المحاضرة السادسة- الحاجة الى الامن العسكري

المحاضرة السادسة

الحاجة الى الامن العسكري

جاء في كتاب(عهد) الامام علي عليه السلام الى مالك الاشتر لما اراد ان يوليه مصر:

 فالجنود باذن الله حصون الرعية، وزين الولاة، وعز الدين، وسبل الامن، وليس 

تقوم الرعية الا بهم.

تنويه: ليس القصد من هذا المحاضرة التقليل من شأن ومكانة الاستخبارات وجهودها المتميزة فهي محل اعتزاز وتقدير وانما طرح فكرة  فصل عمل الاستخبارات العسكرية عن الامن العسكري..لذلك اقتضى التنويه.

 تنعكس هيكلية القوات المسلحة في اي بلد على هيكلية او نظام دائرة الاستخبارات والامن العسكري في ذلك البلد ويظهر هذا التأثير في اختلاف تسميات دوائر الاستخبارات والامن العسكري او ارتباطها فمنها ما هو جزء من مديرية الاستخبارات العسكرية فيكون الامن فيها على شكل شعب او معاونيات او اي شكل اخر، وهذا نظام قد غادرته الكثير من دول العام واصبح للامن العسكري دائرة(اسماء مختلفة) خاصة مستقلة عن الاستخبارات وهذا توجه صحيح بسبب اختلاف الواجبات والتخصصات.

وفيما يتعلق بالامن العسكري فهي منضوي في كثير من الدول العربية في مسميات دوائر استخباراتية التوجه، فهناك دائرة رئيسية تحمل مسميات مختلفة منها المديرية المركزية لامن الجيش او القوات المسلحة او إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع  او مديرية الاستخبارات والأمن العسكري او رئاسة الاستخبارات العامة او هيئة الاستخبارات والامن العسكري او الإدارة العامة للاستخبارات العسكرية او جهاز الاستخبارات العسكرية او الاستخبارات العامة وغيرها من التشكيلات والتسميات.

ان ذاكرة الناس تنصرف دوما الى احترام وتكريم بل حتى التمسك بالمسميات، ففي العراق على سبيل المثال كانت رئاسة اركان الجيش تتكون من اربع شعب وعندما تمت اضافة شعبة الاستخبارات اصبحت تسمى الشعبة الخامسة ولا يزال الكثير من العراقيين يسمي مديرية الاستخبارات العسكرية بالشعبة الخامسة.

ان جميع الجيوش الغازية والمستعمرة للعالم العربي تركز على مجال العمل الاستخباري بسبب بعد دولها عن التاثير ومدى ما يظهر افراد تلك الجيوش من حرص على تطبيق الاوامر والتعليمات ومبادئ الامن فكانت تلك الجيوش يظهر فيها جليا دور الاستخبارات لانها قطعات تتحرك على ارض وهي بحاجة للمعلومات عن عدوها وطبيعة ارضه والطقس والمناخ التي تقاتل فيه تلك الجيوش، الكثير من دول المنطقة تأثرت بشكل واضح بهذا التوجه واصبحت تعطي الاولوية للنشاط الاستخباري على النشاط الامني.

ان عدم الفصل بين الاستخبارات والامن ومن ثم معرفة طبيعة عمل الجهاز الامني والاستخباري توقع اصحاب الخبرة في حرج التوضيح او التشكيك فعلى سبيل المثال يوجد على موقع الجزيرة في الرابط ادناه معلومات عامة ومنها:-

اجهز الامن الفلسطينية

تحليل بسيط وسريع:

- جهاز امن وقائي مهامه استخباراتية- وهذا خلط بين الامن والاستخبارات، وعمل الامن الوقائي ليس سريا مثل الحراسات والكاميرات واجهزة الفحص وغيرها.

-  مهام سرية مثل مكافحة التجسس والارهاب، طبيعة مكافحة التجسس ليس مثل مكافحة  الارهاب فالتجسس يختص بالمعلومات والارهاب انواع واشكال وقد تمارس الدولة نفسها ارهاب ضد مواطنيها وكلاهما يشترك الامن الوقائي والتعرض في التصدي له، والذي يتولى مكافحة التجسس بكل اشكاله ليس الامن الوقائي بل التعرضي(المكافحة) والارهاب يشترك كل من الامن الوقائي والتعرضي في الحد منه او مكافحته.

- مكافحة كل جريمة قبل وقوعها من اختصاص الامن الوقائي والتعرضي، الحماية عمل وقائي.

ان عملية فصل عمل الامن عن الاستخبارات في دوائر مستقلة في الوقت الحاضر اصبحت حاجة ضرورية جدا بعد التطور الهائل الذي تشهده وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي وهناك اسباب موضوعية اخرى يمكن اجمالها:-

1- ان الاستخبارات تعني التعامل مع المعلومات عن العدو والعدو المحتمل فيما يتعلق بحماية البلاد من نتائج عمل الجهد العسكري للدول او التنظيمات المسلحة الكبيرة، وهو اذا مفهوم عسكري يتعلق بنشاط القوات المسلحة بجميع صنوفها حصرا.

     ومفهوم الاستخبارات: هي العملية التي تدخل بها جمع المعلومات المتعلقة بالعدو والارض والطقس في دورة تتكون من اربعة مراحل هي: مرحلة الجمع، مرحلة التحليل مرحلة التفسير، مرحلة التثبيت والتسجيل من اجل بناء الخطط او اصدار الاوامر والقرارات او عمل تقادير الموقف اي ان نشاطها نشاط تعبوي عسكري خالص.

2- الامن اجراءات محاورها الاساسية الافراد والمعلومات والمواد والمنشآت والاجراءات  تقسم الى قسمين اما وقائية او تعرضية ومفهوم الامن اجتماعي  وهو احد عناصر التنمية.

    مفهوم الامن: يتعلق بالمحافظة على محاور الامن المتمثلة بالافراد من عمليات ذات صفة وقائية مثل القتل او السرقة او جرائم مثل انتحال الصفة والرشوة والفساد ... او عمليات ذات صفة تعرضية مثل اعمال الهدم والحرب النفسية والاشاعة والدعاية، او انشطة وقائية تتعلق بالمعلومات من حيث الحفظ والتداول ضد اعمال ذات صفة تعرضية مثل التجسس، او انشطة وقائية تتعلق بحماية وحفظ المواد والمنشآت ضد اعمال تعرضية مثل التخريب.

3- عمل النشاط الامني العسكري اوسع من عمل النشاط الاستخباري بل ان العمل الاستخباري يطبق شروط وضوابط العمل الامني كونه يتعامل مع افراد ومعلومات ومواد ومنشآت.

4- ارتباط الاستخبارات يجب ان يكون بوزارة الدفاع او الحربية بينما ارتباط الامن العسكري يجب ان يكون بالقائد بشكل مباشر وترتبط المديرية الرئيسية بالقائد العام للقوات المسلحة بشكل مباشر.

6- دائرة الامن العسكري دائرة اختصاصية تعمل بمبدأ ان الامن العسكري لا يتجزأ بينما يمكن لبعض الجهات كما هو الحال في امريكا ان يكون في وزارة الخارجية دائرة للاستخبارات متخصصة بجمع المعلومات وربما القيام باعمال اخرى.

7-  تشهد اعمال الاستخبارات فترات من الخمول او التباطؤ خاصة في حالة عدم تغيير المعطيات بينما تمتاز اعمال الامن بالاستمرارية.

8- تتاثر الكثير من فعاليات الاستخبارات بنوعية الارض والتضاريس والطقس بينما يكون تاثيرها محدود على اعمال خدمة الامن.

9- ليس من اهتمام الاستخبارات معرفة كل ما يتعلق بالدولة سياسيا واجتماعيا وثقافيا وعلميا واقتصاديا على عكس الامن فانه يهتم بكل شيء.

10- يمكن لعناصر الاستخبارات في الجيوش المتحالفة ان تعمل معا بينما تبقى الاستقلالية لعناصر الامن حتى مع وجود التحالف.

11- في عمل الاستخبارات يمكن اعتبار الاجانب اصدقاء وفي عمل الامن كل ما هم من غير ابناء البلد فهم اجنبي.

12- توسع النشاط الامني بعد حصول انواع من الجرائم غير المعروفة سابقا مثل جرائم المعلوماتية والانترنيت وتطور جرائم اخرى مثل تجارة السلاح والمخدرات وغيرها.

13- بامكان وكلاء الجهاز الامني ان يكونوا من العسكريين وبامكانهم تزويد الجهاز الامني بمعلومات يمكن تحويلها الى جهاز الاستخبارات لغرض الاستفادة منها.

14- لم تعد الدول تخفي ما عندها من اسلحة او معدات او ما تقوم به من عمليات تطوير من باب الردع والدخول في سوق السلاح.

15- اليوم اصبحت الجيوش الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاتصال والانترنيت والعولمة وتطور وسائل المخادعة والحرب النفسية والاشاعة والدعاية وضعف الوازع الديني والوطني  كلها مسائل بحاجة الى اجهزة امن اختصاصية تحد منها وتعمل على التقليل من اثارها.

16- الاستخبارات قرينة للحركات والامن قرينة للحركات والادارة.

17- العاملين في مجال الامن هم عناصر ادارية جيدة وتبوأ الكثير منهم مناصب مهمة مثل الرئيس بوتين وبوش وبومدين.

نموذج مقترح - مديرية امن عسكري

ملاحظة: هذا النموذج هو مقترح وبالامكان اجراء التعديلات عليه بما يتناسب والحاجة.

س: لماذا يفضل ان لا تكون هناك دائرة مراقبة في مديرية الامن العسكري الفرعية اي على سبيل المثال لا توجد دائرة مراقبة في مديرية امن القوة الجوية؟

ج: لما كان مقر مديرية امن القوة الجوية يقع من ضمن مقر قيادة القوة الجوية فاصبح من الصعوبة وجود مثل تلك الدائرة والا تم كشف جميع العاملين فيها والاصح ان تكون دائرة مراقبة مركزية تتبع مديرية الامن العسكري  الرئيسية وعندها لا يضر ان كانت دائرة مراقبة الامن العسكري تقع من ضمن مباني مديرية الامن العسكري او كانت في بناية مستقلة، ورب سائل يسأل لماذا لا يمكن ان تكون دائرة مراقبة امن القوة الجوية في مكان منفصل بحيث يصعب كشف عناصرها وللاجابة على هذا التساؤل يجب علينا ان نعرف:

  1- ان دائرة المراقبة تحتاج الى موارد مالية كبيرة وعناصر كثيرة ومعدات خاصة.

2- ان واجبات المراقبة في الصنوف والخدمات كوحدات مستقلة يكاد يكون قليل.

3- صعوبة تنفيذ عمليات المراقبة خارج العاصمة او الاماكن البعيدة او المنتشرة على مساحة البلاد من قبل دائرة مراقبة الصنف او السلاح مثل القوة الجوية.

4- امكانيات المديرية الرئيسية في الامر او التنسيق مع الجهات المماثلة لها في التعاون من اجل انجاح تلك الواجبات اينما كانت.

المحاضرة الاولى- الامن الذكي الفعال

المحاضرة الاولى

الامن الذكي الفعال

       تتابع العمل باجراءات اعمال خدمة الامن التقليدية لعقود طويلة وكان مما يميز تلك الاعمال هي عدم توقفها عند حد معين، ذاك ان الاستمرارية احد اهم مبادئ اعمال خدمة الامن ,التي هي خير شاهد على تطور تلكم الاعمال وعبر مراحل متعددة خلال العقود او القرون السابقة الى ان وصل الحال الى ما نحن عليه الان من تطور تقني هائل شمل مجمل نواحي الحياة، فكان من باب اولى ان تستفيد اعمال خدمة الامن من هذا التطور التقني وتوظفه في خدمة انشطتها وفعاليتها المتنوعة، ان الامن بشكل عام حاجة ضرورية وملحة واحد عوامل التنمية الرئيسية في اي بلد مهما كان وخاصة بالنسبة للدول التي تعيش في قلب مناطق الصراع والتوتر.

ويقصد بالامن الذكي الفعال: جميع الاجراءات الامنية التي يمكن ان تتخذ من قبل الاجهزة الادارية والفنية والامنية بالاعتماد على التطورات التقنية الحديثة والمحدثة، وان الامن الفعال في صيغته المرجوة يعتمد على على اسس اهمها:-

1- وجود مركز مسيطر(مركز مراقبة وسيطرة وتوجيه)  يمكنه استلام المعلومات وسرعة تحويلها الى استخبارات مع المقدرة على اصدار الاوامر والتوجيهات وسرعة ايصالها.

2- اجهزة ومعدات وتطبيقات للرصد والمراقبة والتسجيل والتنبيه والتبليغ.

3- عناصر متواجدة في الميدان يمكن توجيهها الى مكان الحدث بشكل سريع علاوة على امكانية تواجدها في مناطق محددة تبعا لخطة موضوعة.

4- امكانية التنبؤ بالخروقات من حيث الزمان والمكان من خلال وجود معطيات معينة.

5- التواصل والتدريب على احدث المعدات والتقنيات، ومن ضمن ذلك التدريب على استخدام تلك التقنيات عن بعد.

6- قاعدة معلومات ضخمة ونتائج استخبارات مؤكدة.

7- تقنيات لها القدرة على التحليل وعرض حلول او امكانية البعض منها اطلاق التحذيرات.

ومن اجل الفائدة فاننا نعرف كل من المعلومات والاستخبارات وكما مبين ادناه:-

المعلومات:- تعرف المعلومات بانها جميع الاخبار والافكار والاراء او جميع انواع الوثائق مثل الرسوم التخطيطية او الصور والمنحوتات والنصب او المخاطبات البريدية والكتب والكراسات والنشرات والملصقات والاقراص المدمجمة او فلاش مموري او السيم كارت وغيرها من الاجسام المادية التي من الممكن ان تحمل معلومات او ما ينشر في وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي او اجهزة الارسال والاستقبال الراديوي او اللاسلكي او السلكي او التلفزيوني.

الاستخبارات:-  وتعرف الاستخبارات بانها العملية التي تدخل بها المعلومات في دورة من لحظة الحصول عليها الى مرحلة بناء الخطط او اصدار الاوامر والقرارات او عمل تقادير الموقف والمراحل التي تمر بها دورة المعلومات هي: مرحلة الجمع، مرحلة التحليل مرحلة التفسير، مرحلة التثبيت والتسجيل.

ان نجاح الامن الذكي يعتمد بالدرجة الاساس على طبيعة عمل الاجهزة الساندة والتي يجب ان تعمل باسلوب الامن او الادارة الذكية من حيث التخطيط وادارة الموارد المالية والبشرية والمعدات والالات بشكل تقني عالي ومميز، ومن الامور المهمة ايضا هو كيفية ادارة مركز القيادة والسيطرة على الموارد المتاحة له وتعاونه وتنسيقه مع الجهات الفاعلة الاخرى، ان الاجهزة الشرطوية وشرطة المرور وخدمات الطوارئ يمكن ان تشكل معينا قيما لاعمال خدمة الامن ويمكن القول ان الامن الذكي هو محصلة جهود ادارية وفنية وامنية.

وبالامكان الوقوف على نشاطات بعض الاجهزة والدوائر الساندة التي يصب عملها بشكل مباشر في مجال الامن الذكي وكما موضح ادناه:-

اولا- نشاط جهاز المرور

كما هو معروف فان جهاز المرور يقوم بالعديد من الفعاليات الادارية والفنية والامنية ومن هذه الفعاليات تنظيم حركة المرور واحتوائه على معلومات تصلح لان تكون قاعدة بيانات عن المركبات وحائزيها او ملاكها او مستخديمها اضافة الى احتواء العجلات على لوحات وفي بعضها وسائل لغرض التعقب والحماية علاوة على امكانية استخدام تلك العجلات في اعمال الرصد والمراقبة وحتى اعمال تعرضية (للذين يجهلون او ليست لديهم معلومات كافية فانه بالامكان استخدام العجلات في عمليات تعرضية مثل تعمد عمل حادث تصادم مع احد الاهداف لاغراض يعرفها عناصر الامن التعرضي(المكافحة)..).

اما عن كيفية الاستفادة من عمل المرور في مجال خدمة الامن في جانب الامن الذكي فانه:-

1- ان اجهزة المرور تقوم بنصب كاميرات ومعدات تقنية وتستخدم تطبيقات لغرض تنظيم حركة السير وضبط العجلات المخالفة تمتاز تلك المعدات بالدقة والوضوح حيث يساهم ذلك في:-

   أ- امكانية تسجيل ومعرفة ارقام واوصاف العجلات.

   ب- تسجيل ومطابقة المخالفات وسرعة الرجوع الى قاعدة البيانات.

   ج- امكانية تعقب سيارت الاحمال او السيارات المخالفة او المشكوك فيها.

   د- توجيه عناصر الدورية لغرض ايقاف عجلة او تحويل المعلومات الى مركز السيطرة والمراقبة الامني لغرض اتخاذ ما يلزم.

   هـ- توفير تسجيلات لفترات ماضية لغرض التقصي والتحقيقات.

2- ان جهاز المرور بامكانه ايضا ان يقوم بوضع معدات واجهزة بالقرب من الكاميرات او الامكن الحساسة تتولى تلك المعدات ايصال رسائل من مركز سيطرة المرور الى اقرب نقطة من منطقة الحدث لغرض استلام توجيهات معينة مثل مكبرات الصوت او الشاشات او الرسائل النصية.

3- امكانية استخدام وسائل الاتصالات(وسائل اتصالات عامة او وسائل اتصالات خاصة بالطرق) او عن طريق الانتريت لغرض ارسال التوجيهات.

ثانيا- نشاط جهاز الشرطة

ان الشرطة المحلية او الشرطة العامة بامكانها ايضا ان تعمل باسلوب الشرطة الذكية من خلال تسخير التقنيات لتعزيز فعاليتها المتنوعة وخاصة في مجال مكافحة الجريمة ويمكن ان تظهر نشاطات جهاز الشرطة في مجال الشرطة الذكية من خلال الاتي:-

1- وجود مركز الشرطة الذكي الذي يحتوي على قاعدة معلومات عن المجرمين ونشاطاتهم واماكن تواجدهم وصور شخصية لهم والوسائل والمعدات التي يستخدموها في القيام باعمالهم الاجرامية او المخالفة للنظام واحتواء المركز على اجهزة ومعدات متطورة لغرض التسجيل الصوتي ومراقبة الحركات والايماءات وتحليل التصرفات، بالاضافة الى احتوائه على اجهزة رفع البصمات ومضاهاتها.

2-وجود كاميرات وعجلات لغرض مراقبة الاماكن العامة او المشبوهة.

3- توافر عناصر الدورية مع اجهزة الكشف والدالة والمعلومات الشخصية والمعلومات عن العجلات المشكوك فيها مع امكانية زج الكلاب البوليسية والطائرات المسيرة مع امكانية النقل الفوري والاني.

4- وجود التطبيقات في اجهزة الاتصال والتواصل الاجتماعي.

5- وجود الصور الثلاثية الابعاد تغطي كافة ساحة العمليات لضمان مراقبة افضل وتوجيه الجهد الى منطقة الحدث بسرعة وسهولة.

6- استثمار ما موجود من تقنيات في الاماكن العامة والخاصة وخاصة في العمارات الذكية والمحلات الذكية والمرافق العامة الذكية مثل المستشفيات والمكتبات والبنوك والفنادق وغيرها حيث يمكن من خلال معرفة:-

   أ- الداخلين والخارجين الى تلك الاماكن او المارين بالقرب منها.

   ب- معرفة او تكوين فكرة عن الحوادث من خلال عملية التلاحك(التلاحك يعني ان يتم تتبع هدف معين من اكثر من جهة وتجميع مصادر مختلفة لتكوين صور واحدة مفهومة اي وفق مبدأ تاقب تتابع الهدف اي عندما ينتهي مجال عمل الكاميرا رقم(1) تكون الكاميرا رقم (2) استلمت الهدف وبدأت عملية المراقبة والتسجيل او المراقبة من اكثر من مكان).

   ج- ضمان امكانية التعرف على وجود معدات الامن والسلامة في المنشاءات العامة والخاصة وتوفر معدات اطفاء الحرائق ومخارج وسلالم للطوارئ.

7- في مجال الجريمة المنظمة او العابرة للوطنية (مثل الاتجار بالسلاح والمخدرات وبيع الاعضاء والاطفال..الخ) ان مجال الجريمة المنظمة يجب ان تعتمد فيه الشرطة على فكرة التنبؤ الاحتمالي لسير تلك الاعمال الاجرامية من خلال استشراف موضوعي وعملي يتناغم مع تلك الافعال من حيث الزمان والمكان بالاستناد الى عدة معطيات مثل السوابق والحدس ووجود المعلومات والشهود  والشبهات والاعترافات وان عملية التنبؤ تلك تستند الى:-

   أ- قاعدة معلومات محدثة.

   ب- التواجد الميداني.

   ج- تقنيات متطورة ومتعددة.

   د- عمليات تعرضية.

   هـ- مراقبة وسيطرة مركزية.

   و- عمليات فحص وتحري.

8- ان عمل الامن الذكي في جهاز الشرطة يعتمد على:-

   أ- جمع المعلومات وانتاج الاستخبارات.

   ب- قدرة على التحليل والاستنتاج.

   ج- خطط مطورة ومحدثة.

   د-امكانية تصنيع او تطوير التقنيات.

   هـ- غش واختفاء.

   و- اعطاء الاولوية للاماكن العامة مثل موقف تجمع الموظفين والطلاب في الصباح او مكان الاجتماع والمؤتمر واماكن تجمع وسكن الضيوف المهمين وطرق حركتهم ووسائل نقلهم..

   ز- العمل التشاركي مع الاجهزة الاخرى مثل المرور والبلديات والاطفاء..

ثالثا- نشاط الجهاز الامني

اما بالنسبة للجهاز الامني المسؤول عن اعمال خدمة الامن فهو بالتاكيد عليه ان يستفيد مما موجود لدى الاجهزة الاخرى من خلال وجود مركز السيطرة الخاص به ودائرة الارتباط من اجل التنسيق المباشر مع تلك الاجهزة.

ان الامن الذكي بالنسبة للجهاز الامني هو عمل مكمل لاعمال الاجهزة الامنية ولكنه يمتاز بانه اوسع من حيث ساحة العمليات ومجال الاختصاص واشمل  كونه يشمل جميع الافراد وكل ما يتعلق بالمعلومات والمواد والمنشاءات، فلو كان جهاز المرور يهتم من خلال وضع كاميرات تظيم حركة السير داخل المدن او الطرق الخارجية فان مهمة الجهاز الامني تبدأ من الحدود الدولية او حتى خارج الحدود الى مراكز المدن والقرى والقصبات اين ما كانت على اقليم الدولة ووسائل النقل الخاصة بها مثل الطائرات والسفن والسفارات وغيرها من الانشطة الاخرى المعروفة لدى العاملين في الجهاز الامني.

يتوجب على الجهاز الامني في شقيه الوقائي والتعرضي ان يعتمد على الجانب التقني بشكل شبه كامل يعزز ذلك خبرة ومهارة للعاملين في ذلك الجهاز واهم متطلبات الامن الذكي بالنسبة للجهاز الامني:-

1- متعاونون مهرة متدربون على استخدام احدث التقنيات.

2- كادر وظيفي يمتلك خبرات ومهارات وله السيطرة والمقدرة والمكنةعلى ادارة المتعاونين واستخدام المعدات والتقنيات والتطبيقات بشكل صحيح وفعال.

3- مصانع او معامل او شركات او حتى افراد لهم القدرة على الابتكار والتطوير في التقنيات المستخدمة والتي تتمتع بمزايا ومواصفات عالية.

4- تغطية ساحة العمليات باجهزة الرصد والمراقبة والاستطلاع مثل الكاميرات واجهزة الاستشعار والطائرات المسيرة او المقاتلة والرادارات والمناطيد والاقمار الصناعية.

5- مركز سيطرة له القدرة على التعامل الاني مع الحوادث والخروقات واستثمار الموارد المتاحة لدى الاجهزة الاخرى مثل المرور والشرطة.

6- ادارة وقيادة امنية تؤمن بدور التقنيات وتسعى الى توظفيها في جميع نواحي العمل.

7- مقدرة على التحليل والاستنتاج والاستخدام السلبي للتقنيات بقصد التشويش او الحد من فاعلية النشاط المعادي الذي يستخدم تقنيات في مجال عمله، ويعني ذلك اتخاذ تدابير تعطيل دور وفعاليات التقنيات المستخدمة ضد اعمال خدمة الامن.

8- مؤسسة تدريبية غير تقليدية تعتمد في تدريبها على التقنيات الحديثة.

9- قوانين فاعلة تحد من جرائم المعلوماتية وجرائم الانتريت واستخدام وسائل التواصل والاتصال للتحريض على العنف والجريمة والترويج للافكار الهدامة والارهاب والطائفية.

10- دوائر امنية اختصاصية مثل "مديرية الامن الالكتروني".

11- امن ذكي يخطط لانشاء:اسيجة ذكية، تحليل ذكي، فنادق ومولات ومستشفيات ومنشاءات وعمارات ذكية، اسلحة ذكية، عجلات ذكية، حارس ذكي، محقق ذكي ...،الخ.

12- التنبؤ الذكي بالمسارات المحتملة للخروقات.

13- التعلم الذاتي لغرض استخدام التقنيات عن بعد.

14- انشاء مطارات وموانئ ومحطات وقطارات ووسائط نقل ذكية.

15- تشجيع المواطنين على استخدام انترنيت الاشياء والاستفادة منها ايضا في العمل الامني.

16- مواكبة موضوع الاتمتة وان يكون للامن الذكي دور مهم فيما يخص امكانية اختراق المنظومة العاملة فيه وخاصة في مجال التخريب والتجسس وعدم التطوير.

17- عنصرامني مزروع لدى الجماعات او الجهات المخربة او الاجرامية او المعادية يستطيع التعامل مع التقنيات الموجدة لدى تلك الفئات.

18- اجهزة تعقب ذكية تعمل بموجب التلاحك سواء كان ذلك التعقب يدويا اي بالتوجيه او ذاتيا.

ومن اجل تحقيق امن ذكي وفعال فانه يمكن نصب اجهزة تحسس وتحليل سرية(غش كامل) في الاماكن الساخنة واماكن التهديد المحتمل تمتاز تلك الاجهزة بالقدرة على تحليل المعلومات ومن ثم اطلاق التحذيرات ويمكن ايضا اناطة عملية التحليل الى اجهزة ذكية اخرى موجودة في مركز القيادة والسيطرة التابع للجهاز الامني تتولى عملية التحليل الذكي واطلاق التحذيرات وربما مسارات العمل المحتملة.

ملاحظات:

1- انترنيت الاشياء:

    يعني امكانية استخدام الانترنيت في تشغيل المعدات والالات والاجهزة وفي العمل الامني امكانية المراقبة او تشغيل وسائل الرصد والمراقبة والتحليل.

2- الاتمتة:

    وتعني التشغيل الالي للمعدات والمكائن والالات دون تدخل البشر لغرض زيادة الانتاج وتجنيب البشر لمخاطر العمل اضافة الى عامل السرعة والدقة.

3- النشاطات(الاستخدامات) السلبية:

    مصطلح يطلق على كل نشاط يستخدم لغرض التضليل والتشويش والمخادعة لغرض التغطية على المعدات والنشاطات الحقيقية.

المحاضرة الخامسة عشر-القيادة الامنية والشمولية

المحاضرة الخامسة عشر

القيادة الامنية والشمولية

انعكس التطور في كافة مجالات الحياة على اعمال خدمة الامن ومن ثم استوعبت اعمال خدمة الامن تلك الحالة ضمن ما يعرف بالشمولية، ومفهوم الشمولية اوسع من مفهوم العمومية اي انها تكاد لا تقف عند حد معين، على ان الشمولية لا تعني باي حال من الاحوال من ان محاور الامن لا تشمل تلك الفروع الرئيسية للامن مثل الامن الوقائي او التعرضي او تفرعاتهما مثل اجراءات الامن المادي او المعنوي بشكل مجرد من الجزئيات او حصر الموضوع في اطار الامن المجرد ايضا، ان الاشارة الى ان يكون الامن شامل يعني فيما يعنيه في احد جوانبه معنى الستراتيجية، وعلى هذا الاساس فان الموضوع سوف يخرج من اطار الادارة الامنية الى القيادة الامنية اي يخرج من دائرى التنفيذ الى دائراة المفاهيم ومن ثم سيشترك معها المختصين والفقهاء واصحاب المدارس والنظريات مرورا بمعاهد ومدارس واجهزة الامن المختلفة وصولا الى القيادة السياسية على المستوى المحلي او الاقليمي او الدولي.

ومن اجل الوقوف على معنى الشمولية يجب معرفة ما تعنية تلك الكلمة من مفردات وهي على وجه الحصر تشمل(العمومية، التضمين، الاحتواء):-

- العمومية: تعني العمومية ان تسري اجراءات الامن على جميع اهداف الامن سواء كانوا افراد او اشياء وفق منهج منظم معلوم تحويه خطط موضوعة مع جميع ما يحصل من خروقات  او حوادث او مشاكل مع القدرة على تجاوزها في جميع المستويات .

- التضمين: يعني التضمين بشكل عام المعرفة بالتفاصيل وتسميتها والتوسع والمداومة في استعمالها والحاق الاشياء ببعض ضمن منظومة مستمرة ووفق منهج مكتوب وموثق وقد يصار الى استعمال التشفير والسرية فيه.

- الاحتواء:  يعني الاحتواء الحصر ومعرفة النتائج وتحديدها ومن ثم السيطرة وقد يضم ايضا معنى التملك للوسائل والادوات او التمدد ولف الشيء على الشيء.

والشمولية في العمل الامني هي ليست نفسها في العمل السياسي فالشمولية في العمل السياسي وباتفاق الجميع بانها شيء مذموم بعد ان عانت المجتمعات في العديد من دول العالم الكثير والكثير من الانظمة الشمولية التي حكمت بالشر والقهر، وهناك تعبيرات اخرى تستخدم الشمولية مثل شمولية الادارة (الادارة الشاملة) والشمولية المالية والشمولية في التعليم والشمولية في البحث العلمي وغير ذلك.

ولضمان التفرقة بين الشمولية السياسية والامنية نحدد اهم المعطيات التي تخص كلا منها:-

ت	الشمولية السياسية	الشمولية الامنية
1	وجود ايدلوجية معينة تبنى عليه سياسات سلطة حاكمة تتدخل في كل مفاصل الحياة	وجود اطار نظري او عملي يستند على نظرية تتبع مدرسة معينة
2	تتدخل في جميل التفاصيل العامة والخاصة بهدف السيطرة وهي بذلك مذمومة	تحاول تناول جميع التفاصل العامة والخاصة بهدف الحماية فهي بذلك محمودة
3	اداوتها القمع والشر والتقييد والعنف وقد يصل الامر الى الارهاب	ادواتها العلم والمعالجة والبحث العلمي والتطوير ومكافحة العنف والارهاب
4	تتدخل في اخلاقيات الناس وتوجيها باتجاه معين لاهداف خاصة	تتعامل مع الناس على ما هم عليه وتعمل على خلق وعي امني
5	قد تعني التفرد والتسلط وحكر النفوذ	تعني المشاركة (الامن مسؤولية الجميع)
6	التضيق على المال والنشاط الخاص	احترام المال والنشاط الخاص
7	مفهوم سياسي	مفهوم اجتماعي
8	لا حدود في استخدام السلطة	العمل ضمن الصلاحيات والقانون
9	حاجة غير ضرورية من ضروريات الحياة	حاجة ضرورية من ضروريات الحياة
10	تعد مقياسا للفشل والتردي	تعد مقياسا للنجاح ومن معايير الجودة

وحتى لا يحصل لبس في ربط فكرة الشمولية بالادارة او القيادة الامنية، انه وان كان مفهوم الشمولية الامنية اقرب الى القيادة الامنية من الادارة الامنية الا ان ذلك لا يمنعها من تكون موضوعا مشتركا كون الشمولية الامنية بمفهومها الحقيقي تنصرف الى الجمع بالعديد من الوضائف والمهرات والخبرات في ادارة او قيادة امنية وهذه الشمولية تستند الى فكرة التخطيط والرقابة، والادارة الامنية الشمولية افضل من الادارة العمومية لان الادارة العمومية تعني ان تستطيع ان تدير اي قطاع والادارة الشمولية تشمل الادارة والتخطيط والرقابة.

وتعد الشمولية في مجال العمل الامني خاصية ايجابية تمكن الادارة الامنية من خلق التصورات الصحيحة عن ساحة العمل وتحديد اماكن الخلل والضعف وحتى في وقت التوترات او الازمات او الكوارث الطبيعية او الصناعية ومن ثم صياغة تلك التصورات على شكل خطط وعرضها على مراكز صنع القرار الامني او السياسي.

ان على الادارة او القيادة الامنية ان تفعل مبدأ الشمولية من خلال الاتي:-

1- ان تكون خططها الامنية شاملة لجميع الجزئيات مهما كانت صغيرة وفق منهج مترابط اي تنفيذ جميع اقسام الخطة الامنية وبوقت واحد وبفاعلية واحدة  من غير تكرار او تضاد.

2- السيطرة التامة على جميع الموارد البشرية والمادية وتوجيها بالاتجاه الصحيح.

3- وجود القيادة او الادارة صاحبة الخبرة والمهارة.

4- القدرة على التعرض الفعال لكشف المخططات المعادية قبل وصولها الى مرحلة التأثير.

5- القدرة على المناورة والاحتواء للاطراف المتذمرة وحتى الثائرة.

6- تنسيق العلاقات المختلفة والفعاليات المتضادة والسيطرة عليها.

7- ادارة شاملة تعني اخلاقيات عمل واقعية ومنظمة.

8- ان تعمل الادارة الامنية او القيادة الامنية بشمولية مع تطبيق اليات العمل المركزي اذ لا ينفع الشمولية مع اللامركزية في العمل الامني.

9- الاخذ بالمفهوم العميق للشمولية وليس المفهوم السطحي.