امن الافراد The security of individuals -امن المعلوماتInformation Security-امن المواد والمنشأت materials and constructions Security

قفشات

3d

تنويه: تقوم ادارة المدرسة باجراء تعديلات وتصويبات على المحاضرات المنشورة بشكل مستمر وحسب الحاجة يرجى الانتباه.

السبت، 4 فبراير 2017

المحاضرة الثالثة عشر-ادوات البحث العلمي- المقابلة -

المحاضرة  الثالثة عشر

ادوات البحث العلمي
- المقابلة -


        والمقابلة (المواجهة) من ادوات البحث العلمي وفيها يتم اللقاء بين الباحث بشكل مباشر مع الاشخاص الذين يرغب في الاستفادة منهم في بحثه لضمان الوصول الى الحقائق التي يرجوها، وتظهر براعة الباحث في مرحلة التهيؤ لها وتوفير مستلزماتها وتظهر ايضا مدى براعة الباحث في اجراء تلك المقابلة بالاستناد الى ما يتمتع به من معلومات واسلوب للحوار والاقناع وقدرة على ادارة المقابلة وملاحظة تصرفات وحركات وانفعالات الشخص الذي تجري مقابلته والوصول الهدف المرجو منها، ان الاساس الذي تبنى عليه  المقابلة هو وجود الاسئلة سواء كانت مكتوبه او ذهنية يستحضرها السائل وقت المقابلة بقصد الحصول على اجابات اي معلومات على ان لا تكون من جنس(نعم، كلا، ممكن، مثل هذا، اعتقد،...) وتستخدم المقابلة ايضا لغرض طرح شكوى او تظلم او طلب شيء معين وقد تستخدم لغرض الاستماع او لغرض المواجهة وكشف الحقائق او الاختبار او تحديد الكفاءات والمهارات والخبرات او لمعرفة كنه(حقيقة) الاشياء والتمييز بينها، ومن اجل انجاح المقابلة فان الباحث عليه ان يتمسك بجملة من الامور والتي تساعده الى انجاز المقابلة ومن اهمها:-

1- تحديد الهدف من المقابلة:- ان تحديد الهدف من المقابلة يسهل على الباحث تركيز على ما مطلوب من عملية المقابلة واختصار الوقت والجهد في سرعة الوصول الى نتائج وكلما كان الهدف من المقابلة واضحا كانت النتائج جيدة وصحيحة، وقد يكون للمقابلة هدف رئيسي او مركزي واهداف ثانوية او فرعية وقد تكون هناك مفاضلة بينها مثل ان معرفة الباحث لمكان او نقطة تبادل المخدرات بالأموال ليس مثل معرفة الاشخاص الذين يقومون بالعملية وليس مثل معرفة اماكن انتاج وتسويق تلك المخدرات او اسلوب الترويج لها او معرفة سعرها عند التصنيع او عند التداول او الوسائل المستخدمة لصناعتها وخزنها او أسلوب تعبئتها او تكاليف وطرق نقلها او حتى معرفة نسبة الذين يتعاطونها، وقد يكون للبحث الامني هدف معلن وهدف سري غير معلن، المعلن مثل لماذا يتم توزيعه على طلبة المدارس وغير المعلن كيف مرت المخدرات من امام أجهزة الكشف او الكلاب البوليسية.
2- تحديد مكان وزمان المقابلة:- ويلعب المكان الذي يتم اختياره لأجراء المقابلة مع الزمان الذي تجري فيه وتحديد مدتها من اهم العوامل التي تساهم في انجاحها والوصول الى النتائج المرجوة منها، وقد تكون هناك تحديدات مفروضة فيما يتعلق بالزمان والمكان وحسب طبيعة الاهداف وخاصة مع المتهمين او المحكومين او بسبب ظروف بعض الاشخاص مثل المتضررين من الاعمال الاجرامية او الارهابية او الذين كانوا يتعاطون المخدرات او لا يزالون او الممنوعات او النساء اللاتي يتعرضن للاختطاف او الممارسات القسرية او اللاتي يمارسن الدعارة وغير ذلك.
3- تحديد طريقة طرح الاسئلة:- ان طريقة طرح الاسئلة تعطي نتائج جيدة حيث يحصل ان يطرح الباحث اسئلة ربما لا تكون متناسبة مع الهدف من اجراء المقابلة والغاية منها وان يبتعد الباحث عن الاسئلة التي قد تضر بالبحث او ربما تستفز المجيب وتجعله يعطي معلومات غير دقيقة، او ان يلقى صدود وعدم تجاوب مع الشخص الذي تجري مقابلته وان يحاول الذي يجري استجوابه ان يحدد خيارات القائم بالاستجواب، وان يبتعد القائم بالاستجواب عن الاسئلة الشبحية التي تكون اجاباتها بكلمة واحدة او الاسئلة الطويلة والتي قد تحتوي على اكثر من مطلوب.
4- الاستعداد من حيث المظهر والتصرفات:- ان على الباحث ان يكون في موقف المسيطر من حيث الاستعداد في المظهر الخارجي والملبس المتناسق والشخصية المنضبطة والتي تحسن التصرف فلا ينفع اجراء مقابلة مع اشخاص متضررين من العمليات الارهابية والشخص القائم بالمقابلة يطرح عبارات المزح والمرح وتهوين الامور والاستخفاف بمشاعر الاخرين او احزانهم والاصل ان يتم تطبيق المثل لكل مقام مقال، ان القائم بالقابلة كالمستجوب يجب ان يعطي انطباعا يدل على الجدية والكفاءة والمهنية.
4- تحديد عدد الافراد الواجب مقابلتهم:- لا يستطيع الباحث مع انشغاله في اعداد واكمال بحثه ان يلتقي بجميع الافراد الذين يمكن استثمارهم في بحثة ويتطلب الواقع العملي ان يجري التعرف على مجتمع الاصل والعينة من الافراد الذين لديهم القدرة على القيام بالمقابلة.
5- تسجيل المقابلة:- وتعتبر عملية تسجيل المقابلة عملية مهمة وفاعلة يستطيع الباحث من خلالها تحليل جميع ما جرى فيها من كلام وحركات وانفعالات والرجوع اليها عند الحاجة.
6- التحقق من صحة المعلومات الواردة في المقابلة:- بعد الانتهاء من تسجيل وتحليل المعلومات الواردة في المقابلة فقد يعمد الباحث الى تدقيق بعض المعلومات الواردة فيها من مصادر اخرى خاصة اذا شعر ان المجيب قد قام بتضليله او بالغ في تصوير موقف معين او انه اجتهد في تحليل موقف من عنده دون وجود معرفة لديه سواء كان ذلك متعمدا او لحب الظهور او ان تكون بشكل عفوي او غير مقصود.

محددات المقابلة:
1- عدم جواز اللقاء بالقاصرات او الصغار من دون اخذ اذن ولي الامر او الجهات المختصة.
2- عدم جوز تسريب المقابلة الى وسائل الاعلام من غير موافقة صاحب الشأن الا ان يكون في ذلك مصلحة اعلى.
3- لا يتم اعطاء اي وعد للشخص التي تجري مقابلته.
4- لا تتم المقابلة في اماكن خاصة.
5- لا مقابلة خارج خطة البحث او ليس لها علاقة بالبحث.
6- تجنب التعاطف الزائد مع الاشخاص الذين تجري مقابلتهم.

ما يجوز للأجهزة الامنية فيما يخص مقابلات البحث العلمي الأمني:
1- استثمار المقابلة للإيقاع بالخصوم.
2-  استخدامها كأوراق ضغط.
3- احد طرق التجنيد.
4- استخدامها كنماذج لغرض التدريب او التوعية.

ان المقابلة كأحد ادوات البحث العلمي تتعلق اولا واخيرا بالأفراد سواء من يقوم بالمقابلة والذي هو الباحث او الشخص او مجموعة الاشخاص الذين تجري مقابلتهم وبما انها جهد بشري فقد تحقق النتائج او تكون عديمة الفائدة وقد يتم تكرراها اكثر من مرة وهنا يجب ان نتطرق الى ايجابيات وسلبيات المقابلة لضمان الوصول الى نتائج صحيحة:-

  ايجابيات المقابلة:
1- انها من الوسائل المساعدة في انجاز البحث.
2- تجعل الباحث قريب من مجتمع العينة.
3- ايجاد اجابات وافية ومركزة يستفيد منها الباحث في معالجة مشكلة بحثه وفروضها.
4- تعطي للباحث امكانية تسهيل المهمة بالنسبة للأشخاص الذين قد لا يستطيعون القراءة والكتابة لأسباب ذاتية او موضوعية.
5- تعطي للباحث امكانية في الرجوع الى الذين جرى مقابلتهم للا ستيضاح منهم عن بعض المسائل التي تحتاج الى توضيح.
6- امكانية الباحث بعد تسجيل المقابلة من التحقق من جميع المعلومات او بعضها الواردة فيها من مصادر اخرى.
7- تساهم في التدريب من خلال تعلم واكتساب الخبرات والمهارات.
8- تستخدم لا غرض امنية بحتة مثل كونها ادلة يمكن ان تستثمر وتقدم للمحاكم او في الايقاع بالمتهمين  وخاصة اذا الموضوع يتعلق بمجموعة من الأشخاص فعند عرض مقابلة مع شخص او التلميح الى ما جرى فيها قد يدفع بالأخرين الى الاعتراف او الادلاء بمعلومات عنا القضية موضوعة البحث وغير ذلك.
سلبيات المقابلة:
1- قد تحرج الاشخاص الذين تجرى معهم المقابلة من الادلاء بكل ما لديهم من معلومات لاعتبارات سياسية او اجتماعية او اقتصادية او علمية.
2- بحاجة الى جهد ووقت وقد تكون مكلفة ماديا.
3- وقوع الباحث في اشكالية تحليل النتائج بشكل صحيح او واقعي يؤدي الى نتائج غير صحيحه في بحثه.
4- عدم اختيار العينة بشكل سليم يؤدي الى ان لا تعطي المقابلة النتائج المرجوة منها وقد تعطي نتائج سلبية او قد تكون مضللة.
5- محاولة بعض الذين تجري مقابلتهم اعطاء معلومات غير صحيحة او مضللة بدافع الانتقام الشخصي او عدم الجدية واللامبالاة.
6- وقوع الباحث في التحيز الشخصي من خلال اختيار العينة وتحديد الاسئلة وتثبيت ملاحظات بما يتناسب ورغبة الباحث وليس كما موجود على ارض الواقع من معطيات.
7-عدم كفاءة القائم بالبحث على استثمار معلومات المقابلة وتوجيهها بالشكل الصحيح الى الجهات المعنية لغرض الاستفادة منها.
8- في البحوث المشتركة تكون نتائج الاختلاف في تحليل البيانات او الاستنتاجات التي تم الحصول عليها من المقابلة بين اعضاء فريق البحث من عوامل فشل البحث.
9- حضور فريق البحث بكامل اعضائه الى المقابلة واظهار عدم الاتفاق او الاختلاف امام الاشخاص الذين تجري معهم المقابلة يؤدي الى الحصول على معلومات غير صحيحة وبالتالي بحث عديم الفائدة.

المحاضرة الثانية عشر-ادوات البحث العلمي- الملاحظة -

المحاضرة الثانية  عشر

ادوات البحث العلمي
- الملاحظة -


      يحتاج الباحث العلمي الى بعض الادوات التي تساعده على انجاز بحثه بالشكل العلمي المطلوب استنادا الى ما قد قدمه من فروض ومشكلة خاصة ببحثه، وليس بالضرورة ان يستخدم الباحث جميع تلك الادوات انما يختار منها ما يتناسب مع بحثه ومن اهم تلك الادوات هي الملاحظة والمقابلة والعينة والاختبارات والتقاويم الاحصائية والمقاسات.

وقد تناولنا موضوع الملاحظة في المحاضرات السابقة بقولنا" اما الملاحظة والتي سيجري بحثها في محاضرة ادوات البحث العلمي حيث تمثل الملاحظة المراقبة والمشاهدة لظاهرة او حالة معينة او تناول احد الاهداف(الهدف: شخص او شيء) بشكل معمق وشمولي وقد يتطلب الحال من الباحث التواجد بالقرب من منطقة بحث الحدث او الخرق الامني وقد لا يكون ذلك متاحا للجميع ولكن من غير وجود تلك الملاحظة القريبة فقد يشكل مثلبة في مصداقية البحث والنتائج المرجوة منه، او ان تلك الملاحظة جاءت تخيلية ولم تحصل في منطقة الحدث او الخرق الامني".

 واليوم سنحاول اكمال بعض الجوانب المتعلقة بها لأنها من المسائل الاساسية في البحث العلمي  حيث تعني المراقبة التي يبديها الباحث لكل ما يتعلق ببحثه حيث تساعده في الوصول الى الحقيقة التي ينشدها في بحثه، فمن خلالها يستطيع بناء تصور واقعي عن طريق استخدام الحواس (السمع، البصر، التذوق، اللمس، الشم) سواء اكان ذلك بشكل مباشر او عن طرق استخدام الآلات والمعدات مثل اجهزة الاستشعار او اللاقطات او المسجلات والكاميرات وغيرها من الوسائل من اجل المساعدة في وضع  الحلول التي يتوخاها الباحث او التي تم ثبيتها في مشكلة البحث، وتعطي الملاحظة الاثر الكبير والفعال اذا ما تم استثمارها بشكل صحيح مع الادوات الاخرى، وقد تتفوق على الادوات الاخرى فمثلا عند اجراء المقابلة فان الباحث يسجل ما يقوله الشخص الاخر بينما يبقى الباحث بحكم ما يمتلكه من حواس في التعرف على الجوانب الاخرى والتي لم يجري التطرق اليها او تجاهلها من قبل الشخص الاخر وكذلك تنفع الملاحظة اثناء وبعد عملية الاستبيان وقد اختلف المختصون في تبيان او توضيح انواع الملاحظة التي تخص المواضيع المتعلقة بالبحث العلمي الا انه يوجد هناك تقسيم واقعي وقريب للدارسين وخاصة في المراحل الاولى من البحث العلمي وهي:-

 1- الملاحظة الاولية:- وهي الملاحظة التي تحصل للمرة الاولى وقد تكون خاطفة ولا تستغرق سوى زمن قصير جدا وقد تتكرر لأكثر من مرة او قد لا تتكرر وهنا تظهر براعة العاملين في مجال البحث العلمي الامني في وجوب التركيز، حيث ان الكثير من اهداف الامن مثل الاشخاص والعجلات والماركات والاشارات والعلامات قد تظهر لمرة واحدة وعند ملاحظتها بشكل جيد فان ذلك يعني للإدارات الامنية الشيء الكثير او تكون متعمقة بحيث تستغرق وقت كافي ويمكن ان تحصل الاكثر من شخص اي ان الاشخاص المكلفين بالبحث قد يكونون مجموعة يتطلب الامر ان تكون لك واحد منهم معاينة اولية للهدف او الموضوع الجاري بحثه.

 2- الملاحظة الالية:- كما هو معروف فان امكانيات البشر محدودة في بعض الجوانب مثل محدودية السمع والرؤية للاماكن البعيدة وتضيف الآلات الى البحث العلمي امكانية عالية من خلال ما تقدمه من توثيق وسرعة استجابة وعدم تأثرها بأطباع وامزجة الناس وعدم تأثرها  بالنواحي النفسية مثل الملل او الضجر او الغفلة حيث بامكان الباحث مثلا ان يقوم بنصب كاميرا  في مدرسة تصور عادات الطلاب في النادي من بدء الدوام الى نهايته ولمدة سنة كاملة والتي يعجز البشر من القيام بذلك لوحده، او قد يستفاد مما موجود لدى ادارات المرور او المحلات والاسواق الكبيرة مثل (المولات) او الشركات الامنية الخاصة وحتى المعدات والآلات المستخدمة من قبل الاهالي في دورهم او محلات عملهم او انشطتهم التجارية او العلمية او الاجتماعية المختلفة ويمكن ان تستعمل في الملاحظة الالية الكثير من الوسائل مثل الكاميرات واجهزة التسجيل الصوتي والصوري والموبايلات والمجسات واجهزة الاستشعار والمتحسسات وأجهزة الفرز والعدد والكشف واجهزة قياس الفعاليات البشرية مثل القوة والاجهاد وغيرها.
3- الملاحظة المتكررة:- وفيها يعمد الباحث الى تسجيل او تكرار تسجيل الحدث خلال فترة زمنية محددة، حيث ان البعض من اهداف العمل الامني او المواضيع التي تدخل في اهتمام اعمال خدمة الامن مثل المخاطر والتهديدات والخروقات بحاجة الى تكرار المعاينة فقد لا يكتفي بملاحظة الاولى او الالية حيث يجري تكرار العملية لأكثر من مرة لغرض تثبيت المعلومات المتعلقة بها بشكل صحيح ويستفاد من ذلك ايضا في البحوث المتعلقة بالحوادث مثل حوادث سقوط الطائرات حيث يفضل ان يتم جمع حطام الطائرة ومن ثم ملاحظة الاجزاء المتضررة لبيان اسباب سقوطها او الصور او اماكن العمليات الاجرامية او حتى اماكن العمليات الارهابية او الاماكن المشبوهة.

4- الملاحظة المتعلقة بالجانب السلوكي:- وفيها يتم تسجيل البيانات وبشكل تفصيلي(بفضل استخدام معدات والات لغرض التسجيل او المراقبة) عن سلوك فرد معين او مجموعة افراد خلال فترة زمنية معينة والقصد من تسجيل تلك السلوكيات هو استفادة الباحث مما يمكن ان يتوصل اليه من حقائق تساعده في انجاز بحثه، وقد تكون تلك السلوكيات غير حقيقية اي خداعة مثل سلوك المجرمين داخل السجون او سلوك بعض العملاء والجواسيس والذي قد لا يظهر للعيان ولكن تأثيرات ذلك السلوك قد تظهر لاحقا ومنها على سبيل المثال: عندما سئل احد العملاء عن كيفية قيامة بعمله مع انه لا يلتقي بأشخاص ينتمون الى اجهزة امن خارجية فرد كان عملي هو ان اضع الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب.

5- الملاحظة المتعلقة بالجانب الحركي:- وفيها قد يلجأ الباحث الى مراقبة حركات فرد معين او مجموعة افراد خلال فترة معينة وهي طريقة تجمع السهولة والصعوبة في نفس الوقت وترجع السهولة فيها الى امكانية اي باحث القيام بذلك دون الحاجة الى وسائل مساعدة  وان استخدمها فليس بالضرورة ان تكون بشكل مستمر وتكمن الصعوبة فيها في ان يتمتع الباحث بقدرة تمكنه من تحليل تلك الحركات بشكل صحيح من اجل الوصول الى حقائق ونتائج صحيحة حيث يعمد بعض الافراد الى القيام بحركات او تصرفات معينة في فترة معينة ثم يتركها وقد يقوم بغيرها وقد لا يستطيع الباحث فهم حركة معينة او يتجاهل حركة اخرى وفي جميع الاحوال فقد لا تعطي تلك العملية نتائج مضبوطة.

6- الملاحظة المتعلقة بالجانب الغير المادي:- وهذه تتطلب ان يكون الباحث على مستوى من التدريب والمقدرة على التعامل مع الجوانب غير المادية وهذه الميزة قد لا تتوفر لدى الكثير من الباحثين ولعل من الصح القول ان بعض جوانبها يمكن الوقوف عليه مثل:-
   أ- ان الملاحظات المعنوية او غير المحسوسة او غير المادية والتي تتعلق بما يجول في خاطر اهداف الامن قد تخفى على الكثير من الباحثين او انهم لا يستطيعون معرفة او توقع تصرفات تلك الاهداف بشكل دقيق.
   ب- بعض الملاحظات غير المحسوسة او لنقل المعنوية يصعب تحديدها بالضبط كونها تتعلق بالجوانب الثقافية او العادات والتقاليد والصفات اي انها يمكن ان تكون مشخصة بشكل عام وقد تكون خصائص عامة لجماعة معينة ولكن لا تصح كقياس يمكن تعميمه على الجميع فلو قلنا ان العرب يتصفون بالشجاعة فليس بالضرورة ان يكون احد اهداف الامن وهو عربي ان يكون شجاعا يتطلب منه الدخول في صراع مع ثلاثة اشخاص يعترضون طريقه في الليل لغرض تسليبه (سرقته)، وهذا الموضوع قد يتعلق بعلم الفراسة سواء ما تعلق منه بالأجسام والوجوه والهيئة اي دراسة الانسان من خلال دراسة المظهر الخارجي له او تعلق الامر بالجوانب النفسية، وهناك مواصفات يمكن ان تساعد في الملاحظة غير المعنوية واساسها الوجود المادي مما تعارف عيه الناس فمثلا ان الانف الصغير يدل على الجمال والانف المستقيم يدل على الحكمة والانف العريض يدل على التفاؤل وطول المرأة في أوروبا يدل على الجمال بينما في شرق اسيا العكس هو الصحيح.
    اما الألوان فلها الكثير من والدلالات فعلى سبيل المثال اللون الاصفر في الكثير من الدول له دلالات مختلفة فهو في مصر يعني الازدهار وعن غالبية دول العالم يعني الغيرة، وهو اول لون يمكن تميزه بين الألوان لهذا فان غالبية دول العالم تجعل لون السيارة اصفر، وعلامة التحذير للوقوف في إشارات المرور صفراء وصبغ الجداران في الغرف الكبيرة باللون الأصفر يعطي إحساس بالدفء وتقريب المسافات، وقد وظف القرآن تلك الدلال المتعددة للألوان على سبيل المثال في تصوير مشاهد مختلفة منها ما هو إيجابي كما في قواه تعالى في الآية (69) من سورة البقرة((قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ)) بينما في آيات اخرى ومنها قوله تعالى في الآية (51) من سورة الروم((وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَّظَلُّوا مِن بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ)).

وفي الوقت الحاضر فان الملاحظة تعني الشيء الكثير فهي تعني لما اتفتق عليه الناس او ما تم توجههم لدلالته فالخطوط البيضاء على الطريق بالقرب من إشارات المرور تعني منطقة مخصصة للعبور والعلامة الموضوعة في وسائل النقل التي تدل على تخصيص أماكن لذوي الاحتياجات الخاصة واشارات وعلامات المرور والشريط الوردي الذي تحمله بعض نساء المجتمع يعني اظهار الدعم المعنوي للنساء المصابات بسرطان الثدي او حملة لغرض التعريف به وبمخاطره  وهناك العديد من العلامات المرسومة على الكثير من المنتجات الاستهلاكية والغذائية التي تتطلب الملاحظة الدقيقة التعامل معها ومعرفته مضامينها.

الخميس، 2 فبراير 2017

المحاضرة الثالثة والعشرون- كيفية تعامل الادارة الامنية مع المعلومات

المحاضرة الثالثة والعشرون

كيفية تعامل الادارة الامنية مع المعلومات

       ان المعلومات التي تتعامل او ترد الى الادارات الامنية قد تكون شفوية او لها شكل او وجود مادي وتتعامل الادارات الامنية مع المعلومات باتجاهين متضادين وهما الاول هو رفع كل حرج او قيد بغية تمكنها من الوصول الى اية معلومة تريدها والثاني تضع القيود لضمان منع تسرب المعلومات الى خارج اماكن العمل او الوصول الى الجهات المعادية والذي يمييز الجهاز الامن او الادارات الامنية انها قد لا تتعامل مع المعلومات عندما تحولها الى اشكال مادية من اجل استغلالها لغرض تحقيق اغراض شخصية وانما تحاول تلك الادارات ان تحول تلك المعلومات الى ما يشبه السلعة ولكن تلك السلعة عند الادارات الامنية لا تخضع الى قانون العرض والطلب الا في حالات محدودة او بشكل استثنائي ما تقدمه الادارة الامنية من رواتب او مكافئات للمتعاونين معها على اعتبار ان هؤلاء لهم اضابير وقد تكون لهم معاشات او رواتب شبه ثابتة اي انها قد تزيد وتنقص حسب نشاط هؤلاء المتعاونين، الا انه وفي بعض الحالات تعطي الدولة مكافئات تشجيعية عامة اي انها قد تخصص مبالغ نقدية لكل من يدلي بمعلومات تقود الى القاء القبض او تحييد جهود اشخاص او جماعات معنية من امثلة ذلك:-
اولا-اعلنت الولايات المتحدة في 24 سبتمبر 2014م،  عن ادارج اسم ابو عمر الشيشاني في قائمة الاشخاص المطلوبين بتهمة الارهاب  الدولي، وتم تخصيص مكافأة قيمتها  خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه، الا ان المعلومات المتوفرة عنه تقول انه قتل في معارك مدينة الشرقاط شمال محافظة صلاح الدين في العراق.
ثانيا- اما عن برنامج المكافآت من أجل العدالة التابع لوزارة الخارجية الامريكية،  فقد اعلن في تشرين اول (أكتوبر) عام 2016 الماضي عن مكافأة قدرها  10 ملايين دولار  لكل من يدلي بمعلومات تساعد على تحديد موقع ابو بكر البغدادي أو إلقاء القبض عليه، وفي منصف شهر كانون اول(ديسمبر) لنفس العام تم رفع قيمة المكافأة الى 25 مليون دولار.
ثالثا- بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا عرضت وزارة الداخلية التركية مكافأة قدرها 1.3 مليون دولار(4) ملايين ليرة تركية لمن يدلي بمعلومات تساعد على القاء القبض على المدعو (عادل اكسور) او امام القوة الجوية.

ان الادارة الامنية وهي تتعامل مع المعلومات تضع في نصب اعينها ان لتلك المعلومات التي تسعى جاهدة للحصول عليها لها خصائص ومميزات ولو انها لا تسهدف المعلومات لذاتها ولكن وما يمكن ان تحصل عليه من وراء ذلك تحت قاعدة جلب المنافع او درء المفاسد اما عن خصائص المعلومات التي تستهدفها الادارة الامنية فهي:-
1- ان تكون نادرة وغير معروفة او معروضة للجمهور الا في بعض الحلقات الضيقة.
2- ان ينتج عن تلك المعلومات زيادة في المعرفة.
3- امكانية تحويلها الى استخبارات.
4- لها القدرة على اعادة التشكل من حالة الى اخرى اي من مسموع الى مقروء وقد يكون كتاب او مخطط او صورة وغير ذلك.
5-  تداولها او نقلها بالوسائل المتاحة.
6- حفظها واعادة استخدامها مجددا.
7- امكانية ارشفتها.
8- تجفيرها(تشفيرها) او خزنها باماكن خاصة.
9- امكانية تعديلها او تغيرها او او تطويرها او تشذيبها.
10- دمج اكثر من معلومة مثل صورة مع صوت مع تأشير.
11- مقارنتها او مقاطعتها بمعلومات سابقة.
12- استهلاكها او او تلافها او القدرة على استردادها.
13- حجبها عن الاخرين.
14- تصنيفها حسب درجات السرية والكتمان.
15- تحديد الافراد والجهات الذين يسمح لهم بالتعامل معها.
16- سهولة النسخ للادارة الامنية وصعوبة ذلك للغير.
17- ان تصلح لكي تكون اسرارا.
18- ان تكون تلك المعلومات خاضعة للجدولة وفق الاهمية من حيث الزمان والمكان.
19- امكانية تضمنيها لمشاريع القوانين والانظمة المتعلقة بالامن القومي.
20- ان تكون تلك المعلومات معلومة او معروفة المصدر.

ومن اجل فهم كيفية تعامل الادارة الامنية من المعلومات الواردة اليها فان تلك الادارة تضع تصنيفات لتلك المعلومات حيث ان اهتمام الادارة الرئيسي ينصب في تلك الانواع من المعلومات التي يمكن تحويلها الى استخبارات لغرض وضع الخطط او عمل تقدير موقف او اصدار قرار امني او اداري وحتى اعداد تقارير ترفع الى المستويات العليا في البلد، ان عمل تصنيف للمعلومات يساعد ايضا على اعطاؤها درجة تصنيف وسرية وكتمان تناسبها وبالتالي اتباع اليات معينة لغرض التعامل بها وصولا الى اسلوب خزنها وحتى اتلافها، ومن اهم تصنيفات المعلومات التي يمكن ان تتبعها الادارات الامنية:-
اولا- من حيث العمومية تقسم الى معلومات عامة(سياسية، اقتصادية، اجتماعية، عسكرية، مالية ومصرفية) او شخصية تتعلق باهداف اعمال خدمة الامن(اشخاص، اماكن، مواد).
ثانيا- من حيث الاختصاص( ثقافية، علمية، بحثية، بيئية، صحية، اعلامية، فكرية، تربوية،...).
ثالثا- من حيث الشكل مادية مثل الكتب والاقراص والخرائط او غير مادية مثل الحركات والايماءات والاشارات وغير ذلك.
رابعا- من حيث الوظيفة ( اولية، تطويرية، متقدمة، انجازية، تدريبية، حتمية).
خامسا- من حيث الاهتمام( هامشية، عادية، مهمة، مهمة جدا، خطرة، استراتيجية).
سادسا- معلومات تنظيمية( المرور، الجوازات، التصديقات، الترقيم، المواصلات،...).
سابعا- قانونية( النظام القضائي، المسطرة القانونية، التشكي والتظلم، المحاماة، النقابات،...).
ثامنا- من حيث التشخيص( مبهمة، مختصرة، مطولة، واضحة، مشفرة،...).  
تاسعا- من حيث المصداقية ( كاذبة، كيدية، ملفقة، صحيحة، يشك في صحتها، يعتمد عليها مضللة، غير موثقة،...).
عاشرا- من حيث المصادر سواء كانت علنية او سرية.
حادي عشر- من حيث التصنيف( مصنفة، غير مصنفة).
ثاني عشر- من حيث التحقق( يمكن التحقق منها، صعوبة التحقق منها، بحاجة الى وقت طويل لغرض التحقق منها، بحاجة الى عدة وسائل لغرض التحقق منها).
ثالث عشر- من حيث الوسائل( الاكتفاء بالوسائل الموجودة، طلب مساعدة من اجهزة امنية اخرى محلية او دولية، طلب مساعدة من ادارات اخرى، استخدام وسائل القوات المسلحة).
رابع عشر- من حيث الحالة(سمعية، بصرية، رموز وارقام وعلامات، دلالات).
خامس عشر- من حيث التقيم فقد تخضع لتقيم الوثائق وخاصة الوثائق المكتوبة مثل المخاطبات البريدية حسب الدرجات(أ، ب، ج، د) او لا تخضع للتقيم.

ان الاصل في الاستعانة بنظام تقيم الوثائق(أ، ب، ج، د) هو لغرض:-
1-  تحديد الاشخاص الذين يسمح لهم بالتعامل مع تلك الوثائق.
2- تحديد درجة التصنيف الذي يمكن ان تحملة ( سري، سري للغاية).
3- معرفة اساليب خزنها.
4- الوقت المخصص لغرض الحفظ او الـتلف او الحرق.
5- امكانية نشرها من عدمه او الزمن المطلوب لغرض نشرها.
6- لاغراض تنظيمية ادارية.