻷﻤﻥ الناعم تحوي فكرة عدم وجود مظاهر تدل على هوية القائمين باعمال خدمة ﺍﻷﻤﻥ، اي انك عندما تمشي في الشارع في المملكة المتحدة تشعر باﻷﻤﻥ من غير ان تجد مظاهر تدلك على ذلك.
ان ﺍﻷﻤﻥ الناعم قد يكون في مواجهة مع القوة الناعمة او الخشنة فاذا كانت القوة المعادية هي القوة الخشنة امكن اعداد العدة لها ومنها الوسائل العسكرية اما اذا كان الخصم هو القوة الناعمة فان اعمال خدمة ﺍﻷﻤﻥ في ظل العولمة يصعب عليها الوقوف بوجه القوة الناعمة وهذا كان احد اسباب تفككك الاتحاد السوفيتي من غير وجود عدوان او احتلال خارجي، حيث انتفض الناس هناك على واقع مرير تتدخل الدولة فيه بكل شيء مقابل واقع حر تعيشه شعوب ودول اوربا الاخرى بالاضافة الى عوامل جيوسياسية ساعدت هي الاخرى على تعدد توجهات الدول التي انفصلت عن الاتحاد السوفيتي وان كانت غالبيتها ذات توجهات غربية.
خطورة المزاوجة بين اعمال ﺍﻷﻤﻥ الخشن وﺍﻷﻤﻥ الناعم:-
1- ظهور بعض الاعمال وكان الموضوع حصل بفعل عملية توءمة بين ﺍﻷﻤﻥ الناعم وﺍﻷﻤﻥ الخشن ومن امثلة ذلك: قصف دار الفنانة العراقية (الرسامة) ليلى العطار بصاروخ ادى الى وفاتها عام(1993) بسبب قيامها برسم صورة للرئيس الامريكي بوش ووضعتها في مدخل احد الفنادق في مدينة بغداد ليدوس عليها زائري الفندق.
2- اعمال لها ما يبررها دائما مثل قصف الطائرات المسيرة للمدنيين نتيجة الخطأ ولكن الموضوع غالبا ما يجري الحديث عنه في وسائل الاعلام والتي جزء من القوة الناعمة على المكان هذا الذي تم قصفه هو مكان لايواء المجرمين.

لقد انتبهت الكثير من الدول الى دور القوة الناعمة ومنها على سبيل المثال كيف غزت المسلسلات التركية العالم العربي وكيف انها كانت تعرض الوضع التركي او السياحة التركية والتدين التركي باسلوب يشجع الكثير من العرب على تقليدهم والسير على خطاهم، ولكن نفس القوة الناعمة في تركيا والتي تفضل ان تكون دبلجة مسلسلاتها الى اللغة العربية عن طريق اللهجة السورية تسري باتجاه القوة الخشنة عندما تمد تركيا ما يسمى فصائل المعارضة السورية بالمال والسلاح وعبور المقاتلين اليها من كل حدب وصوب.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق