امن الافراد The security of individuals -امن المعلوماتInformation Security-امن المواد والمنشأت materials and constructions Security

قفشات

3d

تنويه: تقوم ادارة المدرسة باجراء تعديلات وتصويبات على المحاضرات المنشورة بشكل مستمر وحسب الحاجة يرجى الانتباه.

الأحد، 29 يوليو 2018

المحاضرة العاشرة- الامن العسكري الفني


المحاضرة العاشرة

الامن العسكري الفني

     كما اوضحنا سابقا فان مديرية الامن العسكري الرئيسية او مديرياتها الفرعية في قيادات الصنوف والأسلحة مثل(مديرية الامن الجوي، مديرية امن الدفاع الجوي، مديرية امن الدفاع الساحلي، مديرية امن طيران الجيش،..) يجب ان تحتوي على معاونيات او شعب او اقسام تختص بالعمل الفني وتساهم تلك الأقسام بجهد واضحا يرجع له الفضل في نجاح فعاليات الامن في جانبية الوقائي والتعرضي.
ان الأقسام الفنية تتولى القيام بالعديد من المهمات تنصب في توجهها العام الى الامن الفني ولكنها اما ان تسند فعاليات الامن الوقائي او التعرضي (المكافحة) أي تقديم الدعم والاسناد لشعب الامن العسكري العاملة في مجال العمل الوقائي او التعرضي  سواء كانت تلك المساندة تقدم بشكل مباشر او غير مباشر، ان التطور الحاصل في المعدات والآلات الالكترونية والتطبيقات والبرامجيات اظهر أهمية تلك الأقسام وانه يجب ان يتم الاهتمام بها وتطويرها ودعم فكرة الابتكار والاختراع فيها.
ويجري الحديث في الوقت الحاضر على فصل تلك الشعب والاقسام الفنية في مسمى الامن الالكتروني وهذا خطأ قاتل لان مديرية الامن الالكتروني لن تحل مكان الامن الفني ولا تسد الفراغ الذي يتركه لان شبيه أساس عمل الجهاز الأمني هو فريق كرة القدم حيث يمثل الدفاع الجزء الوقائي ويمثل الهجوم الجزء التعرض ويمثل الوسط كل من القسم الفني والإداري على ان طبيعة عمل مديرية الامن الالكتروني(اتصالات- مواصلات) ليس بالضرورة ان تكون مثل واجبات الجانب الفني في مديريات الامن ومنها مديرية الامن العسكري بالإضافة الى انه لا يمكن فهم وجود امن وقائي او تعرضي من غير وجود الجزء الفني.
ومن اجل توضيح أهمية الجزء الفني في عمل الجهاز الامن فانه يمكن بيان الواجبات والخدمات التي يمكن ان يقدمها ومنها على سبيل المثال:- 
1- على عكس الامن الوقائي والتعرضي فان الامن الفني يمكن ان يقدم خدمات اجتماعية للعاملين في الأجهزة الأمنية او للعاملين في القيادة والصنوف مثل:
  أ- تصليح المعدات والأجهزة الشخصية مقابل مبالغ مالية زهيدة.
  ب- متابعة اعطال خدمات دوائر الاتصالات والمواصلات.
  ج- بيان اليات وضع الهواتف والمواقع تحت الرصد والمراقبة.
  د- اجراء عمليات الفحص والكشف للمواقع المهمة ومنازل كبار الضباط والمسؤولين للتأكد من خلوها من معدات التجسس او التتبع.
  هـ- المشاركة في المؤتمرات العلمية ومعارض عرض الابتكارات.
2- تقديم المشورة الفنية للأقسام الأمنية (وقائية- تعرضية).
3- فتح الدورات ذات الطابع الفني.
4- اصدار النشرات والتعليمات والتوجيهات ذات الطابع الفني للعاملين في الاجهزة الأمنية من جهة وللعاملين في الصنوف والقيادات والأسلحة من جهة أخرى.
5- إقامة الفعاليات والممارسات التعريفية حول خطر الوسائل الفنية للجهات المعادية.
6- القيام بعمليات المسح والكشف على الأجهزة (السمعبصرية) ومعدات والآلات واجهزة التسجيل والربط والتغذية والنقل وغيرها من المعدات المستخدمة في عمليات التجسس ضد الافراد والمعلومات والمنشآة.
7- في بعض الأحيان يجري تنسيب جماعة من الاقسام الفنية للقيام بواجبات مشتركة مع الأقسام الأمنية اذا اتطلب الامر ذلك.
8- تقديم الخبرة والمساعدة في فتح الأبواب الحصينة للمراكز المالية والأماكن المهمة والقاصات(خزانة حفظ الأموال) وخزائن حفظ المعلومات والآلات والأجهزة المهمة وكذلك الأبواب المزودة بأقفال عادية او الكترونية.
9- مراقبة الأنشطة الأمنية في وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاتصالات ويفضل ان يكون هناك تواجد للعناصر الفنية في المراكز الرئيسية لوسائل الاتصالات وبالاتفاق معها.
10- وضع الهواتف بأنواعها تحت المراقبة حسب الطلب او خطة الفحص(خطة الفحص :هي خطة تقوم بها الجهات الوقائية او التعرضية بالتعاون مع الجهات الفنية للقيام بعمليات وضع  بعض الهواتف تحت المراقبة لأغراض متعددة منها التدريب او تدقيق معلومات او حسب طلب بعض الأهداف نتيجة حصول عمليات تهديد او الشعور بخطر).
11- وضع وعمل وابتكار الجفر(الشفرات) بأنواعها.
12- تصليح الآلات المعدات  والأجهزة العاطلة وابتكار الجديد منها.
13-مراقبة حركة الآلات والمعدات والأجهزة التي يستوردها القطاع الخاص لمعرفة امكانياتها وخطورتها على الامن القومي للبلاد.
14- متابعة أنشطة الجهات المصنعة للأجهزة الفنية على المستوى العالمي.
15- إمكانية انشاء مركز مراقبة وحسب الحاجة شبيه بمركز العمليات.
16- تتبع وفحص مسارات الكيبلات والبدالات(سنترال).
17- تسلم جميع الأجهزة والآلات والمعدات للعاملين في الامن الوقائي والتعرض من قبل الأقسام الفنية كعهدة شخصية بموجب مستندات رسمية ويجري تدقيقها بشكل ومستمر وتبديل العاطل منها او استبدالها بأجهزة جديدة.
18- تشغيل وادامة معدات واجهزة كشف المواد والمتفجرات والمواد السامة  سواء كانت كبيرة او صغيرة او التي  تستخدم لتفتيش الأشخاص.
19- العمل في مراكز القيادة والسيطرة(غرف الحركات - مركز العمليات).

ملاحظة:
ان جميع الأجهزة والمعدات والآلات هي من صميم عمل الجزء الفني حتى وان كانت بحوزة جهات الامن الوقائي او التعرضي ويستخدمها العاملين في تلك الاماكن.







السبت، 7 يوليو 2018

المحاضرة التاسعة- امن غرفة الحركات ومركز العمليات


المحاضرة التاسعة
"الامن العسكري"

امن غرفة الحركات ومركز العمليات

    بسبب طبيعة المؤسسة العسكرية اقتضى الحال ان تكون لها غرف للحركات او مراكز للعمليات على ان تلك الانواع من مراكز القيادة والسيطرة لا تظهر في المستويات الصغيرة من التنظيم العسكري(حضيرة، فصيل ، سرية، فوج او كتيبة) وان اول ظهور لها يكون على مستوى اللواء اي انه لا توجد غرفة حركات في الحظيرة او السرية او الفوج اما مركز العمليات وغرفة الحركات فيظهر في مستوى الفرقة او الفيلق او الجيش او السلاح مثل مركز عمليات قيادة القوة الجوية وغير ذلك، وقد يعزى ذلك الى ان اول ظهور في المستويات العليا الى  وجود ضابط مختص بشؤون الحركات(ضابط ركن حركات-استخبارات).
اننا في هذه المحاضرة لا نتناول واجبات غرفة الحركات او مركز العمليات لأنها في الحقيقة واجبات استخباراتية صرفة كونها تتعامل مع القطعات الصديقة والعدوة والارض والطقس وسوف لا نتطرق اليها الا بالإشارة الى انها تحوي العديد من الخرائط والمخططات والسجلات والاوامر والتقارير وتقادير الموقف والرموز والمختصرات  ومجسمات والبعض الاخر يحتوي على شاشات لغرض العرض او النقل المباشر واماكن لعمل ضباط ركن الحركات والتي تحتوي ممثلين عن جميع الصنوف والخدمات واجهزة اتصال وضباط ارتباط وسعاة وغير ذلك ويكون العمل في تلك الاماكن مستمر طيلة (24) ساعة وفق نظام المناوبة او الخفارة، هذا من جانب وفي حقيقة الامر ان غرفة الحركات ومركز العمليات تدخل حمايتها من ضمن صميم عمل الجهاز الأمني وان كانت تمارس عملا استخباريا صرفا كونها تتعامل مع افراد ومعلومات ومواد ومنشآت وهي محاور العمل الأمني، وقد تكون مراكز العمليات مؤقته يجري استبدالها بعد الحروب او التوترات او عند تعرضها الى الاعمال العسكرية المباشرة وقد تكون دائمية يجري تطويرها وتحديثها بشكل مستمر.

 وهناك بعض الاجراءات العامة التي يجب عدم اغفالها في امن غرف الحركات ومراكز العمليات اسوة بباقي الاماكن المهمة التي تمتاز بوجودها المؤسسة العسكرية ومن هذه الاجراءات:-
1- يتم اختيار غرفة الحركات او مركز العمليات في المنطقة المحمية  للوحدة العسكرية وان يكون محصنا ضد الضربات الجوية والصاروخية.
2- يكون كل من مركز العمليات وغرفة الحركات التعبوي محصنا ضد القصف المدفعي او الصاروخي مبنيا من الخرسانة او الخشب السميك وبأعماق مناسبة تحت الارض ويفضل في وقت العمليات العسكرية التعبوية في ان  يكون صغير وعملي (على شكل شق مغطى) ويقتصر على اقل  عدد ممكن من الاشخاص والمعدات بما يمكنه من القيام بعمله من غير مبالغة او تقصير وقد يكون متحركا موجود في الية عسكرية.
3- ان يحاط بأعمال الغش الطبيعي او الصناعي.
4- تحديد حركة السابلة او العجلات منه واليه.
5- يكون مركز عمليات القيادة مثل قيادة القوة الجوية او الدفاع الجوي محصنا تحصينا شديدا ضد كافة انواع الهجمات ومنها الهجمات الجوية والصاروخية  ومحصنا من كافة الاسلحة الخاصة(كيميائية – احيائية- نووية،...).
6- ان تكون فيه نقطة حراسة وتواجد لعناصر الامن.
7- يمنع اخراج اي وثيقة اي مستمسك من موجودات  غرفة او المركز باستثناء الكتب الرسمية والبرقيات التي تحمل الاوامر.
8- الأبواب من النوع الحصين ويفضل ان تحتوي على وسائل امان عالية.
9- يحمل جميع العاملين في تلك الاماكن هويات وباجات تعريفية، وان تكون تلك الباجات متوافقة مع العمل في اجزاء تلك الأماكن وحسب أهميتها ولا يجوز باي حال من الأحوال السماح بتواجد الأشخاص العاملين فيها في غير الإمكان المخصصة لهم.
10- منع تواجد أجهزة الاتصال او التواصل الشخصي(هواتف نقالة، أجهزة اتصال لاسلكي او سلكي) غير رسمية.
11- جميع الاتصال الواردة والصادرة تخضع لنظام التسجيل والمراقبة.
12- جميع الفعاليات التي تحصل في تلك الأماكن تحت الرصد والمراقبة الأمنية.
13- توفر وسائل امان ومخارج للطوارئ تستخدم عند الحاجة.
14-لا يوجد تواجد لضابط الامن في غرفة الحركات الا عند الحاجة بينما يفضل ان يخصص ضابط امن لمركز العمليات يتبع للضابط الموجود المسؤول عن حماية المنطقة التي يتواجد فيها مركز العمليات.
15- يفضل ايضا في وقت العمليات العسكرية انشاء أماكن بديلة لمراكز العمليات يتم اللجوء اليها عند الحاجة على ان تكون غير معروفة وبقواعد عمل تختلف عن قواعد العمل الاصلية مع مراعاة السرية.
15- يجري اخلاء غرف الحركات او مركز العمليات بالكامل او تدميرها بالكامل في الظروف العملياتية غير المواتية.

وفي بعض الأحيان يتم انشاء مركز العمليات في أحد القواعد الجوية إذا كان الموضوع متعلق بالأنشطة الجوية المختلفة ومن امثلة ذلك المركز المعروف بمركز العمليات الجوية المشترك (CAOC)=      Combined Air and Space Operations Centerكما هو الحال في المركز الموجود في قطر( قاعدة العديد الجوية) والذي تقوم من خلاله الولايات المتحدة بالأشراف على النشاط الجوي لها او للقوات الصديقة لها في المنطقة الممتدة من أفغانستان ومنطقة الشرق الأوسط إضافة للأنشطة العسكرية الأخرى وهو مركز متطور يتصل بمنظومات الإلكترونية وشبكات اتصال بالقمر الصناعي ويعمل فيه كادر متخصص قد يصل عديده الى حوالي إلف شخص.
وتعتبر مراكز العمليات وغرف الحركات من اكثر الأماكن العسكرية التي يجب تحديثها وتطويرها بشكل مستمر وتدعيمها بأحدث الأجهزة والمعدات وان كل تلك العمليات يجب ان تجري بوجود واشراف عناصر الامن للأسباب أهمها:-
1- يتولى الجهاز الأمني المسؤول عن غرفة الحركات او مركز العمليات بأجراء عمليات مسح شامل وبشكل مستمر للتأكد من سرية المعلومات المتداولة لضمان عدم تسربها او سرقها او حصول عملية تجسس عليها.
2- يقوم الجهاز الأمني(الجزء الفني) بفحص بجميع الأجهزة المستخدمة التعامل مع المعلومات لضمان عدم حصول عمليات خرق لها وكذلك فحص جميع وسائل إيصال ونقل المعلومات والخدمات منها واليها والتطبيقات والبرامجيات المستخدمة فيها أيضا وفحص جميع الأجهزة الحديثة التي تضاف للعمل وخزن واتلاف جميع الأجهزة التي يجري الاستغناء عنها بسبب العطل او التحديث لما تحتويه من معلومات.
3- يجري التنسيق مع القيادة العسكرية من اجل ابعاد العناصر المشكوك فيها من العمل في تلك الأماكن المهمة واجراء عمليات فحص وتدقيق امني مستمر لجميع العاملين فيها والأفضل ان تقوم القيادات بمفاتحة الجهاز الأمني وتزويده بأسماء الأشخاص الذين يتم اختيارهم للعمل في تلك الاماكن.
4- ان مراكز العمليات وخاصة المشتركة منها مكلفة ماليا بحكم ما تحتويه من أجهزة معدات وابنية خاصة وعدد كبير من العاملين وكلها موارد يتوجب على الجهاز الأمني متابعتها لضمان عدم استغلالها او إساءة استخدامها واضافة الى حاجتها المستمرة لصرف الأموال من اجل التحديث والتطوير وهي باب من أبواب الفساد ان لم يجري السيطرة عليه بشكل جيد وبحرفية عالية لهذا تخضع جميع العمليات او المعاملات المالية المتعلقة بها الى حضور او تواجد لضباط الامن المسؤولين عنها ، فعلى سبيل المثال أعلنت وزارة الدفاع الامريكية موافقتها على تطوير مركز عمليات القوة الجوية القطرية بمبلغ قدره(197)مليون دولار.

تكمن أهمية غرف الحركات ومراكز العمليات الى كونها هدفا مهما للعمليات التعرضية المعادية سواء كان ذلك من خلال التجسس والهدم والتخريب او الهجوم المسلح المباشر ويشترك العاملين في مجال الامن الوقائي والتعرضي وبشكل مستمر في توفير اقصى إجراءات امنية فاعلة لحماية تلك الأماكن وبشكل مستمر وكلما كانت المنطقة التي تتواجد فيها تلك المراكز في المنطقة المحمية كلما سهل على الأجهزة الأمنية متابعتها وتوفير امن جيد وفعال لها.

س: لماذا يظهر وبشكل واضح دور النشاط الامني الفني في موضوع مثل امن غرفة الحركات او مركز العمليات؟
ج: لما كانت طبيعة عمل غرفة الحركات ومركز العمليات يتطلب وجود الكثير من المعدات والأجهزة الفنية والتطبيقات والبرامجيات المختلفة والتراسل الجفري بانواعه تطلب الامر اشراك القسم الفني (الدائرة- الشعبة الفنية) في اعمال خدمة الامن بشكل مباشر إضافة الى اعمال الامن الوقائي والتعرضي، وقد يجري تنسيب جماعة فنية امنية من الجهاز الأمني للعمل بشكل مباشر ومستمر بتلك الأماكن .


صورة مركز عمليات قاعدة العديد الجوية القطرية

المصدر:

الأربعاء، 4 يوليو 2018

المحاضرة السادسة- الامن التكويني الفعال


المحاضرة السادسة

الامن التكويني الفعال

  ويقصد بالأمن التكويني:
ما يتم اتخاذه من إجراءات من اجل التفوق والوصول الى الجاهزية العليا من خلال التركيز على كل ما هو إيجابي وتقويم تصرفات الافراد من خلال التعلم والتدريب للمهارات وكسب الخبرات ومن خلال المزاوجة بين ما هو نظري وعملي، وان الأصل في التكوين الأمني هو الوصول الى التكوين الاجتماعي من خلال اعلاء القيم المتعلقة بالوظيفة وتحقيق اعلى درجات الانسجام والتوافق مبني على اساس الوجود الحتمي للاختلاف.  
يعني التكوين فيما يعنيه عملية الايجاد والتشكيل وفق معطيات معينة (خطة معينة) للحصول على مخرجات بمواصفات خاصة معدة للعمل في أماكن واجواء خاصة مبنية على رغبات حقيقية يبديها اشخاص معينين تؤخذ كأساس في عملية تشكيلهم من حالة الى أخرى.
ان عملية تحويل الافراد المشمولين من افراد عاديين بناء على رغباتهم وارداتهم الى مختصين بمجال معين وصولا الى الاحتراف ليس لجميعهم بل للبعض منهم ومن ثم كشف مهارات ومواهب البعض  لغرض تنميتها سواء كانت إدارية او فنية او شخصية او ذهنية او جسمانية تسمى هذه العملية بعملية التكوين وفي مجال العمل الأمني بعملية التكوين الأمني.
وأساس التكوين هو التدريب الأساسي او المكمل ولا يدخل في عملية التكوين موضوع  العمل او التدريب  التطويري المتعلق بأداء وظيفة معينة أي كان نوعه (ليس المقصود منه التدريب العملي) الا اذا كان هذا العمل التطويري موجود في اصل خطة الاعداد والتكوين وان تقوم به نفس الجهات التي قامت بعملية الاعداد، لان العمل التكويني في الاصل من اختصاص المؤسسات التدريبية والتعليمية والعمل التطويري من اختصاص مؤسسات العمل وفي حالات يمكن الجمع بين الموضوعين بوجود قيادة او ادارة امنية ناجحة تعمل لإيجاد قواسم مشتركة بين التعلم والنواحي الاجتماعية ومتطلبات الوظيفة الأمنية وفق أساس تنموي.
ولما كان العمل التطويري جزء مهم من اعمال خدمة الامن استمرت القيادات والإدارات الأمنية على اعتباره جزء مكمل لعملية العمل التكويني لان اعمال خدمة الامن تمتاز بالاستمرارية ويصعب معها فصل عملية التكوين عن عملية التطوير للتفاوت الحاصل في إمكانيات الافراد العاملين في الأجهزة الأمنية  وما يظهروه من اعمال اما ان تحسب لهم او عليهم والحكم الفصل في الموضوع هو ما يحصلون عليه من تقييم خلال عملية التكوين والتطوير.
وتمر عملية التكوين بمراحل عديدة حتى تعطي نتائج ملموسة واهم هذه المراحل: -
1- التخطيط: وفي هذه المرحلة يتم وضع الخطط لغرض استقبال وتدريب مجموعه معينة من الافراد من اجل تهيئتهم للعمل في الأجهزة الأمنية من خلال اشتراكهم بالتدريب الأساس وان خطة قبول الافراد يجب ان تكون مفصلة وتحتوي على جميع العناصر اللازمة لإنجاحها.
2- التطبيق على ارض الواقع: حيث يتم تطبيق مناهج خطة التدريب على ارض الواقع ومن ثم معرفة مدى تجاوب الأشخاص المعنيين بها.
3- التقييم: بعد قطع أشواط من عملية التدريب يجري تقييم موضوعي لكل شخص لبيان مدى استفادته من مناهج خطة التدريب حيث يتم بعدها استبعاد العناصر التي لم تظهر تفاعل واضح مع مفردات الخطة وقد يصار على عزل هؤلاء الافراد لغرض القرار على زيادة  عدد الساعات المخصصة لتدريبهم.
4- إعادة التصحيح والتوجيه: وقد يشمل جماعة معينة من خلال اعادة توجيه ما يتحصون عليه من مهارات وخبرات في الاتجاه الصحيح.
5- التصفية والغربلة: ويتم في هذه المرحلة استبعاد العناصر غير المؤهلة وقطع التدريب عنها وخاصة عند اظهارهم الامتعاض والتذمر والتشكي وعدم اطاعتهم الأوامر او فشلهم في الحصول على علامات النجاح المطلوبة في الاختبارات التي تجري لهم في نهاية عملية التدريب التي تحصل في المؤسسات التدريبية.
6- التدريب المتمم(التكوين المتجدد): حيث يصار في بعض الحالات إعطاء برنامج تدريب متمم للأفراد حسب مكان العمل وقد لا تقوم به نفس جهة التدريب الأساس، وعلى سبيل المثال: حصلت الموافقة على تدريب (100) شخص للانضمام الى اعمال خدمة الامن في المؤسسة العسكرية وتم توزيعهم على قيادات الأسلحة بمعدل (10) لكل قيادة مثل قيادة القوة الجوية او قيادة القوة البحرية او العمليات الخاصة، ان طبيعة الاختلاف في عمل القيادات يتطلب اشراك كل مجموعة بدورة تكوين جديدة حسب طبيعية وخصوصية كل قيادة وطبيعة عملها وما فيها من معدات واسلحة.
7- التطوير: وعملية التطوير قد تكون بشكل مباشر بعد التدريب الأساس والمتمم وقد تقوم به جهات تدريبية مختصة او ان يحصل اثناء العمل ولفترات طويلة وقد لا ينتهي حتى نهاية عمل اولئك الافراد في مجال اعمال خدمة الامن.
 وبشكل عام يمكن القول ان الامن التكويني يستند على فكرة ملاحظة وتقييم وتقويم السلوك التنظيمي للأفراد من خلال متابعتهم في كيفية اداؤهم للأعمال الموكلة بهم وبما يتمتعون او يمتازون او يتمايزون به من مهارات عقلية وجسمانية، أي ربط التصرفات البدنية والجسمية بالحالة الفكرية او التخيلية لديهم وسرعة تصرفهم وتعاطيهم لللمتغيرات التي تحيطهم وبما يحصل معهم في اشد الحالات تعبا او اجهادا.
ان ما يقوم به الجهاز الأمني في موضوع الامن التكويني يهدف الى:-
1- تحديد سلوك الافراد داخل وخارج الجهاز الأمني.
2- تنمية القدرات وتعلم المهارات واكتساب الخيرات(تنمية الدوافع).
3- التعاون بين افراد الجهاز الأمني.
4- ايجاد البرامج التكوينية.

ويواجه الامن في بعض الدول انتكاسة حقيقية مرده عدة أسباب بعد تجاوز موضوع الفساد المالي والإداري وسوء التخطيط وضعف الإدارة وقلة الموارد وفشل المؤسسات الأمنية التدريبية في تقديم برامج حقيقية وغيرها من أسباب، هو الابتعاد عن الامن التكويني فبدل من ان يتم استقطاب عناصر جيدة للعمل في مجال العمل الأمني يجري توظيف كل نطيحة ومتردية وزجهم في هذا المجال الحساس فبدل من ان يقدم العاملين في مجال العمل الأمني اقصى ما عندهم وإظهار محبتهم للعمل الأمني يتحول الموضوع الى عملية البحث عن مكاسب الوظيفة ومن ثم استغلالها أبشع استغلال ناهيك على ان بعض العاملين في الأجهزة الأمنية حصلوا عليها عن طريق الرشا والمال السياسي والمحاصصة،  فهم مجرد ارقام ولنا عزاء في ذلك في قول شاعرنا السموأل في رائعته:
      إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ                          فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ
         
     وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها                     فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ
         
    تُعَيِّرُنا أَنّا قَليلٌ عَديدُنا                                               فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُ