امن الافراد The security of individuals -امن المعلوماتInformation Security-امن المواد والمنشأت materials and constructions Security

قفشات

3d

تنويه: تقوم ادارة المدرسة باجراء تعديلات وتصويبات على المحاضرات المنشورة بشكل مستمر وحسب الحاجة يرجى الانتباه.

الأحد، 11 ديسمبر 2016

المحاضرة الخامسة- مفهوم الامن القومي

المحاضرة الخامسة

مفهوم الامن القومي

يعتبر مفهوم الامن القومي والذي اثير حوله النقاش والجدل من اكثر المفاهيم انتشارا في الوقت الحاضر على الرغم من انه مفهوم ضارب في القدم، ولكن اصبح هذا المفهوم بعد الحرب العالمية الثانية من المفاهيم الشائعة، ويعني الشمولية والتوسعية في اجراءات وفعاليات الامن فهو يشمل مجموع فعاليات واجراءات عديدة ومتنوعة تشمل الناحية السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية والتعليم والصحة والبيئة والسياحه والموارد المائية والاستثمار والتعامل مع الموارد الطبيعية والطاقات البشرية وغير ذلك من العناصر، ويمكن وصف الامن القومي بانه " جميع الاجراءات والفعاليات التي تقوم بها الدول باستخدام قدراتها كافة من اجل حماية مصالحا والدفاع عنها والدفاع على حقها بالوجود ضد التهديدات الخارجية والداخلية".
ويرجع البعض الى ان فكرة الامن القومي ظهرت على يد ميكافيلي (1469- 1527)  في كتابه الشهير المعروف باسم "الامير" في قضية الربط بين الدولة والحرب وركيزة استقرارها الاساسية وهي مسألة الامن القومي.
وخلال الفترة الممتدة بين عامي (1618-1648) حصلت حرب الثلاثين عاما وهي حرب ذات صبغة دينية حصلت في اوربا بين اتباع المذهب البروتستاني والمذهب الكاثوليكي وانتهت بتوقيع معاهدة ويستفاليا عام/1948م مع ترسيخ فكرة استقلال وسيادة الدول، وينسب الى الكاردينال الفرنسي "دو ريشاليو" De Richelieu - الذي تولى وزارة الخارجية الفرنسية للفترة ما بين (1616 -1642) قوله ان الامن القومي الفرنسي يتحقق من خلال " القيام بعملية توازن ما بين مصالح الشعب الفرنسي ونفوذ الدول المحيطة بفرنسا " والملفت للنظر ان فرنسا وقتها وهي دولة كاثوليكية قد تحالفت في البداية مع الكاثوليك وبعد فترة تحالفت مع البروتستانت في حربهم ضد الكاثوليك ومما دفع دو ريشاليو الى القول اي تبرير موقف فرنسا " اتخذنا هذا القرار لحماية مصالح الأمن القومي للشعب الفرنسي وان تكون فرنسا دولة قوية ".
 ويعتبر مفهوم الامن القومي من العناصر الاساسية في تفكير صانعي القرار في الدول الكبرى فقد عرض روبرت مكنمارا وزير الدفاع الامريكي السابق في كتابه الموسوم (جوهر الأمن) مفهومه للامن القومي حيث يصف الامن بانه:" إن الأمن يعني التطور والتنمية، سواء منها الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية في ظل حماية مضمونة"، واستطرد قائلاً: "إن الأمن الحقيقي للدولة ينبع من معرفتها العميقة للمصادر التي تهدد مختلف قدراتها ومواجهتها؛ لإعطاء الفرصة لتنمية تلك القدرات تنمية حقيقية في كافة المجالات سواء في الحاضر أو المستقبل".
ان فكرة الامن القومي عند مكنمارا تستند الى موضوعة التنمية، بينما ذهب وزير الخارجية الامريكي السابق هنري كيسنجر الى وصف الامن القومي بانه" اي تصرف يسعى المجتمع عن طريقه لحفظ حقه في البقاء"، وصدرت عدة تعاريف من بعض الهيئات تناولت هذا المفهوم ومنها على سبيل المثال ما جاء في تعريف دائراة المعارف البريطانية على انه " حماية الامة من القهر على يد قوة اجنبية".
وفي عـام/1943م عرض الصحفـي الامريكي (والتر ليبامن) توصيفا لامن القومي من وجهة نظره جاء فيه " تحقيـق الدولـة لامنهـا عندمـا لا تضطـر الى التضحيـة بمصالحهـا المشروعـة لكي تتجنـب الحـرب، وتكـون لها القدرة على حمايـة تلـك المصالـح، وإن أمـن الدولـة يجـب أن يكـون مسـاويا للقـوة العسـكرية والامـن العسـكري، بالاضافة لامكانيـة التصدي للهجوم المسـلح والتغلـب عليه "، ان هذا التوصيف يظهر عدم الفهم الحقيقي لمفردة القدرة والقوة فالامن القومي يعتمد على القدرات وليس القوة.
ويعد الحرب العالمية الثانية وتأسيس مجلس الامن القومي الامريكي عام/1947م حصلت انعطافة كبيرة في مفهوم الامن القومي بعد ان اصبحت الدول الكبرى تسعى الى الاخذ بمفهوم الامن القومي وتسقيط تطبيقاته وفعالياته على جميع نواحي الحياة وانشاء العديد من الاجهزة الامنية ومن ثم انشاء معاهد مختصة بتدريس العلوم الامنية والاستخبارية.

النظريات التي استند اليها مفهوم الامن القومي
سبق وان اشرنا ان مفهوم الامن القومي ليس له علاقة بموضوع القومية الا انه وصول الى ما نحن فيه الان بالدفع من خلال الكثير من النظريات سنتتاول اهمها بايجاز:-
اولا- النظرية العسكرية التوسعية: والمبنية على فكرة الاستعمار سابقا وفكرة حماية المصالح الحيوية ومنها حماية طرق التجارة ومناطق النفوذ حماية الحلفاء حاليا.
ثانيا- النظرية الاسلامية: المبنية على فكرة العدالة والمساواة وتحرير الشعوب من الظلم والقهر ونشر مبادئ التوحيد.
ثالثا- نظرية القوة الاقتصادية: المبنية على فكرة الاستثمار والتنوع الصناعي واحتكار صناعات خاصة مثل صناعة الاسلحة والمعدات والاجهزة والانظمة الالكترونية واستغلال الموارد البحرية واستغلال الفضاء وغير ذلك.
رابعا- نظرية الصراع حول الوجود، التي يتبناها الكيان الصهيوني.
خامسا- نظرية البعد الثقافي: والمبنية على حق الدول في الترويج لمنظومتها الثقافية وحمايتها على اعتبارها هوية تعريفية خاصة بها والعمل على تسويقها كنموذج للدول الاخرى.
سادسا- نظرية القيادة او الزعامة المركزية: وتعني سعي الدول الكبرى الى قيادة العالم بما يخدم مصالحها الحيوية سواء كانت ثنائية القطبية او احادية.
سابعا- نظرية حماية المصالح العليا.
ثامنا- نظرية التنمية: وهي النظرية الاكثر قربا وواقعية من النظريات الاخرى والتي تعني التطور المستمر والشامل وتنمية القدرات البشرية وتعظيم الموارد وصولا الى تحقيق الرفاهية.
ويرى البعض من المختصين ان مفهوم الامن القومي له علاقة مباشرة بالقوة العسكرية وانه يظهر بشكل واضح وجلي في الدول الكبرى الا ان الاشكالية تكمن ايضا في تعريف الدول الكبرى فهل المقصود بها الدول كبيرة المساحة مثل الولايات المتحدة وروسيا او الدول كثيرة عدد السكان مثل الصين والهند او الدول التي تتحكم باقتصاديات السوق العالمي بحكم ما تملكه من موارد مثل دولة قطر، ان تهديدات الاقتصاد هي اقرب ما يمكن ان يترتب عليها في تهديدات الامن القومي في الوقت الحاضر ذاك ان الكثير من الدول تجعل الامن القومي الذي يستند الى قوة عسكرية كبيرة منوط بالامن الاقتصادي حيث لا يستطيع احد ان يغزو الولايات المتحدة الامريكية او يحتل اراضيها ولكن يستطيع تنظيم مسلح او مجموعة صغير من تهديد مصالحها في اي مكان في العالم ومنها الحرب الالكترونية.
وهناك عوامل تؤثر على الامن القومي يمكن اجمالها:-
1- الموقع عدد السكان.
2- القوة الاقتصادية والثروات الطبيعية.
3- الثقافة والنظام الاجتماعي للدولة.
4- النظام السياسي وطبيعة الاحزاب الحاكمة.
5- التهديدات المتوقعة للاعداء الحقيقيين او المحتملين.
6- ادارة رأس المال وتواجد الشركات العابرة للقارات.
7- نظام الاستثمار.
8- الانفتاح على وسائل التواصل الاجتماعي.
9- الموارد المائية المتاحة للدولة وما يخصص منها لعمل الاجهزة الامنية.
10- الاقليات والقوميات والانتماءات الدينية والطائفية.
11- وجود مصادر للطاقة والطاقة البديلة.

وهناك شبه اتفاق بين المعنين الى ان مفهوم الامن القومي يمكن ان تتضمنه البعض من مشاريع القوانين الوطنية وهذا يعني ان قد يكون لكل  دولة مفهومها الخاص للامن القومي يتحرك ضمن الاطار العام للمفهوم على المستوى الاقليمي او الدولي، ويجب الانتباه الى انه لا يوجد شيء اسمه الامن القومي الاقليمي او الدولي انما يوجد امن اقليمي وامن دولي وذلك لا يعد من دواعي الامن القومي بعض التصرفات والسلوكيات:-
1- السكوت على الفساد المالي والاداري.
2-  عدم فضح انتهاكات حقوق الانسان.
3- الفشل السياسي والاداري.
4- فضح الاستثمار الذي يؤدي الى استنزاف الموارد.
5- كشف  الممارسات الشرطوية القمعية.
6- كشف الممارسات الخارجة عن القانون.
7- كشف الابتزاز والاستغلال السياسي للمنافع الحكومية.
8- لا يوجد حظر لمعلومات تخص الامن القومي الا التي جاءت في نصوص قانونية مكتوبة.

ان مفهوم الامن القومي في الوقت الحاضر مثل مفهوم السيادة قد يتعرض للانتهاك بسبب الحالة الموجودة في العالم والمتعلقة بالعولمة من جهة ومن جهة اخرى استخدام كافة الوسائل بحجة مكافحة الارهاب على المستوى العالمي حيث سمحت الولايات المتحدة لنفسها استخدام الطائرات المسيرة او استخدام القوات المسلحة ضد الكثير من الدول مثل العراق وافغانستان وباكستان وسوريا والسودان واليمن.
حتى لا نطيل يتضح مما سبق ان ان مفهوم الامن القومي يتناول المفهوم العام للامن والذي يعتمد على فكرة تعظيم القدرات وليس وجود القوة والذي لا يمكن ان يتجزأ ولكن يمكن ان تقسم اجراءته الى اقسام عدة اهمها:-
1- الامن السياسي.
2- الامن العسكري.
3- الامن الاقتصادي والمالي.
4- الامن الغذائي.
5- الامن البيئي.
6- الامن المائي.
7- الامن التعليمي.
8- الامن الصحي.
9- الامن القانوني.
10- الامن الالكتروني.
11- الامن الاجتماعي.
12- امن الدول والقوات المتحالفة.
13- الامن الاعلامي.
14- الامن الانتقالي.

15- الامن في اوقات الكوارث الطبيعية والصناعية.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق