امن الافراد The security of individuals -امن المعلوماتInformation Security-امن المواد والمنشأت materials and constructions Security

قفشات

3d

تنويه: تقوم ادارة المدرسة باجراء تعديلات وتصويبات على المحاضرات المنشورة بشكل مستمر وحسب الحاجة يرجى الانتباه.

السبت، 23 ديسمبر 2017

المحاضرة الرابعة عشر- وسائل القهر لدى القيادة الامنية

                                                          المحاضرة الرابعة عشر

وسائل القهر لدى القيادة الامنية

       تمتلك القيادة الامنية وسائل قد تستخدمها في بعض الاوقات، ان تلك الوسائل تعتبر من الوسائل القاهرة وقد تستخدم مع الاصدقاء والاعداء وقد تستخدم القيادة الامنية تلك الوسائل في كثير من الاحيان بسبب حالة الضرورة او عندما تقل في يديها طرق الحل او المعالجة او وصولها الى ما يشبه اليأس في معالجة بعض المواضيع المتعلقة باعمال خدمة الامن وفي بعض الاحيان تلجأ لذلك متعمدة، ان وصف تلك الوسائل بوسائل القهر لا يخرج القيادة الامنية من كونها ملتزمة بتنفيذ الاوامر والتعليمات ومراعاة الجوانب المتعلقة بحقوق الانسان على ان وسائل القهر يجب ان تنحصر في مجالات محددة وهي:-
اولا- الاعمال المتعلقة بالامن التعرضي بشكل عام والامن الوقائي بشكل اضيق.
ثانيا- الاعمال المتعلقة بالتعامل مع التهديد الداخلي او الخارجي(العسكري) المباشر.
ثالثا- المواضيع المتعلقة بالامن القومي فيما يتعلق بسياسات الدول الاخرى مثل الحصار وقطع المياه والعدوان والتعرض للمصالح الخارجية.

ان ما يعاب على اعمال القهر في ان للبعض منها اثار لا يمكن تجاوزها او نسيانها وقد تدفع بالاخرين الى القيام بعمليات ثأر او انتقام وخاصة اذا كانت تلك الوسائل تستخدم بشكل مباشر مع الدول الاخرى وبالذات مع الدول المصنفة بالعداء او العداء المحتمل(دول عدوة او دول محتملة العداء)، وقد تطال تلك العمليات الدول الصديقة كما حصل في تجسس الولايات المتحدة على مكالمات رؤساء الدول في اوربا، ومن امثلة اعمال القهرـ قيام السلطات التركية بالقاء القبض على عبد الله اوجلان والتي فيها الكثير من وسائل القهر ومنها:-
1- ان عبد الله اوجلان كان متخفي في تركيا ثم ظهر في المانيا التي قامت بتوقيفه بحجة ان جواز سفره مزور ثم قامت باطلاق سراحه بعد فترة بسبب الخوف من ردة فعل الاكراد في المانيا.
2- ظهر عبد الله اوجلان في روما ولكن روما امتنعت من تسليمه الى تركيا من جهة وفي نفس الوقت رفضت منحه حق اللجؤ السياسي.
3- عام/1999م ظهر عبد الله اوجلان في هولندا التي رفضت اعطائه حق اللجؤ وطلبت منه الخروج من هولندا وخرج منها بالفعل متوجها الى نيروبي عاصمة كينيا.
4- تولى عملية القاء القبض على عبد الله اوجلان في نيروبي فريق من الموساد الاسرائيلي والمخابرات التركية بسبب حكم العلاقة بين كينيا واسرائيل.
5- كان عبد الله اوجلان يختبئ في دار السفارة اليونانية في نيروبي وبحراسة كردية وكان يصعب على الفريق الاسرائيلي القاء القبض عليه والانتظار لحين خروجه على الرغم من ان جميع مكالمات اوجلان كانت مرصودة.
6- سرب احد الاكراد من حراس اوجلان مكان وجوده الى احد عملاء الموساد الذي اخبره رفض سلطات جنوب افريقيا منحه اللجؤ السياسي وكذلك فعلت اليونان.
7- ان عنصر الموساد(وحسب ما متداول من معلومات كان يتكلم اللغة الكردية بطلاقة واحتمال انه يكون كرديا ايضا ويعمل لصالح الموساد) اقنع حرس اوجلان بان احسن وسيلة لحماية اوجلان هو الذهاب الى شمال العراق وعند خروجه من دار السفارة تم اعتقاله بظروف غامضة وبالتنسيق او سكوت المخابرات الكينية عن تصرفات افراد الموساد ونقله بطائرة فالكون الى تركيا على اعتبار ان تلك الطائرة قادمة لغرض نقل وفد تجاري.

ومما يفهم من تلك القصة والتي بالتأكيد فيها الكثير من الغموض الا انه يظهر حجم وسائل القهر التي يمكن ان تملكه او تستغله القيادة الامنية في تنفيذ اعمال خدمة الامن وبمباركة ومعاونة القيادة السياسية في ذلك البلد، ومن ذلك يظهر امكانية اتحاد وتعاون وسائل القهر لدى الاجهزة الامنية للقيام بعمليات مشتركة تكون نتائجها مضمونة اكثر.

من وسائل القهر التي يمكن ان تستخدمها القيادة الامنية:-
1-اصدار الاوامر بالتصدي بالقوة لاي تصرف مدني او عسكري تراه يضر بمصالح البلاد ومنها مواجهة التظاهرات وفض الاعتصامات بالقوة.
2- القاء القبض على من تعتقد انه يشكل خطرا على الامن من دون سابق انذار.
3- حجز الافراد من غير توجيه تهمة لهم واعتبار ذلك اجراء احترازي.
4- غلق الطرق او الاحياء السكنية او اعلان فرض حظر التجول.
5- اجراء التفتيشات في اي وقت او اي مكان.
6- ايقاف عمل المصالح الحكومية او الخاصة.
7- التنصت على وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي.
8- منع عرض الافلام او البرامج التي ترى انها قد تضر بالامن.
9 - سحب رخص السلاح او اعطاؤه للاخرين.
10- منع نشر الابتكارات او الاختراعات التي قد تستخدم للضرر بالامن.
11- سحب او ايقاف عمل الشركات الامنية الخاصة.
12- القاء القبض على خصوم البلاد في الخارج.
13- اعطاء الاذن او الموافقة للتعرض على مصالح الدول الاخرى.
14- استثمار المعتقلين والموقوفين والمحكومين للقيام باعمال لصالح الامن.
15- غلق المجال الجوي او الحدود.
16- استخدام وسائل ومعدات التنكر والمكياج.
17- القيام بالعمليات الخاصة.
18- تدريب وادارة عناصر مناهضة لجماعات معادية.
19- التعامل او استخدام مع المواد الخطرة.
20- استخدام اساليب التوريط للايقاع بالخصوم او تجنيد المتعاونين.
21- امكانية اعطاء الموافقة المسبقة او الضمنية في حال مطاردة العناصر المشبوهة او المشكوك فيها في داخل المدن واستخدام السلاح ايضا على الرغم من امكانية تعريض ارواح الناس او ممتلكاتهم للخطر.
22- بالنسبة للامن العسكري فانه يحق للقيادة الامنية العسكرية ايقاف طيران الطيارين او الغاء عقد احد الموظفين او الطلب للاحالة على التقاعد  وانهاء خدماته ونقله الى دائرة مدنية او ابعاد العناصر المشكوك فيها من العمل في الامكان الحساسة او القاء القبض وتوقيف العناصر الهاربة وقت العمليات العسكرية.
23- التحريض او الموافقة على شن العدوان المسلح كما حصل في تدمير المفاعل النووي العراقي تموز من قبل الطيران الاسرائيلي.

ان وسائل القهر تختلف باختلاف امكانيات الاجهزة الامنية فهي تختلف من جهاز امني لاخر داخل الدولة الواحدة وكذلك بين اجهزة الامن المختلفة للدول الاخرى.

الخميس، 21 سبتمبر 2017

المحاضرة العاشرة- القيادة الامنية وهرم ماسلو

المحاضرة العاشرة

القيادة الامنية وهرم ماسلو

على فرض ان البعض لم يسمع بهرم (ماسلو) حيث وضع العالم ابراهيم ماسلو(1908-1970) وهو عالم امريكي من اصول دينية يهودية هرما بين فيه فكرته عن نظرية الدافعية الشخصية تحت مسمى ("نظرية تحفيز الانسان) او (نظرية الدوافع الانسانية) والتي نشرها عام/1943م ومن ثم قام بتطويرها في كتابه الذي نشره عام/1954م تحت اسم(الدوافع والشخصية).
 وهرم ماسلو كما مبين ادناه يتكون من خمسة مستويات من الحاجات او الدوافع وحتى لا نطيل عليكم فان ملخص النظرية التي يقف وراؤها ماسلو هي ان الانسان يحاول ان يشبع الحاجيات التي تمثل اولوية له قبل الحاجات الاخرى وكلما اشبع مستوى معين انتقل الى مستوى اخر وبغض النظر عن النقد الذي وجه للنظرية او اننا من المؤيدين لها او الرافضين الا اننا سنقف عن حدود المستوى الثاني من الهرم وهو الذي يمثل حاجات الامان.


وفي قصة ابن السماك  مع هارون الرشيد الخليفة العباسي عندما دخل عليه وكان الخليفة العباسي قد طلب كأس ماء ليشرب بها فلما أخذها قال ابن السماك: "على رسلك يا أمير المؤمنين لو منعت هذه الشربة بكم كنت تشتريها، قال: بنصف ملكي، قال: اشرب هنأك الله تعالى يا أمير المؤمنين فلما شربها، قال: أسألك بالله لو منعت خروجها من بدنك بماذا كنت تشترى خروجها، قال: بجميع ملكي، قال ابن السماك: لا خير في ملك لا يساوي شربة ماء، فبكى هارون الرشيد..." ما يؤيد  اهمية تلك الحاجيات والتي قد يستواى في البعض منها الغني والفقير.

ان حاجات الامان استنادا لهذا الهرم قد تشمل موضوع الامن الوظيفي والسلامة الجسدية وامن الموارد والممتلكات والامن الاسري والصحي والنفسي والمالي والحماية من الاعتداء وغيرها ان تقديم الحاجيات الفيسولوجية على حاجيات الامان ليس بالضرورة شيئا طبيعيا فالانسان قد لا يجد الطعام لمدة معينة او يجد الشرب لمدة معينة ولكنه لا يتخلى في ان يؤمن نفسه متى ما شعر بالخطر او الخوف او بغربة المكان فلا يستطيع الانسان ان يفكر ولو للحظة واحدة بالتخلي عن احتياجات الامان فبتوفر تلك الاحتياجات يمكن ان يقتنع الانسان نفسه في ظل اية حماية مهما كانت صغيرة ومن غير تلك الحاجت فلن يكون له وجود او ان يكون لوجوده معنى، وعلى الرغم من النقد الواسع والكبير الذي تعرضت له نظرية ماسلو الا ان ذلك لا يمنع من ان يكون ذلك انموذجا تضعه القيادة الامنية موضع تستطيع معه ان تبني او توجد لها نموذجا مماثلا له ليس من حيث الشكل بل من حيث الفكرة، الا ان على القيادة الامنية معرفة ان هرم ماسلو فيه عيوب خطيرة ومن اهم تلك العيوب التي يجب عليها الوقوف عليه بشكل جدي، ان هي ارادت ان توجد نموذجا خاصا باعمال خدمة الامن:
1-  عدم احتواء هرم ماسلو على الحاجات المتعلقة بالمعرفة والفهم والاستكشاف وهذا يتعارض مع اصول عمل خدمة الامن ومجال البحث العلمي الامني، فلا يمكن تصور علوم امنية من غير وجود معرفة واسعة او عدم الاخذ بتلابيب الفهم وتركه لان ذلك سيضعف المؤسسة الامنية بسبب عدم قدرتها على التعامل مع تجارب الاخرين.
2- عدم الاشارة الى الحاجات الجمالية والتي تحوي الجمال والضبط والانضباط ونبذ الفوضى وترك العنف وازالة التوتر، ان الكثير من الحاجات الجمالية تدخل بشكل مباشر في اعمال خدمة الامن والتي يكون عنوانها الرئيسي المحافظة على الامن العام الامن.
ملاحظة:  اضاف ماسلو مجموعتين من الاحتياجات بين المستويين الرابع والخامس ولم يصنفهما حسب المستويات، اي بين احتياجات الاحترام والتقدير واحتياجات تحقيق الذات وهما: الحاجة للمعرفة وللفهم، والحاجة الجمالية.
3- الانتقال من مستوى الى اخر بعد اشباع عناصر المستوى، يعني الاكل مقدم على الامن والامن مقدم على العلاقة الاسرية والعلاقة الاسرية مقدمة على احترام الاخرين واحترام الاخرين مقدم على تحقيق الذات وحل المشاكل.
4- عدم وجود نسب متفق عليها بين الجميع تمثل نسب معقولة او حدود دنيا او عليا تتأرجح بينها تلك الحاجيات، ان عدم وجود تلك النسب المعقولة توضح الاهتمامات المختلفة والتي تقف خلف حاجات الانسان المختلفة قد تظهر ما يمكن ان يحصل عند عملية اشباع في بعض الحاجات واهمال في حاجات اخرى.
5- ان المستوى الثاني من مستويات ماسلو يتحدث عن حاجات "الامان" وشرح النظرية يتناول مواضيع تخص الامن والامان والسلامة الجسدية، ولعلنا نعطي العذر لماسلو بسبب كونه غير مختص بالعلوم الامنية.
6- ان ماسلو يفترض ان الانسان بعد ان يشبع حاجاته الفسيولوجية يسعى لاشباع حاجيات الامان مثل ان يبحث عن مكان يؤويه ولا ندري كيف يتم التعامل مع الكثيرين من اللاجئين او النازحين او المشردين والذين بدأت اعدادهم تتزايد بسبب الحروب والكوارث الطبيعية او الصناعية والذين يعيشون تحت خط الفقر وعلى سبيل المثال بلغ عدد الذين يعيشون تحت خط الفقر في الولايات المتحدة لعام/2013م حوالي(45) مليون منهم حوالي(4) ملايين مشرد بينما بلغ عدد اللاجئين والنازحين في العالم لعام/2016م حوالي(65) مليون شخص.

 ان الاخذ بفكرة وجود نموذجا مشابه للهرم او اي نموذج يمكن ان تعتمد عليه القيادة الامنية او تتبناه مدراس امنية معينة امر في غاية الصعوبة ولكنه ليس مستحيلا وان عليها اذا ما فكرت بشكل جدي بان يكون لها نموذجا على شاكلة هرم ماسلو ان يتضمن هذا النموذج او ان تاخذ بنظر الاعتبار جملة من المواضيع اهمها:-
اولا- ان الاساس الذي يجب ان يكون عليه النموذج هو ان يجمع بين الجانب المادي والمعنوي وان لا يغفل دور العامل الديني او القومي.
ثانيا- انه بالامكان ان تأخذ الحاجات نسب معينة على ان يجري اشباعها بشكل متزامن.
ثالثا- بيان اثر المعرفة والوعي  الامني والتدريب والاستعداد النفسي والمعنوي.
رابعا- الاخذ بالنواحي الجمالية وخاصة في مواضيع التجمعات والممارسات الاجتماعية.
خامسا- تداخل المستويات وقت المخاطر والحروب والازمات.
سادسا- ان يكون النموذج قابلا للتطبيق باختلاف المدارس الامنية.
سابعا-  ان يكون النموذج مفتوحا لغرض التعديل من حيث الاضافة او الحذف اي ان يكون نموذجا حركيا يتماشى مع التطور.
ثامنا- الربط بين الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي واشباع تلك الحاجات فالذي يعيش في ملجأ غير الذي يعيش في قصر.
تاسعا- تاثير الموقع والطقس والموارد الطبيعية او الصناعية على اشباع الحاجات فالذي يعيش في بيئة صحراوية ليس كالذي يعيش في المنطقة القطبية المنجمدة او في المدن الكبيرة.


ونحن ندعو المختصين والمهتمين والباحثين لطرح نموذجا خاصا باحتياجات الامن لان نموذج ماسلو طرح فكرة احتياجات الامان وهي(Safety Needs) ونحن نفرق بين مفهومين في اعمال خدمة الامن هما الامن والامان وان يكون هذا النموذج محاولة لغرض الفهم وتوضيح او تقريب الموضوع او خلق صورة لواقع افتراضي لما يجب ان تكون عليه تلك الاحتياجات .

الأربعاء، 13 سبتمبر 2017

المحاضرة السابعة والعشرون- الادارة الامنية والدبلوماسية الرقمية

المحاضرة السابعة والعشرون

الادارة الامنية والدبلوماسية الرقمية

         بعد ان شهدت وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي تطورا هائلا غير مسبوق تم استثمار هذا التطور في احد البوابات التي تهدد اعمال خدمة الامن الا وهو "الدبلوماسية الرقمية" وهو مفهوم حديث يسعى اصحابه الى العمل به لتحقيق اهداف كثيرة ليس اقلها هو موضوع تغير الولاءات واضعاف قيم المواطنة والاخلاق، فمالمقصود بالدبلوماسية الرقمية ؟ انها باختصار: احد اسلحة الخصم او احد اهم الوسائل المتاحة بيد الخصوم او الاعداء او المناوئين لغرض الترويج لافكارهم ومعتقداتهم عن طريق استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والاتصال عبر استخدام حسابات او مواقع رسمية او وهمية تقف خلفها جهات متدربة وبامكانيات الكترونية كبيرة وهي جزء من خطة الحرب او الحرب النفسية.
ان الدبلوماسية الرقمية يمكن ان شكل  احد اوجه ما يعرف بالتطبيع الالكتروني او الرقمي والذي يتم فيه تجاوز العمل الرسمي الى مخاطبة فئات معينة او عامة من المجتمع والتي اصبح شغلها الشاغل تتبع الاخبار او عمل المشاركات والتعليقات في وسائل التواصل الاجتماعي وهذا العمل قد لايخضع بالكامل او يكون تحت سيطرة الادارة الامنية ومؤسساتها العاملة بسبب كبر حجمه وانتشاره وقد يتقاطع مع الحريات الشخصية، ان مداعبة مشاعر الفئات المتضررة او التي تشعر بالظلم او القهر اصبح امرا ميسورا بوجود الدبلوماسية الرقمية، فيكفي ان يجلس شخص على اله حاسبة او عن طريق الموبايل ويكتب على قضية موضوع خلاف بين جهتين.. دقائق وربما ساعات او حتى ايام حتى تحصل معارك كلامية تستمر ايام او شهور وربما يتطور الحال الى حصول خلافات تظهر على السطح على اشكل اعمال متطرفة.

 وهناك اسباب كثيرة تقف وراء نجاح فاعلية الدبلوماسية الرقمية(الامنية) وتاثيرها الكبير على بعض فئات المجتمع  اما اهم تلك الاسباب التي:-
1- التناحر السياسي.
2- الفساد المالي والاداري.
3- التطرف.
4- فقدان الامن والامان.
5- الظلم والقهر الاجتماعي وعدم توزيع الثروات او المناصب او الوضائف.
6- تاثير العامل الديني.
7- قلة وضعف الوعي.
8- البطالة الحقيقية والبطالة المقنعة.
9- الامراض الاجتماعية (الجهل، التخلف، الامية العامة وامية المتعلمين خاصة، التقليد الاعمى عدم الشعور بالمسؤولية، حب الظهور والتباهي، الامبالاة،...).
10- ضعف الولاء او الانتماء للوطن.
11- عدم وجود جهاز او دائرة امنية تختص باعمال الامن الالكتروني.

وتكمن خطورة الدبلوماسية الرقمية عندما يعمد القائمون عليها على اجراء عملية مفاضلة بين واقعين احدهما مليء بالمشاكل والمخاطر واخر ربما يكون عالما مثاليا للكثير وثم تأتي مشاكل البلاد لتؤكد هذا الواقع وتسهل على الكثير سهولة الاقتناع بطروحات الجهات الاخرى والتي تتخذ من الدبلوماسية الرقمية كسلاح لها.
وتبلغ الدبلوماسية الرقمية غايتها عندما يكون هناك ما يؤيدها على الارض خاصة في الدول التي تستخدم هذه الوسيلة بشكل علني مع تقديم مغريات وتسهيلات او تـأكيد حقائق معينة بالاخص عند الحديث عن موضوع الرخاء والامن والامان والحقوق والحريات.

مميزات الدبلوماسية الرقمية(الامنية):
1- تقف خلفها امكانيات مادية قد تفوق امكانيات الدول تستثمر في هذا المجال.
2- بساطة الادوات والوسائل المستخدمة(حاسبات، اجهزة اتصال).
3- التاثير الكبير والواسع.
4- النتائج الخطيرة.
5- صعوبة ملاحقة القائمين عليه.
6- تعدد الجهات والمصادر.
7- متطورة ومتجددة.
8- قد يشكل تغيير مفاجئ في حياة المجتمع حيث يشاع ان التدخل الروسي(الالكتروني) كان له الدور الرئيسي في ترجيح كفة فوز الرئيس الامريكي (ترامب) ضد منافسته هلاري كلنتون في انتخابات الرئاسة الامريكية لعام/2016م.

ان ما يميز الدبلوماسية الرقمية(الامنية) انه يجب ان تتم متابعتها والتقيليل من تاثيرها من قبل الجهاز الامني في جانبيه الوقائي والتعرضي او بوجود جهاز متخصص بالامن الالكتروني على انها حقيقة واقعة وليس عالما افتراضيا.
ويحمل مفهوم الدبلوماسية الرقمية فكرة الدبلوماسية العادية كونها احد وسائل العمل السياسي وهذا يجب ان يكون ايضا تحت نظر الجهات المكلفة باعمال خدمة الامن، ولكن تاثير استخدامها ضمن اعمال خدمة الامن اخطر من استخدامها كاحد وسائل العمل السياسي حيث تتضمن أنشطة متعددة مثل تمثيل او الدفاع او رعاية مصالح البلد وتعتبر الدبلوماسية الرقمية في الوقت الحاضر احد اوجه  العمل السياسي ولكن باسلوب مختلف تماما عن وسائل الدبلوماسية العادية ولكن بمفهوم متطور يعتمد على امكانيات تكنلوجيا المعلومات والاتصالات.

المطلوب من الادارة الامنية في مجال الدبلوماسية الرقمية(الامنية):
اولا- ان يكون للادارة الامنية جهاز امني مختص بالامن الالكتروني او الرقمي.
ثانيا- ان يجري التنسيق بينها وبين وزارة الاتصالات والاعلام على ان تفتح لها ممثلية تشبه السفارة  تمارس عملها بشكل رسمي وعلى سبيل المثال تفتح تلك الممثلية في الولايات المتحدة بالقرب من موقع الشركات العملاقة  العاملة في هذا المجال مثل غوغل وفيس بوك وتوتيتر وابل وغيرها بقصد الدفاع عن مصالح تلك الدولة وحماية اسرارها  ومن خلال الاتفاق مع تلك الشركات على ذلك ويفضل ان يتم ذلك بعلم الحكومة الامريكية وتحت رعايتها او اشرافها المباشر او غير المباشر.
ثالثا- ان لا تعتبر الادارة الامنية ان الدبلوماسية الرقمية مجرد واجهة من واجهات القوة الناعمة وان كانت هي كذلك بل عليها ان تعطيها حجمها بسبب تاثيرها الحقيقي والواقعي وان كان مصدرها عالما افتراضيا كونها تخاطب المجتمعات بشكل مباشر من غير اخذ راي الحكومات وتسوق لما تريد من غير رضاها ايضا تحت مفهوم حرية التعبير عن الراي.
رابعا- ان تاثيرات الدبلوماسية الرقمية على ارض الواقع ستكون مادية او غير مادية.
خامسا- ان الدبلوماسية الرقمية ضمن اعمال خدمة الامن تعني التهديد - تعني فتح جميع البوابات لدخول كل من هب ودب.
سادسا-  انها تعني الحرب بجميع اشكالها وخاصة الحرب العادية والنفسية والتجارية والتقنية تعني الحرب على جبهات متعددة في ان واحد.
سابعا- ان تأخذ بنظر الاعتبار امكانية استفادة جهات امنية منه مثل الامن العسكري والاعلام والعلاقات العامة العسكرية منه.
ثامنا- ان يجري في الؤسسات الامنية التدريبية التدريب على كيفية استخدام تلك الوسلية في مجال اعمال خدمة الامن في مجال العمل الوقائي والتعرضي.

تاسعا- ان يكون للادارة الامنية حضورا رسميا واضحا على الشبكة العنكبوتية او وسائل الاتصال من اجل العمل او الرد او التوجيه او التوضيح.

الأحد، 13 أغسطس 2017

المحاضرة السادسة والعشرون- الادارة الامنية والحس والوعي الامني


المحاضرة السادسة والعشرون

الادارة الامنية والحس والوعي الامني

       لا زالت الادارة الامنية في مختلف دول العالم تعمل جاهدة على زيادة مساحة اتصالها بافراد المجتمع وجهاته او شخوصه الفردية او المعنوية،  ومن اهم النواحي المرجوة من تلك المساحة الاخذة بالاتساع هي ان تساهم تلك الادارة في تحصين الافراد تجاه ما يمكن ان يحيطهم من اخطار.
وقد يصعب على الادارة الامنية متابعة كل ما يتعلق بالجوانب المادية لاعمال خدمة الامن للافراد بشكل شخصي او مباشر ولكن مسؤوليتها الاساسية اضافة الى ما تتخذه من اجراءات مادية التعامل مع اجراءات الامن غير المادي ومن بين المواضيع التي يجب على الادارة الامنية التركيز عليها هو موضوعي الحس والوعي الامني، فهل هناك فرق بين هذين المفهومين؟
فما المقصود بالحس الامني؟ علينا اولا ان نفرق بين كلمتي (حِس، حَس) وهما من نفس مادة (حس) والحِس يعني الازالة "حس الغبار تعني ازال الغبار" وتعني الاستأصال اي القتل والابادة والفناء قال تعالى((وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ ۚ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۚ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ ۖ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ))  الاية (152) من سورة آل عمران وايضا يعني الوجود قال تعالى ((وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا)) الاية (98) من سورة مريم، والحَس يعني تتبع اخبار الاخرين  قال تعالى في الاية (87) من سورة يوسف ((يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)) ومعنى تحسسوا ان تتبعوا اخبارهم، ومفهوم التحسس هو غير مفهوم التجسس، اذ ان التحسس يعني تتبع اخبار الاخرين سلبا او ايجابا وقد يكون في السر او العلن اما التجسس في تتبع اخبار الغير بغية ايجاد الثغرات والعيوب ويكون سريا حصرا، واحَس تعني وجد  قال تعالى ((فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)) الاية (52) من سورة آل عمران.
ولقد جاء في الحديث الشريف من قول الرسول الكريم محمد  ﷺ: إياكم والظن، فإنّ الظنَّ أكذبُ الحديث، ولا تحسّسوا ولا تجسّسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا وكونوا عبادَ اللهِ إخواناً كما أمركم الله تبارك وتعالى .
اما الحِس في اللغة كمصطلح يعني الادراك باحد الحواس والشعور والعلم واليقين، اما الحس الامني فيعني " الشعور الذي الذي ينتاب الافراد في معرفة كل ما يمكن ان يؤدي الى زعزعة الامن والاستقرار وقد يكون ذلك الشعور فطريا او مكتسبا تكون ظواهره مادية او معنوية".

وفيما يخص مسؤولية الادارة الامنية فيما يتعلق بموضوع الحس الامني فان دورها يتمثل بشقين ويجب ان يكونا بشكل متزامن وهما:-
اولا- زيادة الحس الامني لدى منتسبيي الاجهزة الامنية من خلال اكتساب الخبرات وتعلم المهارات وتطوير القابيلات والوصول بذلك الى مرحلة الاحتراف.
ثانيا- زيادة الحس الامني لجميع افراد المجتمع وفق خطة موضوعة لهذا الغرض وان تكون جزء مهم من ثقافة مجتمع، ومثال ذلك قصة الفلاح الروسي الذي وجد شجرة غريبة في غابة ولكونه يعرف جميع الاشجار في الغابة قام بابلاغ الجهات المختصة وفعلا  تبين ان تلك الشجرة ما هي الا جهازا للتجسس.

عناصر الحس الامني
1- امكانية توقع حصول الحدث او الخطر ومعرفة المسارات المحتملة عن طريق التحليل.
2- وجود المؤشرات ذات الطابع المادي او المعنوي.
3- تنفيذ خطة استباقية مدروسة او تصرف ارتجالي حكيم.
4- عدم الانخداع او التوهم.
5- تدريب وصقل مهارات مستمر.
6- اكتساب خبرات.
7- تعلم لغات وحركات ايمائية.
8- قراءاة رموز وافكار عن طريق الصور والمجسمات.
9- تنبواءات مناخية وجوية.
10- معلومات عامة موسعة.

اما الوعي الامني؟ فان كلمة وعي اصلها الفعل وعى وتحمل كلمة وعي معاني عديدة منها الفهم والتقدير والحفظ وسلامة الادارك، والوعي الامني الشعور بالمسؤولية والخطر الذي يمكن ان يلحق بالناس والبيئة وتعني معرفة المخاطر التي يمكن ان تحيط بالانسان واظهارها على حقيقتها ان الوعي يعني الادارك والادراك لا يحصل الا بالتجربة وكلما كانت التجربة اعمق كان الوعي اكبر ولهذا تتحمل الاداراة الامنية مسؤولية حصول الناس بشكل عام وموظفيها بشكل خاص على تجارب قد يخوضونها بانفسهم او تجارب غيرهم او تمكنهم من الاطلاع عليها جاهزة بعد تحويلها بما يتناسب وواقع الحال على ان لا يكون توهميا او زائفا وان يكون بملء ارادة الانسان واختياره و بيان مدى استعداده لتحمل المسؤولية.
والوعي يشمل جميع مناحي الحياة فقد يكون وعي اجتماعي او سياسي او بيئي او عرقي او ذاتي او صحي او مروري وغير ذلك، ويكون الوعي الامني حاضرا في جميع الانواع بما يتناسب في استخدام حواس الانسان وشعوره وادراكه في معرفة المخاطر التي يمكن ان تحيط به عن طريق استمراية التواصل والتفاعل مع المحيط الخارجي.
ان الوعي في الاساس مبني على العلم والفهم فكلما ازاد العلم والفهم ارتفع مستوى الوعي وقد صح عن  الرسول الكريم محمد الله صلى الله عليه وسلم قوله : نَضَّر الله امرأً سمع مَقالَتي فوَعاها فرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوعى من سامِع.
وتلعب وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي الدور المباشروالمهم في رفع مستوى الوعي الامني لدى الناس قاطبة من خلال ما يتم عرضه من مشاكل او خروقات يصاحبها تحليل لواقع ما حصل مع استنتاجات او وضع حلول لمشاكل حقيقية تصح ان تكون تجارب جاهزة يستفاد منها الاخرين وان الاعلام المسؤول يلعب ذلك الدور الحيوي والمهم في رفع مستوى الوعي على ان لا تكون من ضمن القنوات المأجورة التي تبث السموم ونتشر الدعايات بقصد اشاعة اجواء الخوف والهلع في صفوف افراد المجتمع.

ومن اصعب ما تسعى الادارة الامنية القيام به هو سعيها على المحافظة على مستوى من الوعي بين فئات المجتمع الواحد المتكون من طوائف واديان وقوميات من خلال نشر الحقائق وعدم التفرقة وعدم التجاوز على حقوق الانسان وان تحفظ للناس كرامتهم وحرمة خصوصياتهم واموالهم وابناؤهم واذا لم تنجح تلك الادارة في هذا الدور فان الامور قد تخرج عن حد السيطرة وقد يحصل الاحتراب او الاقتتال الداخلي عندها يتخندق الوعي الجمعي للناس  ويتمترس خلف القومية او الطائفية وحتى المحسوبية والمنسوبية وتصبح الادارة الامنية مسلوبة الارادة وعاجزة حتى على المحافظة على مواردها كونها ستكون المستهدف الاول بالاضافة الى كافة نواحي الحياة وتصبح جهودها في مجال اعمال خدمة الامن جهود ترقيعية عديمة الفائدة.

الثلاثاء، 1 أغسطس 2017

المحاضرة الرابعة والاربعون- الامن الصحي

المحاضرة الرابعة والاربعون

الامن الصحي

       يقصد بالامن الصحي اتخاذ كافة الاجراءات التي من شأنها المحافظة على الصحة العامة والذي هو احد مهام الادارة العامة، ولما كانت الادارة الامنية جزء حيويا ومهما من الادارة العامة فان الامر يتطلب ان يكون لتلك الادارة حضورا واضحا ومميزا في المجال الطبي والصحي ويربط البعض موضوع الامن الاصحي بالامن الانساني، والحقيقة ان العناوين الامنية مترابطة مع بعضها البعض، ولعل السؤال المهم هو هل ان وزارة الصحة هي المسؤولة عن الامن الصحي؟ والجواب ببساطة كلا، ان وزارة الصحة او وزارة الصحة والبيئة هي احد الجهات المهمة في موضوع الامن الصحي بحكم مسؤوليتها الادارية والفنية والمالية مع وجود الجهات الامنية مثل(الشرطة، دائرة المفتش العام، الامن الاداري).
ان الامن الصحي حلقات مترابطة تتولى الادارة الامنية متابعة حلقاتها المختلفة فبالنسبة للادارة الامنية لا يتوقف موضوع الامن الصحي عن حدود مسؤوليات وزارة الصحة بل يتعدى ذلك الى كل ما له علاقة بالصحة العامة للبلد محليا واقليما ودوليا ومن اجل فهم الامن الصحي علينا التطرق الى المشارب المختلفة والتي تصب في هذا المجال وهي بشكل موجز:-
اولا- موارد وزارة الصحة التي لها علاقة بالجانب الصحي.
ثانيا- دوائر الفحص المتعلقة بفحص الادوية والمواد الطبية والصحية والمختبرية  واللقاحات والاطعمة والمواد الغذائية والزراعية والثروة الحيوانية والنباتية واماكن الانشطة العامة مثل المسابح  وعيادات او اماكن التجميل وعمل المساج وحمامات الاسواق وصالونات الحلاقة الرجالية والنسائية وماشابهها.
ثالثا- الكليات المعاهد الطبية والصحية التابعة لوزارة التعليم العالي او وزارة الصحة.
رابعا- البلديات بحكم الخدمات التي تقدمها مثل الماء والمجاري ورفع الاوساخ.
خامسا- وزارة الموارد المائية من حيث التحكم بعمل السدود ونوعية المياه المخزونة او المطلقة.
سادسا- وزارة التجارة او جهات الاستيراد العامة والخاصة.
سابعا- الطبابة العسكرية او الشرطوية.
ثامنا- وزارة البيئة فيما يتعلق بالملوثات المختلفة.
ولعل وزارة الصحة في كل من العراق وايران بسبب مواسم الزيارة الكريمة والسعودية بسبب موسم الحج والعمرة تتطلب جهدا اضافيا بسبب كثرة الاعداد ومصادفة الزيارة في ظروف جوية صعبة(حر،برد، امطار) بالاضافة الى تنوع الافراد والذين قد ياتي البعض منهم من اماكن تشتهر بامراض او اوبئة معينة مثل انتشار الجدري المائي في المملكة المتحدة والملاريا والزهري في غالبية الدول الافريقية والايدز والتهاب الكبد الفيروسي وغيرها من الامراض.
ان الكثير من الامراض او الاوبئة قد الحقت بالبشرية خسائر كبيرة واستمر تأثير تلك الامراض فترات طويلة فالطاعون مثلا والذي يسمى الموت الاسود والذي حسب التقديرات غير المحسومة بان ما يقرب من(250) مليون شخص قد ماتوا نتيجة الاصابة به، على ان الطاعون ليس المريض الوحيد الذي الحق خسائر كبيرة بالبشر فهناك امراض كثيرة اخرى والذي يهمنا في الوقت الحاضر هو وجود امراض واوبئة لا تقل خطورة عن الطاعون مثل ايبولا والايدز والسرطان وانفلونزا الطيور وكورنا وزيكا وغير ذلك، لقد كان تأثير الاوئبة والامراض شديدا وقاسيا على الكثير من الامم والشعوب ولعل في قصة خالد بن الوليد ما يقرب تلك الصورة وباختصار بعد وفاة خالد بن الوليد ترك ما يقرب من الاربعين من الاولاد ماتوا جميعهم في طاعون عمواس وقيد قيل بانه لم يبقى من نسلهم ما يرث ارثهم فحول ارثهم الى بيت مال المسلمين..

مظاهر الامن الصحي السلبي:-
اولا- عدم معالجة الامراض والاوبئة ولعدة اسباب التي تصيب الكائنات الحية ومن امثلتها:
   1- امراض تصيب النبات مثل: فيروس فيسفساء التبغ، فيروس براعم بلايت، اللفحة المتأخرة التي تصيب البطاطا  كما حصل في اوربا  خللل الفترة من (1835-1845م )  وأدى  الى حصول مجاعة كبيرة كما هو الحال مع أيرلندا، مع الذكر ان علم امراض النبات يشخص حوالي(80) الف مرض تصيب النباتات بخسائر سنوية قد تصل الى نصف نسبة الحاصل.
   2- امراض تصيب الحيوان مثل: مرض الطاعون البقري، داء الكلب، الجمرة الخبيثة، الحمى القلاعية، ان كثيرا من الامراض التي تصب الحيوانات قد تهدد فصائل معينة منها فعلى سبيل المثال ففي فترة انتشار مرض انفلونزا الطيور وخلال(6) اشهر من انتشار المرض بلغت عدد الاصابات في الولايات المتحدة فقط حوالي(26) مليون طائر.
   3- امراض تصيب الانسان فهي عديدة وقد يكون مصدرها النبات او الحيوان او الفيروسات وغيرها من الكائنات او اسباب  متنوعة مثل تلوث المياه والهواء والحرارة والعادات الغذائية السيئة وبعض الاكلات والاطعمة المحفوظة او الجاهزة وغير ذلك.
ثانيا- استغلال المال العام لغرض تمشية امور المصالح الخاصة من عيادات ومستشفيات ومختبرات من خلال عدة نشاطات سلبية منها:-
   1- سرقة محتويات المراكز الصحية والطبية الرسمية او الادوية.
   2- سوء استخدام الموارد الصحية مما يؤدي الى تعطليها او عدم كفائتها.
   3- عدم الاهتمام بالمريض وايصاله الى مرحلة التيئيس من الخدمات الطبية الرسمية بقصد التوجه الى القطاع الخاص.
ثالث- استيراد اجهزة او معدات ومواد ردئية او من  مناشيء غير عالمية باسعار عالية بقصد السرقة والفساد المالي.
رابعا- استيراد ادوية فاسدة.
خامسا- وجود الكوادر الطبية والصحية غير الكفؤة.
سادسا- وجود الاغذية الفاسدة.
سابعا- عدم وجود نظام صحي ذو بعد اجتماعي لمساعدة الطبقات الفقيرة.
ثامنا- انتشار العشوائيات والمناطق غير النظامية والتي لا تتوفر فيها شروط السكن الصحي.
تاسعا- بعد المراكز الطبية الكبيرة او التي تتوفر فيها الخدمات عن المراكز السكنية.
عاشرا- قصور الخدمات العامة مثل الماء والمجاري والكهرباء.
حادي عشر عدم المراقبة الفاعلة لوجود الحيوانات واتصالها مع البشر.
ثاني عشر- تاثير الحروب والاسلحة المستخدمةعلى الصحة العامة.
ثالث عشر- ضعف اجراءات النظافة داخل المراكز الطبية والصحية.
رابعا عشر- عدم وجود معامل الانتاج الادوية او المستلزمات الطبية.
خامس عشر- تلوث المياه بسبب:-
   1- مخلفات عمليات البزل.
   2- مخلفات المصانع والمعامل المقامة على او بالقرب من ضفاف النهار.
   3- مخلفات الصرف الصحي غير المعالجة بالشكل الصحي.
   4- السدود والخزانات المائية.
   5- التلوث بالمبيدات الزراعية او الاسمدة.
   سادس عشر- قصور البحث العلمي في هذا الميدان.
سادس عشر- النسبة العالية لتلوث الهواء والمعروفة الاسباب.


الاجراءات المطلوبة لتوفير امن جيد لمستشفى معين
تشكل المستشفى بحكم ما تتضمنه من مواد وابنية وافراد عاملا جامعا لكل محاور العمل الامني ويضاف اليه خصوصية موضوع الافراد كون المستشفى على اقل تقدير يتعامل مع خمسة انوع من البشر وهم( الافراد العاملين، والمرضى، الزائرون، المفتشون، الموتى) وبتطبيق جميع الاجراءات المتعلقة بامن الافراد والمعلومات والمواد والمنتشأت فانه يتوجب علينا تعين الاماكن المهمة في تلك المستشفيات وهي على وجه العموم:-
1- موقع المستشفى حيث غالبا ما تقع المستشفيات في قلب المناطق الادارية المزدحمة بالحركة ووجود الابنية او الدور المحيطة.
2- مداخل وابواب المستشفى، فان للمسشفيات العديد من الابواب منها ما يستخدم لدخول الافراد او العجلات او الخدمات.
3- تعدد ابنية المسستفى ومرافقها الخدمية من عيادة استشارية او ردهات واقسام وشعب.
4- وجود الطوارئ.
5- وجود مواد خطرة مثل قناني الاوكسجين.
6- وجود المختبرات.
7- وجود المذخر او الصيدلية.
8- وجود غرف العمليات.
9- وجود مراكز الدم او الامراض المزمنة.
10- وجود الادوية الخاصة بالامراض المزمنة او السرطانية.
11- وجود الاجهزة والمعدات الخاصة بالفحص والتحليل والتصوير.

ان كل جزئية من الجزئيات التي تم ذكرها تتطلب اجراءات ادارية ولكنها ذات صفة امنية  فلو اخذنا على سبيل المثال اليات التعامل مع الادوية فان في المستشفى ادوية  مهمة مثل ادوية معالجة الامراض السرطانية فلو كان هناك ضعف في عملية السيطرة على تلك الادوية فانه بالامكان تسريب تلك الادوية وبموجب اوامر صرف وهمية الى مرضى حقيقيين او وهميين ومن ثم الاستفادة من اثمانها والتي تعتبر مرتفعة جدا.
ومما يزيد من اهمية الامن الصحي هو احتواء بعض مختبرات المستشفيات على نماذج من الفيروسات الفتاكة والتي تسبب الكثير من الامراض والاوبئة مثل الفيروس المسبب لمرض ايبولا سواء اكان ذلك المختبر من ضمن منشات المستشفى او معزولا عنها ومن امثلة ذلك مختبر برلين والذي يحتوي على الفيوس المسبب لمرض ايبولا.
ولا يخلو الامن الصحي من منغصات حقيقية وخاصة موضوع تعرض الكوادار الصحية والطبية وخاصة الاطباء الى اعتداءات قد تفضي الى الموت ولعل احد اسبابها الاعتقاد الخاطئ والسائد لدى الكثير من الناس من كون شريحة الاطباء هم من طبقات المجتمع المترفة او الغنية او اعتقاد بعض الجهلة بان حالات الموت التي تصيب بعض المرضى سببها اهمال الطبيب وغيرها  من اسباب ربما تدفع الى ان يتولى الاطباء او الكوادر الصحية حماية انفسهم وعوائلهم عن طريق استعمال الحرس الشخصي، ان فقدان الامن والامان بالنسبة للكادر الطبي والصحي يدفع الكثير منهم للسفر خارج البلاد.
ويجدر الاشارة الى المجتمع الطبي او الصحي في اي دولة لا خلو من وجود الاشخاص غير النزيهين او المتاجرين باموال واعراض الناس وصحتهم وفيهم الجشعين وفيهم غير الكفوء والمريض المهوس بالشهرة والمجد وفيهم من انعدمت الرحمة من قلوبهم حتى تحولوا الى تجار همهم الكسب حتى لو كان على حساب الاخرين، الا ان ذلك ليس مدعات الى النقيصة ممن امتهن هذه المهنة وهو يضع نصب عينيه ان خدمة الاخرين رسالة سلام ومحبة وخدمة وليس كحال الطبيب الذي فجر نفسه في العراق مدينة عام 2014 !!!

ان على الادارة الامنية اذا ما ارادت توفير امن جيد للمنشأت الطبية او الصحية او المستشفيات بشكل خاص عليها التفكير الجدي في  ان تخصص دائرة امن على مستوى حضيرة او حتى فصيل يتولى عملية الامن في تلك المستشفى وان يكون ضابط الامن من عناصرها المعينين يساعده احد الاطباء من المستشفى ترتبط فنيا بالمستشفى واداريا وماليا بالادارة الامنية.