امن الافراد The security of individuals -امن المعلوماتInformation Security-امن المواد والمنشأت materials and constructions Security

قفشات

3d

تنويه: تقوم ادارة المدرسة باجراء تعديلات وتصويبات على المحاضرات المنشورة بشكل مستمر وحسب الحاجة يرجى الانتباه.

السبت، 14 يناير 2017

المحاضرة الثانية- مفهوم الامن العسكري

المحاضرة الثانية

مفهوم الامن العسكري

       ان من الخطأ حصر موضوع الامن العسكري بالدولة القومية او تمثيله بالجزء الوقائي لغرض الوصول الى حالة الامان وتهئية امكانياتها  للردع وامتلاكها القوة للدفاع عن نفسها، لان الامن العسكري كمفهوم يمكن ان يتخطى فكرة القوات المسلحة للدول وجهدها الحربي ليشمل امن الجيوش والقوات المتحالفة او مجموعة من الدول او التجمعات الاقليمية، ويمثل هذا المفهوم اصدق واعمق محاور الامن القومي ويأتي بالاهمية بعد الامن الاجتماعي وحيث يمكن تعريف الامن القومي على انه " جميع الاجراءات والفعاليات التي تقوم بها الدول باستخدام قدراتها كافة من اجل حماية مصالحها والدفاع عنها والدفاع على حقها بالوجود ضد التهديدات الخارجية والداخلية" والامن العسكري من المحاور التي يمكن لمس تأثيرها وفاعليتها على العكس من محاور الامن القومي الاخرى والتي قد لا تساويه من حيث الاهمية او ان الاجراءات المتعلقة بها ومهما بلغت لا تعطي نتائج فاعلة او مؤثرة مثل: الامن السياسي، والامن الالكتروني، والامن الصحي، والامن الاعلامي وغير ذلك.
وهناك مواضيع تكون عوامل تمتين وتقوية لمركز الامن العسكري وتجعله ذو اهمية كبيرة على حساب محاور الامن القومي الاخرى ومنها على سبيل المثال:-
1-  وجود قانون العقوبات العسكري.
2-  وجود المؤسسات التعليمية والتدريبية الامنية العسكرية.
3-  احترام وتقدير الناس لكل ما يتعلق بالقوات المسلحة.
4- تحول كافة القطاعات في الدولة الى المجهود الحربي وقت الازمات.
5- نسبة حصة الامن والدفاع من الموازنة السنوية.
6- كونه عند البعض مفهوم قريب من مفهوم الامن القومي وان كان جزء منه.
7- الحصانات والامتيازات التي يتمتع بها منتسبو القوات المسلحة في الكثير من دول العالم.
8- الصلاحيات الواسعة للمؤسسات العسكرية.
9- وجود التصنيع العسكري.

وهناك مفهوم  للامن العسكري يحمل جنبة ذات توجه سياسي  حيث ان الأمن العسكري لدى البعض يعبر عن قدرة الدولة القومية على تنفيذ خياراتها السياسية باستخدام القوة العسكرية، وهذا الموضوع يخلط بين السياسية وادواتها العمل الدبلوماسي والخيار العسكري وبين موضوعة الامن العسكري بشكل خاص ومفهوم الامن القومي بشكل عام فلا يمكن تشبيه الامن العسكري للدول بالامن القومي والاصح هو فك الارتباط بين المفهومين لان مفهوم الامن القومي اوسع من مفهوم الامن العسكري، ناهيك من ان موضوعة الامن العسكري قد تحتل المرتبة الثانية من محاور الامن القومي بعد الامن الاجتماعي حيث ان الامن المتعلق بالمجتمع والذين هم الفئة الاكبر في المجموع حيث لا يشكل الامن العسكري الا جزء معين من مجمل امن الدولة ومنها ان الامن الانساني مقدم على الامن العسكري ومصالح الدول اعلى مفهوما من فكرة الامن العسكري او ربط امن الدول بموضوع الحرب، وخير مثال على ذلك موقف وزير الخارجية الفرنسية الكاردينال الفرنسي المدعو "دو ريشاليو" De Richelieu - (1616 -1642)  والذي اكد على ان الامن القومي الفرنسي يعني " القيام بعملية توازن ما بين مصالح الشعب الفرنسي ونفوذ الدول المحيطة بفرنسا " وعلى الرغم ان فرنسا كانت احد العناصرالفاعلة في حرب الثلاثين عاما التي اجتاحت اوربا بين عامي (1618-1648) وفرنسا دولة كاثوليكية تحالفت في البداية مع الكاثوليك لحرب البروتستانت وبعد فترة تحالفت مع البروتستانت في حربهم ضد الكاثوليك بعد ان شعرت بان تلك الحرب قد تؤثر على فرنسا ومستقبلها وبرر دو ريشاليو موقف فرنسا بقوله " اتخذنا هذا القرار لحماية مصالح الأمن القومي للشعب الفرنسي وان تكون فرنسا دولة قوية ".
ففي الوقت الحاضر وعلى سبيل المثال حال العراق مع تركيا ومصر مع اثيوبيا فهل يتطلب الحال انفاذ سياسية الدولة العراقية مع تركيا او مصر مع اثيوبيا عن طريق استخدام القوة العسكرية لكي يتحقق مفهوم الامن العسكري ؟ ام ان هناك طرقا اخرى واوراق ضغط بعضها سياسي داخلي وخارجي والاخر اقتصادي والاخر اداري تنظيمي او امني  او النفوذ عبر بوابة الاستثمار والاهتمام بالتنمية الشاملة والامن والسلم المجتمعي والتعويل على العمل الدبلوماسي والعلاقات الاقتصادية مع عدم اغفال الجوانب المتعلقة بالستراتيجية العسكرية ولكن الا يكون ذلك هو الخيار الاول او الخيار المقدم على غيره من خيارات او اليات العمل.
ان مفهوم الامن العسكري يجب ان يسري باتجاه ان يكون:-
اولا- الامن العسكري:- بمعنى اجراءات الامن المتعلقة بالافراد والمعلومات والمواد والمنشأت الخاصة بالقوات المسلحة او الجماعات المسلحة المنظمة والمجهود الحربي للدولة مع مراعاة الجوانب المتعلقة بحقوق الانسان.
ثانيا- الامن العسكري:- يعني امكانية وقدرة الدولة مجتمعة على رد الاعتداء او شن وخوض الحرب وحماية مصالح الدولة الحيوية والقيام بعملية التنمية.
ثالثا- الامن العسكري:- يعني مكافحة كل اشكال العنف ومنها الارهاب والجريمة المنظمة والجريمة عبر الوطنية باستخدام امكانية القوات المسلحة بدل من ان تتطور الامور وتخرج عن اطار السيطرة لتتحول اعمال مكافحة الارهاب على سبيل المثال من عملية امنية صرفة الى حرب ضد الارهاب تستخدم فيها مختلف الاسلحة وتتحول العملية من استخدام العقل والذهن الى استخدام القوة والسلاح.

ان الفكرة الاساسية التي يجب ان يبنى عليها الامن العسكري هي ليس وجود القوات المسلحة وزجها لتقوم بواجبات امنية وانما وجود جهاز امني قوي ضمن تلك القوات يمكنها من القيام بعملها على اكمل وجه، جهاز امني عسكري بمواصفات خاصة لديه الكثير من الادوات مثل المال ليستطيع تجنيد جيش من المتعاونين  وقوة عسكرية يضرب بها الجماعات التي تعمل بالضد من مصلحة البلاد ومعدات والالات ومتطورة تستخدم في العمل الامني ودعم سياسي غير محدود وتعاون المواطنين، جهاز يحارب الفساد في القوات المسلحة ويلقي القبض على العملاء والجواسيس ويستبعد العناصر غير الجيدة من العمل في الاماكن الحساسة داخل المؤسسة العسكرية والاهم وجود ادارة او قيادة امنية تمكن الجهاز الامني من ان يقوم بعمله بحرفية ومهنية يستند على فكرة الاخلاص والوطنية وليس الولاء للحزب او الطائفة او القومية ووضع حل لكثير من البوابات(البوابات مصطلح يطلق على كل مجال ينفذ منه ويصبح مهددا للامن مثل المناطق الحدودية واللاجئين والعمال الاجانب والمناطق العشوائية..الخ).
ولا يتحقق الامن العسكري الا اذا عرف كل منتسب في القوات المسلحة حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه في المحافظة على الاسرار والممتلكات وان المواطنين امانة ولا يستخدم السلاح الا عند الضرورة وضد الاعداء حصرا.
ويجري في هذه المحاضرات الخاصة بالامن العسكري التركيز على فكرة العمل التشاركي او الجماعي ويقسم هذه العمل بين الجهاز الامني المختص مثل مديرية الامن العسكري الرئيسية او فروعها مثل مديرية الامن الجوي او مديرية امن طيران الجيش وبين افراد القوات المسلحة وكلا من موقعه فالامن العسكري مسؤولية تضامنية بين الجهاز الامني والوحدات العسكرية فهو لا يقتصر على اجراءات امن الافراد والمعلومات والمواد والمنشأت التي يتخذها الجهاز الامني العسكري بل على الاجراءات التي تتخذ من قبل الوحدات ومن الافراد ايضا بسبب خصوصية وطبيعة عمل المؤسسة العسكرية وهذا يجعلها متميزة عن باقي محاور الامن القومي.

ولهذا فانه يجب تدريس المواضيع العامة للامن العسكري لجميع منتسبي القوات المسلحة وهذي ايضا ميزة تمتاز بها المؤسسة العسكرية ليعرف كل منتسب من القوات المسلحة ما يتوجب فعله وخاصة وقت الازمات والتوترات عندما تتحول القوات المسلحة لتعمل عمل يشبه عمل الاجهزة الامنية في حفظ الامن والنظام وخاصة اذا تطلب الامر مواجهات مسلحة وحرب معلومات وقتالات خاصة بينها وبين الجماعات العسكرية المعادية قد تطال المدنيين.
والاهم في الوقت الحاضر توظيف التقنيات الحديثة من اجل تحقيق امن جيد وفعال مع وجود تدريب تقني ذكي موضوعي وقاعدة بيانات ضخمة عن اهداف الامن العسكري.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق