امن الافراد The security of individuals -امن المعلوماتInformation Security-امن المواد والمنشأت materials and constructions Security

قفشات

3d

تنويه: تقوم ادارة المدرسة باجراء تعديلات وتصويبات على المحاضرات المنشورة بشكل مستمر وحسب الحاجة يرجى الانتباه.

الخميس، 21 سبتمبر 2017

المحاضرة العاشرة- القيادة الامنية وهرم ماسلو

المحاضرة العاشرة

القيادة الامنية وهرم ماسلو

على فرض ان البعض لم يسمع بهرم (ماسلو) حيث وضع العالم ابراهيم ماسلو(1908-1970) وهو عالم امريكي من اصول دينية يهودية هرما بين فيه فكرته عن نظرية الدافعية الشخصية تحت مسمى ("نظرية تحفيز الانسان) او (نظرية الدوافع الانسانية) والتي نشرها عام/1943م ومن ثم قام بتطويرها في كتابه الذي نشره عام/1954م تحت اسم(الدوافع والشخصية).
 وهرم ماسلو كما مبين ادناه يتكون من خمسة مستويات من الحاجات او الدوافع وحتى لا نطيل عليكم فان ملخص النظرية التي يقف وراؤها ماسلو هي ان الانسان يحاول ان يشبع الحاجيات التي تمثل اولوية له قبل الحاجات الاخرى وكلما اشبع مستوى معين انتقل الى مستوى اخر وبغض النظر عن النقد الذي وجه للنظرية او اننا من المؤيدين لها او الرافضين الا اننا سنقف عن حدود المستوى الثاني من الهرم وهو الذي يمثل حاجات الامان.


وفي قصة ابن السماك  مع هارون الرشيد الخليفة العباسي عندما دخل عليه وكان الخليفة العباسي قد طلب كأس ماء ليشرب بها فلما أخذها قال ابن السماك: "على رسلك يا أمير المؤمنين لو منعت هذه الشربة بكم كنت تشتريها، قال: بنصف ملكي، قال: اشرب هنأك الله تعالى يا أمير المؤمنين فلما شربها، قال: أسألك بالله لو منعت خروجها من بدنك بماذا كنت تشترى خروجها، قال: بجميع ملكي، قال ابن السماك: لا خير في ملك لا يساوي شربة ماء، فبكى هارون الرشيد..." ما يؤيد  اهمية تلك الحاجيات والتي قد يستواى في البعض منها الغني والفقير.

ان حاجات الامان استنادا لهذا الهرم قد تشمل موضوع الامن الوظيفي والسلامة الجسدية وامن الموارد والممتلكات والامن الاسري والصحي والنفسي والمالي والحماية من الاعتداء وغيرها ان تقديم الحاجيات الفيسولوجية على حاجيات الامان ليس بالضرورة شيئا طبيعيا فالانسان قد لا يجد الطعام لمدة معينة او يجد الشرب لمدة معينة ولكنه لا يتخلى في ان يؤمن نفسه متى ما شعر بالخطر او الخوف او بغربة المكان فلا يستطيع الانسان ان يفكر ولو للحظة واحدة بالتخلي عن احتياجات الامان فبتوفر تلك الاحتياجات يمكن ان يقتنع الانسان نفسه في ظل اية حماية مهما كانت صغيرة ومن غير تلك الحاجت فلن يكون له وجود او ان يكون لوجوده معنى، وعلى الرغم من النقد الواسع والكبير الذي تعرضت له نظرية ماسلو الا ان ذلك لا يمنع من ان يكون ذلك انموذجا تضعه القيادة الامنية موضع تستطيع معه ان تبني او توجد لها نموذجا مماثلا له ليس من حيث الشكل بل من حيث الفكرة، الا ان على القيادة الامنية معرفة ان هرم ماسلو فيه عيوب خطيرة ومن اهم تلك العيوب التي يجب عليها الوقوف عليه بشكل جدي، ان هي ارادت ان توجد نموذجا خاصا باعمال خدمة الامن:
1-  عدم احتواء هرم ماسلو على الحاجات المتعلقة بالمعرفة والفهم والاستكشاف وهذا يتعارض مع اصول عمل خدمة الامن ومجال البحث العلمي الامني، فلا يمكن تصور علوم امنية من غير وجود معرفة واسعة او عدم الاخذ بتلابيب الفهم وتركه لان ذلك سيضعف المؤسسة الامنية بسبب عدم قدرتها على التعامل مع تجارب الاخرين.
2- عدم الاشارة الى الحاجات الجمالية والتي تحوي الجمال والضبط والانضباط ونبذ الفوضى وترك العنف وازالة التوتر، ان الكثير من الحاجات الجمالية تدخل بشكل مباشر في اعمال خدمة الامن والتي يكون عنوانها الرئيسي المحافظة على الامن العام الامن.
ملاحظة:  اضاف ماسلو مجموعتين من الاحتياجات بين المستويين الرابع والخامس ولم يصنفهما حسب المستويات، اي بين احتياجات الاحترام والتقدير واحتياجات تحقيق الذات وهما: الحاجة للمعرفة وللفهم، والحاجة الجمالية.
3- الانتقال من مستوى الى اخر بعد اشباع عناصر المستوى، يعني الاكل مقدم على الامن والامن مقدم على العلاقة الاسرية والعلاقة الاسرية مقدمة على احترام الاخرين واحترام الاخرين مقدم على تحقيق الذات وحل المشاكل.
4- عدم وجود نسب متفق عليها بين الجميع تمثل نسب معقولة او حدود دنيا او عليا تتأرجح بينها تلك الحاجيات، ان عدم وجود تلك النسب المعقولة توضح الاهتمامات المختلفة والتي تقف خلف حاجات الانسان المختلفة قد تظهر ما يمكن ان يحصل عند عملية اشباع في بعض الحاجات واهمال في حاجات اخرى.
5- ان المستوى الثاني من مستويات ماسلو يتحدث عن حاجات "الامان" وشرح النظرية يتناول مواضيع تخص الامن والامان والسلامة الجسدية، ولعلنا نعطي العذر لماسلو بسبب كونه غير مختص بالعلوم الامنية.
6- ان ماسلو يفترض ان الانسان بعد ان يشبع حاجاته الفسيولوجية يسعى لاشباع حاجيات الامان مثل ان يبحث عن مكان يؤويه ولا ندري كيف يتم التعامل مع الكثيرين من اللاجئين او النازحين او المشردين والذين بدأت اعدادهم تتزايد بسبب الحروب والكوارث الطبيعية او الصناعية والذين يعيشون تحت خط الفقر وعلى سبيل المثال بلغ عدد الذين يعيشون تحت خط الفقر في الولايات المتحدة لعام/2013م حوالي(45) مليون منهم حوالي(4) ملايين مشرد بينما بلغ عدد اللاجئين والنازحين في العالم لعام/2016م حوالي(65) مليون شخص.

 ان الاخذ بفكرة وجود نموذجا مشابه للهرم او اي نموذج يمكن ان تعتمد عليه القيادة الامنية او تتبناه مدراس امنية معينة امر في غاية الصعوبة ولكنه ليس مستحيلا وان عليها اذا ما فكرت بشكل جدي بان يكون لها نموذجا على شاكلة هرم ماسلو ان يتضمن هذا النموذج او ان تاخذ بنظر الاعتبار جملة من المواضيع اهمها:-
اولا- ان الاساس الذي يجب ان يكون عليه النموذج هو ان يجمع بين الجانب المادي والمعنوي وان لا يغفل دور العامل الديني او القومي.
ثانيا- انه بالامكان ان تأخذ الحاجات نسب معينة على ان يجري اشباعها بشكل متزامن.
ثالثا- بيان اثر المعرفة والوعي  الامني والتدريب والاستعداد النفسي والمعنوي.
رابعا- الاخذ بالنواحي الجمالية وخاصة في مواضيع التجمعات والممارسات الاجتماعية.
خامسا- تداخل المستويات وقت المخاطر والحروب والازمات.
سادسا- ان يكون النموذج قابلا للتطبيق باختلاف المدارس الامنية.
سابعا-  ان يكون النموذج مفتوحا لغرض التعديل من حيث الاضافة او الحذف اي ان يكون نموذجا حركيا يتماشى مع التطور.
ثامنا- الربط بين الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي واشباع تلك الحاجات فالذي يعيش في ملجأ غير الذي يعيش في قصر.
تاسعا- تاثير الموقع والطقس والموارد الطبيعية او الصناعية على اشباع الحاجات فالذي يعيش في بيئة صحراوية ليس كالذي يعيش في المنطقة القطبية المنجمدة او في المدن الكبيرة.


ونحن ندعو المختصين والمهتمين والباحثين لطرح نموذجا خاصا باحتياجات الامن لان نموذج ماسلو طرح فكرة احتياجات الامان وهي(Safety Needs) ونحن نفرق بين مفهومين في اعمال خدمة الامن هما الامن والامان وان يكون هذا النموذج محاولة لغرض الفهم وتوضيح او تقريب الموضوع او خلق صورة لواقع افتراضي لما يجب ان تكون عليه تلك الاحتياجات .

الأربعاء، 13 سبتمبر 2017

المحاضرة السابعة والعشرون- الادارة الامنية والدبلوماسية الرقمية

المحاضرة السابعة والعشرون

الادارة الامنية والدبلوماسية الرقمية

         بعد ان شهدت وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي تطورا هائلا غير مسبوق تم استثمار هذا التطور في احد البوابات التي تهدد اعمال خدمة الامن الا وهو "الدبلوماسية الرقمية" وهو مفهوم حديث يسعى اصحابه الى العمل به لتحقيق اهداف كثيرة ليس اقلها هو موضوع تغير الولاءات واضعاف قيم المواطنة والاخلاق، فمالمقصود بالدبلوماسية الرقمية ؟ انها باختصار: احد اسلحة الخصم او احد اهم الوسائل المتاحة بيد الخصوم او الاعداء او المناوئين لغرض الترويج لافكارهم ومعتقداتهم عن طريق استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والاتصال عبر استخدام حسابات او مواقع رسمية او وهمية تقف خلفها جهات متدربة وبامكانيات الكترونية كبيرة وهي جزء من خطة الحرب او الحرب النفسية.
ان الدبلوماسية الرقمية يمكن ان شكل  احد اوجه ما يعرف بالتطبيع الالكتروني او الرقمي والذي يتم فيه تجاوز العمل الرسمي الى مخاطبة فئات معينة او عامة من المجتمع والتي اصبح شغلها الشاغل تتبع الاخبار او عمل المشاركات والتعليقات في وسائل التواصل الاجتماعي وهذا العمل قد لايخضع بالكامل او يكون تحت سيطرة الادارة الامنية ومؤسساتها العاملة بسبب كبر حجمه وانتشاره وقد يتقاطع مع الحريات الشخصية، ان مداعبة مشاعر الفئات المتضررة او التي تشعر بالظلم او القهر اصبح امرا ميسورا بوجود الدبلوماسية الرقمية، فيكفي ان يجلس شخص على اله حاسبة او عن طريق الموبايل ويكتب على قضية موضوع خلاف بين جهتين.. دقائق وربما ساعات او حتى ايام حتى تحصل معارك كلامية تستمر ايام او شهور وربما يتطور الحال الى حصول خلافات تظهر على السطح على اشكل اعمال متطرفة.

 وهناك اسباب كثيرة تقف وراء نجاح فاعلية الدبلوماسية الرقمية(الامنية) وتاثيرها الكبير على بعض فئات المجتمع  اما اهم تلك الاسباب التي:-
1- التناحر السياسي.
2- الفساد المالي والاداري.
3- التطرف.
4- فقدان الامن والامان.
5- الظلم والقهر الاجتماعي وعدم توزيع الثروات او المناصب او الوضائف.
6- تاثير العامل الديني.
7- قلة وضعف الوعي.
8- البطالة الحقيقية والبطالة المقنعة.
9- الامراض الاجتماعية (الجهل، التخلف، الامية العامة وامية المتعلمين خاصة، التقليد الاعمى عدم الشعور بالمسؤولية، حب الظهور والتباهي، الامبالاة،...).
10- ضعف الولاء او الانتماء للوطن.
11- عدم وجود جهاز او دائرة امنية تختص باعمال الامن الالكتروني.

وتكمن خطورة الدبلوماسية الرقمية عندما يعمد القائمون عليها على اجراء عملية مفاضلة بين واقعين احدهما مليء بالمشاكل والمخاطر واخر ربما يكون عالما مثاليا للكثير وثم تأتي مشاكل البلاد لتؤكد هذا الواقع وتسهل على الكثير سهولة الاقتناع بطروحات الجهات الاخرى والتي تتخذ من الدبلوماسية الرقمية كسلاح لها.
وتبلغ الدبلوماسية الرقمية غايتها عندما يكون هناك ما يؤيدها على الارض خاصة في الدول التي تستخدم هذه الوسيلة بشكل علني مع تقديم مغريات وتسهيلات او تـأكيد حقائق معينة بالاخص عند الحديث عن موضوع الرخاء والامن والامان والحقوق والحريات.

مميزات الدبلوماسية الرقمية(الامنية):
1- تقف خلفها امكانيات مادية قد تفوق امكانيات الدول تستثمر في هذا المجال.
2- بساطة الادوات والوسائل المستخدمة(حاسبات، اجهزة اتصال).
3- التاثير الكبير والواسع.
4- النتائج الخطيرة.
5- صعوبة ملاحقة القائمين عليه.
6- تعدد الجهات والمصادر.
7- متطورة ومتجددة.
8- قد يشكل تغيير مفاجئ في حياة المجتمع حيث يشاع ان التدخل الروسي(الالكتروني) كان له الدور الرئيسي في ترجيح كفة فوز الرئيس الامريكي (ترامب) ضد منافسته هلاري كلنتون في انتخابات الرئاسة الامريكية لعام/2016م.

ان ما يميز الدبلوماسية الرقمية(الامنية) انه يجب ان تتم متابعتها والتقيليل من تاثيرها من قبل الجهاز الامني في جانبيه الوقائي والتعرضي او بوجود جهاز متخصص بالامن الالكتروني على انها حقيقة واقعة وليس عالما افتراضيا.
ويحمل مفهوم الدبلوماسية الرقمية فكرة الدبلوماسية العادية كونها احد وسائل العمل السياسي وهذا يجب ان يكون ايضا تحت نظر الجهات المكلفة باعمال خدمة الامن، ولكن تاثير استخدامها ضمن اعمال خدمة الامن اخطر من استخدامها كاحد وسائل العمل السياسي حيث تتضمن أنشطة متعددة مثل تمثيل او الدفاع او رعاية مصالح البلد وتعتبر الدبلوماسية الرقمية في الوقت الحاضر احد اوجه  العمل السياسي ولكن باسلوب مختلف تماما عن وسائل الدبلوماسية العادية ولكن بمفهوم متطور يعتمد على امكانيات تكنلوجيا المعلومات والاتصالات.

المطلوب من الادارة الامنية في مجال الدبلوماسية الرقمية(الامنية):
اولا- ان يكون للادارة الامنية جهاز امني مختص بالامن الالكتروني او الرقمي.
ثانيا- ان يجري التنسيق بينها وبين وزارة الاتصالات والاعلام على ان تفتح لها ممثلية تشبه السفارة  تمارس عملها بشكل رسمي وعلى سبيل المثال تفتح تلك الممثلية في الولايات المتحدة بالقرب من موقع الشركات العملاقة  العاملة في هذا المجال مثل غوغل وفيس بوك وتوتيتر وابل وغيرها بقصد الدفاع عن مصالح تلك الدولة وحماية اسرارها  ومن خلال الاتفاق مع تلك الشركات على ذلك ويفضل ان يتم ذلك بعلم الحكومة الامريكية وتحت رعايتها او اشرافها المباشر او غير المباشر.
ثالثا- ان لا تعتبر الادارة الامنية ان الدبلوماسية الرقمية مجرد واجهة من واجهات القوة الناعمة وان كانت هي كذلك بل عليها ان تعطيها حجمها بسبب تاثيرها الحقيقي والواقعي وان كان مصدرها عالما افتراضيا كونها تخاطب المجتمعات بشكل مباشر من غير اخذ راي الحكومات وتسوق لما تريد من غير رضاها ايضا تحت مفهوم حرية التعبير عن الراي.
رابعا- ان تاثيرات الدبلوماسية الرقمية على ارض الواقع ستكون مادية او غير مادية.
خامسا- ان الدبلوماسية الرقمية ضمن اعمال خدمة الامن تعني التهديد - تعني فتح جميع البوابات لدخول كل من هب ودب.
سادسا-  انها تعني الحرب بجميع اشكالها وخاصة الحرب العادية والنفسية والتجارية والتقنية تعني الحرب على جبهات متعددة في ان واحد.
سابعا- ان تأخذ بنظر الاعتبار امكانية استفادة جهات امنية منه مثل الامن العسكري والاعلام والعلاقات العامة العسكرية منه.
ثامنا- ان يجري في الؤسسات الامنية التدريبية التدريب على كيفية استخدام تلك الوسلية في مجال اعمال خدمة الامن في مجال العمل الوقائي والتعرضي.

تاسعا- ان يكون للادارة الامنية حضورا رسميا واضحا على الشبكة العنكبوتية او وسائل الاتصال من اجل العمل او الرد او التوجيه او التوضيح.