امن الافراد The security of individuals -امن المعلوماتInformation Security-امن المواد والمنشأت materials and constructions Security

قفشات

3d

تنويه: تقوم ادارة المدرسة باجراء تعديلات وتصويبات على المحاضرات المنشورة بشكل مستمر وحسب الحاجة يرجى الانتباه.

الأحد، 19 يناير 2020

المحاضرة الخامسة- مصادر الحصول على المعلومات

المحاضرة الخامسة

التجنيد

الدكتور مظهر الشاكر


المحاضرة الخامسة


مصادر الحصول على المعلومات



        تختلف مصادر الأمن الوقائي عن مصادر الأمن التعرضي عن مصادر الإستخبارات، إن مصادر المعلومات البشرية لها عدة تسميات مثل: المصادر، المتعاونين، الوكلاء، المؤتمنين العيون، العسس(الذين ينشط عملهم بالليل  والذين ينحصر واجبهم بالمراقبة والحراسة وكشف الأنشطة غير القانونية)، البصاصون،  والمصادر نوعان فهناك مصادر مفتوحة ومتاحة للجميع وهناك مصادر مغلقة تتعلق بأنشطة الجهاز الأمني ويعني المصدر المفتوحة مصادر تبقى للعمل فترة طويلة وتقوم بإعطاء المعلومات بشكل مستمر مثل وسائل الإعلام.


     والكثير يخلط بين أعمال خدمة الأمن والإستخبارات فيصف عملية التجنيد وأداء المتعاونين بأنها من أعمال الإستخبارات، إن كلمة الإستخبارات قد شاع إستخدامها فأصبحت تطلق على كل نشاط أمني وأستخباري وليس الإستخبارات التي تعني جمع المعلومات عن العدو أو إدخال المعلومات في دورة لفرض تحويلها الى نتائج تبنى عليها الخطط ولعل السبب يعود أيضا الى الترجمة حتى أن اللفظة لا تعطي المعنى الحقيقي اذ أن كلمة (intelligence) كترجمة حرفية لها لا تعني الإستخبارات أو المخابرات لأنها تعني الذكاء، ومن أمثلة ذلك:
جهاز الخدمة السرية المملكة المتحدة  -Secret Intelligence Service (SIS)) 
وكالة الاستخبارات المركزية Central Intelligence Agency     CIA -    
 Bundesnachrichtendienst   BNDجهاز المخابرات الاتحادي الألماني  -  
Nachrichten= أخبار

     والذي يعمل في مجال الأمن والإستخبارات يعلم أن التسميات بالرغم من مدلولاتها إلا أن تلك التسميات لا تخفى عليهم وعندما نقول :"مكتب حماية الدستور" فأن الذهن ينصرف الى جهاز أمن الدولة في المانيا وليس جهاز المخابرات والموساد الإسرائيلي يعني المخابرات الإسرائيلية ودائرة الاستعلام والأمن تعني المخابرات الجزائرية وجهاز المخابرات الحربية المصرية تعني الإستخبارات والأمن العسكري المصري والمديرية العامة للدراسات والمستندات تعني المخابرات المغربية وجهاز أمن الدولة يعني المخابرات القطرية، أن القصد من عرض تلك المسميات هو لبيان أهمية عملية التجنيد للأجهزة الأمنية (مخابرات- أمن- أمن عسكري- إستخبارات) وإذا عملنا جدول حول حاجة الدول حسب أجهزتها الأمنية لعملية التجنيد لأمكننا أن نعطي صور بنسب تقريبية :
اسم الجهاز
نسبة حاجته للتجنيد

جهاز المخابرات


85%

جهاز الامن العام


امن وقائي- 35%
امن تعرض- 65%

جهاز الامن العسكري


امن وقائي 40%
امن تعرضي 60%

جهاز الإستخبارات العسكرية


10%

      إن هذا الموضوع يشكل على الناس فيحصل عندهم خلط لأن ليس من واجبات الإستخبارات العسكرية إدارة أو التعامل مع ملف المتعاونين لأن للاستخبارات وسائلها في الحصول على المعلومات وإدارة المتعاونين ليس منها، إلا بنسبة قليلة ولكنها موجودة.
وسائل الحصول على المعلومات في الإستخبارات العسكرية:
1- الرصد والإستطلاع الأرضي.
2- الإستطلاع الجوي القريب.
3- الإستطلاع الجوي العميق.
4- مراكز ونقاط التنصت.
5- الإستطلاع العميق عن طرق فرق خاصة.
6- الغارات والكمائن.
6- الخرائط والمخططات.
7- الأنواء الجوية.
9- الأقمار الصناعية.
10- الطائرات المسيرة.
11- الحيوانات.
14- الإستعراضات والمعارض العسكرية.
15- الأسلحة والوثائق المستولى عليها.
16- الإعلام.
17- وسائل الإتصال والتواصل الإجتماعي.
18- المتعاونون.
19- الأجهزة الفنية.

       إن أهم محاور عمل الإستخبارات هو العدو والعدو المحتمل والأرض والطقس، لهذا فأن الملحق العسكري والذي يعين في سفارة بلاده عند أحد الدول يجب أن يكون من العاملين في الأمن العسكري وليس في الإستخبارات لأنه يتوجب عليه إدارة محطة أمنية وليس إستخبارية لإستحالة توفر وسائل الحصول على المعلومات التي تخص عمل الإستخبارات في خارج بلاده بسهولة ويسر.
وأما مصادر الحصول على المعلومات في إعمال خدمة الأمن فهناك مصادر تخص الأمن الوقائي ومصادر تخص الأمن التعرضي:-
أولا- مصادر الأمن الوقائي كثيرة ومتعددة ومنها:
1- ما يقدمه الناس من معلومات عنهم من خلال إملاء نماذج خاصة (نماذج معلومات).
2- ما موجود من معلومات وقيود في سجلت وأضابير المؤسسات الحكومية المتعددة مثل: الجنسية، والجوازات، والمرور، والمحاكم، والمدارس، والكليات، والمعاهد، مجالس البلديات الصحة، التجارة، التخطيط وغيرها.
3- المعلومات المثبتة لدى الأجهزة الأمنية.
4- المتعاونون.
5-الأجهزة الفنية (كاميرات، أجهزة تسجيل، لاقطات، أجهزة كشفـ،..).
6- الإعلام والمطبوعات.
7- وسائل الإتصال والتواصل الإجتماعي.
8- المراقبة.

ثانيا- وسائل الحصول على المعلومات في الأمن التعرضي(المكافحة):
1- تجنيد شخص من يعمل لدى جهة إجنبية.
2- زرع شخص من قبل الأمن التعرضي للعمل لدى الجهة الأجنبية.
3- وسائل فنية (زرع وكشف).
4- وسائل التواصل والإتصال.
5- الإعلام.
6- المراقبة.
7- وسائل الأمن الوقائي كافة.
8- التعاون مع الأجهزة الأمنية الأخرى محلية أو أجهزة دول أخرى.
9- فعاليات إجتماعية ودينية وسياسية وعلمية.
        والحديث عن تبادل المعلومات بين الدول يجب أن يوضع في إطاره الصحيح والحقيقة أن هذه ليس مصادر للمعلومات، لأن الدول أو الأجهزة الأمنية لا تعطي معلومات وأنما تعطي إستخبارات أي معلومات مصنفة جرى إدخالها دورة معلومات لتصبح إستخبارات يمكن الإعتماد عليها وإتخاذ اجراء بصددها لأن الدول التي تردها إستخبارات من دول أخرى قد يكون لديها الوقت الكافي لتدقيق صحة المعلومات والأفضل أن تقوم باتخاذ إجراء وتدقيقي معلومات من مصادر أخرى داخل البلد وخارجهـا، وقد يحصل في بعض الحالات أن تقوم الدول بإيصال معلومات الى دخول أخرى من غير تحويلها الى إستخبارات بسبب ضيق الوقت حيث يتطلب من تلك الدول سرعة التحرك وإتخاذ الإجراءات وقد تكون تلك المعلومات مضللة.

     نلاحظ مما سبق أنه لا توجد في عمل الإستخبارات أية علاقة لا من قريب ولا من بعيد بموضوع التجنيد، اما إذا تم تكليف وحدة عسكرية لتقوم بواجبات أمنية فهنا الحال يختلف إذا عليها أن تمارس الأعمال الأمنية من منظور أعمال خدمة الأمن من جانبه الوقائي فقط إذ يجب حصر  ما تقوم به الوحدة العسكرية سوى واجبات ذات طبيعة أمن وقائي، إذا يبقى موضوع الأمن التعرضي يخص عمل الأمن العسكري وليس الإستخبارات، لأن إتصال عناصر الإستخبارات بصفتهم عسكريون  باي عنصر أجنبي يوقعهم في إشكالية قانونية، إذ لا يتوجب على أفراد القوات المسلحة التعامل مع الأجانب بإستثناء الأسرى إلا من خلال عملية تنسيق على مستوى دولي وبعلم وبإشراف الأمن العسكري حتى وأن كانت الإستخبارات طرفا فيه.


المحاضرة الرابعة- توصيف عملية التجنيد


المحاضرة الرابعة

التجنيد

الدكتور مظهر الشاكر



المحاضرة الرابعة


توصيف عملية التجنيد



        ماذا يعني أن يتم قهر إنسان أو سلبه إرادته لكي يقوم بعمل معين؟ وكيف نفهم أن يتم وبسهولة أقناع شخص لكي يكون عينا بالمجان أو بمقابل مالي؟ وهل يتصور أن يتبرع الإنسان ليؤدي مثل هذا الأعمال من تلقاء نفسه؟ ومن باب أخر كيف نعلل رفض الكثير من الأشخاص التعاون أو العمل مع الأجهزة الأمنية والبعض تم تركه وخياراته والأخر كأنت حياته الثمن، ففي العراق على سبيل المثال كان هناك طيارين عراقيين الأول الطيار( حامد الضاحي) والطيار الأخر هو (منير روفا ) أما حامد الضاحي فقد قتل عام/1965م في مدينة تكساس في أحد الأندية الليلية بظروف غامضة وفيما يخص (منير روفا) طيار الميك(21) فقد إستطاع عام/1966م أن يهرب بطائرة من هذا النوع وإتجه بها الى إسرائيل بعد أن تم تهريب عائلته أيضا، ولكونه مسيحي إدعى بأنه كان يعاني من الإضطهاد وكانت نيته التخلص من الظلم وأن حلمه كان أن يتوجه هو وأهله الى أمريكا لغرض العيش هناك ولكن الذي حصل هو أنه بقى في إسرائيل حتى موته.

      إن وجود الإكراه والتوريط أو وجود القناعة أو الرغبة هي العوامل الأساسية التي يجب أن تؤخذ بنظر الإعتبار عند محاولة إيجاد تعريف أو توصيف لموضوعة التجنيد، ولكون عملية التجنيد قديمة ولها شواهد تاريخية حيث كانت عمليات التجنيد تحصل لحساب جهات معينة تجاه جهات أخرى عندما لم يكن هناك جهازا أمنيا تخصصيا أو كأنت تلك الأعمال بمفهومها العام ذات جنبة أمنية ويمكن تقسيم تلك الأعمال الى: -

1- عمل بتكليف:
    ففي قصة "دليلة مع شمشوم" ودليلة هي إحدى الحسناوات التي كأنت تسكن في فلسطين أما شمشوم فهو بطل يهودي يتمتع  بقدرات خارقة، وكانت عملية التجنيد تحت فكرة أن يعرف الفلسطينيين سر قوة شمشوم حيث تقربت منه دليلة في محاولة لكشف سر قوته بقصد التخلص منه، وكذلك نجد أفكار متقاربة مع قصة "سارة اهرونسون وعلاقتها مع لورانس العرب" في موضوع محاربة النفوذ العثماني حيث كأن لها دور مباشر في خدمة كل من اليهود والبريطانيين في هذا المجال، إن هذين النموذجان يوضحان موضوع مفاتحة شخص لغرض القيام بعمل معين عندما يكون عنده إستعداد للقيام بذلك.

2- عمل تطوعي:
    وفي المقابل أن الفعل قد يحصل نتيجة عمل تطوعي أي يقوم به الشخص من تلقاء نفسه ومن أمثلة ذلك قصة "لقيط بن يعمر الايادي" حيث كان كاتبا في بلاط كسرى وعندما علم بأن كسرى قد جهز جيش لمحاربة قومه أرسل لهم رسالة تحذرهم من نية كسرى على شكل قصيدة جاء فيها:
      يَا دَارَ عَمْرَةَ  مِنْ  مُحْتَلِّهَا  الْجَرَعَا          هَاجَتْ لِيَ الْهَمَّ وَالْأَحْزَأن وَالْوَجَعَا
بَلْ أَيُّهَا الرَّاكِبُ الْمُزْجِي عَلَى عَجَلٍ          نَحْوَ    الْجَزِيرَةِ    مُرْتَادًا    وَمُنْتَجِعَا
أَبْلِغْ   إِيَادًا   وَخَلِّلْ    فِي    سَرَاتِهُمُ         أني أَرَى الرَّأْيَ أن لَمْ أُعْصَ قَدْ نَصَعَا
يَا لَهْفَ  نَفْسِيَ  أن  كَأنتْ  أُمُورُكُمُ         شَتَّى  وَأُحْكِمَ  أَمْرُ  النَّاسِ   فَاجْتَمَعَا
أَلاَ   تَخَافُونَ   قَوْمًا   لاَ   أَبَا    لَكُمُ         أَمْسَوْا  إِلَيْكُمْ  كَأَمْثَالِ  الدَّبَا   سُرُعَا
أَبْنَاءُ   قَوْمٍ   تَأووْكُمْ    عَلَى    حَنَقٍ         لاَ   يَشْعُرُونَ   أَضَرَّ   اللَّهُ   أَمْ   نَفَعَا
أَحْرَارُ   فَارِسَ   أَبْنَاءُ   الْمُلُوكِ   لَهُمْ                           مِنَ الْجُمُوعِ  جُمُوعٌ  تَزْدَهِي  الْقَلَعَا

         وفي قصة أخرى تبرع "حاطب ابن بلتعة" وهو ممن شهد معركة بدر وكان من المهاجرين في أن يرسل رسالة الى أهله في قريش يخبرهم بنية المسلمين التوجه لغرض فتح مكة، حيث كان يخشى عليهم الضرر أثناء ذلك.

          إن هؤلاء لم يكونوا مجندين لاي جهة أنما دفعتهم بعض الإعتبارات أن يتبرعوا أو يبادروا بأن يقوموا بما يرون أنه واجب عليهم عندما شعروا بأن هناك خطرا حقيقيا يتهدد قومهم على الرغم مما حصل بعد ذلك إذ دفع ليقط حياته ثمنا لهذا الموقف وأما حاطب فقد نزل فيه قوله تعالى في الآية (1) سورة الممتحنة ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أولِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ أن كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأنا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ)).

            وفي محاولة جون ملك إنكلترا شقيق ريتشارد قلب الأسد في التقرب من السلطان محمد الناصر ملك المغرب وأفريقيا والأندلس عبر رسالة أرسلها اليه بيد ثلاثة إلا محاولة أخرى لغرض التخلص من سطوة النبلاء والكنيسة وكأنت نهايتها إتهامه بالهرطقة ومن ثم دفع حياته ثمنا لهذا التصرف الذي رأى فيه مصلحه له ولقومه.

         وللمشككين عزاء في قصة "ادولف هس" أحد اقطاب النازية في المانيا في الحرب العالمية الثانية والذي توجه سرا الى إسكتلندا بطائرة لغرض عرض السلام فكانت النتيجة القاء القبض عليه ومحاكمته بالسجن مدى الحياة ضمن محاكمة نورم بيرغ لمجرمي الحرب العالمية الثانية.

        ولعل العبارة التي ينتهي بها فلم بئر الخيانة تستوجب من الكثيرين وقفة تأمل حقيقية حيث تختصر تلك العبارة الكثير من الوقائع والحقائق "عاش خائن ومات كافر"، وللتجنيد قصة لا يعرف بعضها إلا الذين عاشوا تلك التجربة الممزوجة بالعسل الذي يغلف تحته مرارة الشك والخيانة ومن جانب أخر خدمة البلاد والتي لولا ما يقدمه البعض لما إستمرت على الحال الذي هي عليه ولعل من المنطقي الإشارة الى جهود أولئك الرجال الذين تحملوا مشاق ومخاطر كثيرة ليؤدوا ما عليهم من واجبات، وهناك نماذج مهمة لعملية التجنيد مثل عملية أو حادثة "موردخاي فعنونو" الذي تم توجيه الإتهام اليه لتسريبه أسرار تخص الصناعة النووية الإسرائيلية لحساب دولة أخرى والذي تم إستدراجه الى إيطاليا عبر المدعوة " شيريل بينتوف" ومن ثم نقله عبر إحدى السفن الى إسرائيل،  وكذلك موضوع " كيم فيلبي " أحد عناصر أعمال خدمة الأمن في المملكة المتحدة واحد عملاء "كي جي بي".
     ولما كان من التعاريف الكثيرة الإستعمال لتوضيح مفهوم التجنيد التعاريف السابقة أو التعريف الأكثر إستخداما للتجنيد هو أنه: محصلة التأثير المادي والمعنوي على شخص معين بغية إقناعه للعمل لحساب الجهاز الأمني، وكأن هذا التعريف في الستينيات والسبعينيات يلقى رواجا حين كأن تأثير العامل العقائدي موجودا ويلقي بضلاله على غالبية عمليات التجنيد حين كان للمبادئ والقيم وللوطن حظوة عند الكثيرين، لهذا نجد أن عملية تعريف التجنيد ليست بالضرورة أن تشابه عملية توصيفه والحديث عن التوصيف هو أكثر واقعية من عملية التعريف لأنها تستوعب مختلف المشارب والإتجاهات.

        ولعب موضوع عدم العدالة الإجتماعية بروز العديد من أشكال التجنيد بسبب الفقر وضعف الإنتماء للوطن وعدم توزيع الموارد على المواطنين بشكل عادل ومنصف ورغبة الكثير من الناس ترك بلدانهم والذهاب الى بلدان أخرى تحت ضغط صعوبة العيش وعدم قيام المؤسسات الحكومية بواجباتها تجاه المواطنين وتخلف الواقع الصحي والتعليمي وإستفحال ظواهر متعددة مثل الإرهاب والفساد وإنتشار الجريمة وعدم السيطرة على السلاح وإنتشار تعاطي المخدرات والإستغلال لموارد الدولة والمحسوبية والمنسوبية بالإضافة الى عدم الإستقرار السياسي في كثير من الدول أو عدم إهتمامها بالنواحي الأمنية وتفضيل المصالح الشخصية على المصالح العليا أو ضعف الوازع الديني أو الوطني كلها ألقت بضلالها على موضوعة تعريف أو تعريف أو توصيف عملية التجنيد.

       إن مسألة الإقتناع في الوقت الحاضر ليست العامل الوحيد لقبول العمل مع الجهات الأمنية حيث تغيرت القناعات بما يتناسب مع الواقع وتسابق الناس للظفر بالمال بأية وسيلة كانت أو الحصول على الإمتيازات والتغاضي عن الأعمال المخالفة للقانون وللآداب العامة حتى لو كان ثمن ذلك الخيانة إلا ما كأن من الخدمات التي يقوم بها بعض الناس لخدمة بلدانهم مقابل مبالغ مالية أو منافع خاصة، وهي أعمال محل تقدير وعرفان وتستحق التكريم والإشادة ولعلنا لا نبالغ إذا قلنا أن بعض المجندين دفعوا حياتهم ثمنا بسبب تعاونهم مع الأجهزة الأمنية والبعض الأخر تمت تصفيتهم مجرد الشك بهم والأنكى من ذلك أن من تولى ذلك هم أفراد العصابات والجماعات المسلحة التي طالت سهامها حتى بعض العاملين في الأجهزة الأمنية بوشاية بعض الحاقدين وحتى الأقارب أيضا.
       إن العمل أو الفعل التصادفي ليس له حظ إلا بنسب قليلة جدا وأن التجنيد في الوقت الحاضر هو تلك الخطة الموضوعة للتأثير على شخص معين بقصد إقناعه أو توريطه أو قبول تطوعه للعمل لصالح الجهاز الأمني وتوجيه للقيام بعمل أو نشاط معين.

       ولقد كانت نهاية حياة بعض المجندين سببا لحصول مشاكل بين الدول مثل حادثة مقتل الروسي "إلكسندر ليتفينينكو" والذي قتل نتيجة تناوله مادة سامة في لندن عام/2006م وتبادلت كل من روسيا والمملكة المتحدة بكونه يعمل جاسوسا لحسابها الإتهامات والتصريحات والمواقف المتشنجة، مع العلم أنه كان سابقا يعمل في "كي جي بي" ثم أنتقل للعمل مع " أف أس بي " بعد تفكك الإتحاد السوفيتي ثم حصل خلاف بينه وبين الرئيس الروسي بوتين غادر بعدها الى المملكة المتحدة.

ملاحظات مهمة:
1- ينصرف موضوع التجنيد أيضا الى العمليات المتعلقة بإقناع أو توريط أفراد للعمل مع العصابات أو التنظيمات المسلحة أو المنافسة بين الشركات.
2- توصيف عملية التجنيد يشمل كل عملية تهدف الى إستمالة أي شخص للعمل مع جهة معينة. 3- تعريف التجنيد يختص بأعمال خدمة الأمن.
4- توصيف من يعمل لحساب البلد بأنه جاسوس، مؤتمن، متعاون، وكيل، عين، وتوصيف من يعمل بالضد من البلد بأنه عميل وتوصيف من يعمل لجهتين بأنه وكيل أو عميل مزدوج.