امن الافراد The security of individuals -امن المعلوماتInformation Security-امن المواد والمنشأت materials and constructions Security

قفشات

3d

تنويه: تقوم ادارة المدرسة باجراء تعديلات وتصويبات على المحاضرات المنشورة بشكل مستمر وحسب الحاجة يرجى الانتباه.

الاثنين، 17 فبراير 2020

المحاضرة الثامنة - اساليب وطرق لتجنيد


التجنيد


الدكتور 

مظهر الشاكر



المحاضرة الثامنة

أساليب وطرق التجنيد


       الأساليب غير التقنيات فالتقنيات هي الطرق المتعبة لأداء مهمة معينة وقد تتشابه هذه مع الأساليب والأساليب قد تختلف من جهاز أمني لأخر، فجهاز الأمن المحلي غالبية متعاونيه هم من الفئات التي عليها مؤشرات ومعلومات غير مشجعة أو من أصحاب السوابق وجهاز الإستخبارات والأمن العسكري غالبية متعاونيه من العسكريين أو المدنيين الذين يسكنون بالقرب من الوحدات العسكرية ومن أصحاب السوابق من العسكريين وأما جهاز المخابرات فلديه فئات متعددة موجودة في كل مكان وفيهم نخب في مجال أو مواقع عملهم وحتى فيهم من الأجهزة الأمنية للدول الأخرى.
    وبعض الأساليب في بعض الدول حالة مشاعة وبعضها حالات نادرة أو قليلة تفرضها طبيعة الحياة والعلاقات الإجتماعية والدينية والسياسية حتى الأنظمة القانونية والعرفية السائدة في تلك الدول وخاصة ذات التوجهات الدينية في تلك البلاد، وسنتطرق الى أهم أنواع عمليات التجنيد التي استخدمت في العديد من الدول:
1- في بعض الدول أو الجماعات المسلحة كأن العامل الديني أو القومي هو السبب المباشر في إمكانية الحصول على عناصر لغرض التجنيد، أن العنصرة للقومية أو الدين والمذهب وما يرافقها من حماسة وإنقياد أعمى  وحتى سذاجة في بعض الأحيان كلها عوامل مهمة في إنجاح عملية التجنيد بنسب مرتفعة لحساب الجهة القائمة بالتجنيد، إن التجنيد حسب المعتقد هو الذي كأن سائدا وقد يكون ذلك بنسبة أقل عما كأن خلال القرن الماضي حيث شهدنا بروز العديد من عمليات التجنيد ولشخصيات كثيرة مثل: " شولا كوهين " التي عملت لصالح الموساد الإسرائيلي في لبنان والتي إعتلقت من قبل الأمن اللبناني عام/1961م بتهمة إرسال معلومات وتمكين يهود من السفر الى إسرائيل وبعد حرب حزيران لعام/1967م، تمت مبادلتها في عملية تبادل الأسرى، وبعد تلك الحرب توجهت للعيش في القدس وتوفيت عام/2017م بإحدى مستشفيات القدس .
       ومن الجواسيس الذين تم تجنيدهم للعمل لصالح إسرائيل المدعو " عزرا ناجي زلخا " اليهودي العراقي من سكنة مدينة الموصل والموظف في مقر وزارة التجارة العراقية، لقد فتحت عملية الإطاحة بهذا الجاسوس الباب لكشف غالبية عناصر شبكة التجسس الإسرائيلية داخل العراق والتي كان أبرز رموزها الموما اليه، هذا الرجل التي تزوج عام/1952م من امرأة يهودية تسمى " ملاذ " توفيت بعد عام من زوجها بسبب إصابتها  بالتيفوئيد، تم تجنيد عزرا من قبل شخص يهودي يسمى " بوشا- بوشاط " وهو تاجر من الفئة الوسطى تم تجنيده ليقوم بأعمال عديدة ولكن المعروف عنه أنه كان يختص بجمع المعلومات عن جميع اليهود الموجودين في العراق ومعرفة أماكن سكنهم وأحوالهم المعيشية وأماكن عملهم ومن هذا الطرق دخل مواسيا لعزرا إذا كان يقوم بزيارة قبر زوجته، بعد ذلك تعرف على إبنة بوشا وخطبها فكان مهرها مدخلا لعملية التجنيد، ومن ثم بدأ عزرا عمليات جمع المعلومات ومساعدة العوائل اليهودية على ترك العراق بعضها بشكل شرعي والأخر على شكل عمليات تهريب، بعد أن تم تدريبه على يد أحد وكلاء إسرائيل في العراق، إن حكاية عزرا تكاد تجمع أساليب التجنيد المعروفة فهو تم تجنيده بسبب الموضوع العقائدي واستمرئ الأمر حين بدأت الأموال تصل اليه فعرض على زوجته مشاركته في العمل لضمان الحصول على مردود مالي أكثر ومن ثم دفع زوجته للتقرب من أحد الموظفين في وزارة الخارجية ثم أحد الضباط ثم إستطاعت زوجة عزرا من أن تورط وتجند حوالي (13) موظفا منهم أربعة ضباط، وكأنت السبب في أن يقوم عزرا بقتل أحد الضباط بعد مفاتحة ورفضة وإصراره على تبليغ السلطات تم التخلص من الجثة، وتكليفه لتجنيد أحد الطيارين لغرض الهروب مع طائرة ميك الى إسرائيل والذي تم التعرف عليه وقتله أيضا بعد رفضه، تم القاء القبض على عزرا وزجته واعدم عام/1969م في ساحة التحرير  في بغداد مع مجموعة من الجواسيس.
        وكذلل الحال مع قصة "ايلي كوهين" المعروف باسم " كامل أمين ثابت "  اليهودي المصري المولود في الإسكندرية الذي عمل لحساب إسرائيل للفترة من(1961- 1964) وإتخاذه من دمشق في سوريا مقرا لممارسة أعماله الجاسوسية وتم القاء القبض عليه وإعدامه  بعد محاولته إستخدام اللاسلكي في بث معلومات وتلك القصة التي تبدو كأنها من حكايات الف ليلة وليلة،  حيث لا يزال هناك غموض في كيفية كشفه، منها أن تم كشفه كما أسلفنا لقيامه ببث رساله مورس مشفرة صادف أن التقطتها إحدى سيارات الأمن السورية وهناك رأي يرجح أنه قد تم التعرف عليه بعد نشر صوره له على الجبهة السورية الإسرائيلية وتعرف أحد الضباط المصريين عليه لأنه كأن يسكن في مصر، وهناك رأي حول وصول معلومات من إسرائيل عن طريق أحد المصادر أدت الى كشفه وهناك  من يقول أن أحدى السفارات رصدت نشاطا لاسلكيا من أحد الشقق القريبة من أحد المواقع العسكرية السورية في دمشق وتم إخبار الأمن السوري الذي بدأ  يتعقب ذلك النشاط.
2- في عمليات التجنيد التي تعتمد على التوريط أو الفضائح إستخدمت النساء في الإيقاع بالكثير أو من خلال العلاقات الحميمة التي تصل مرحلة الزواج، وإستخدام الرجال أيضا في نصب فخاخ لإيقاع بالكثير من الأشخاص وخاصة المهمين والبعض الأخر قد تم فبركة فيديوهات تصورهم في أوضاع مخجلة، بعض تلك الطرق نجح والبعض الأخر فشل بسبب الرفض أو بسبب عدم تـأثر الشخص بالموضوع، والبعض الأخر عرض عليه صور وأفلام تخص ذويه فقبل مضطرا والبعض الأخر تم تهديده وفي حالات نفذ هذا التهديد، وهناك قسم أخر هم الذين يقومون بإعمال مخلة بالوظيفة مثل السرقة والرشوة والتزوير فيتم مسكهم فبدل من أن يتم إحالاتهم الى المحاكم يقبلون العمل مع إية جهة لضمان إستمرار الأوضاع التي هم عليها.

         إن استخدام النساء في التجنيد يسمى عند بعض الدول "الإبتلاع" وهو يستعمل عادة مع العاملين في الأماكن الحساسة والمهمة، وتسمى المرأة التي تستخدم لتوريط اشخاص والإيقاع بهم بقصد تجنيدهم بـ "البالعة" أو "الطعم" اما إذا إستخدم رجل بقصد توريط رجل أخر فيسمى عندها "المـأبون" أو "الطعم" وإذا إستخدم رجل لغرض القيام بعملية تجنيد ضد فتاة أو رجل أخر فيسمى عندها "الغراب" أو "الكاسر"، والذي يمنع حصول هذه الحالة وينتمي الى الجهاز الأمني أي يمنع حصول عملية التجنيد يسمى" الشاقوف" أو "القشاش".

      ومن أشهر حالات  إستخدام النساء في التجنيد كطعم  هي العملية التي قامت بها عضوة الكي جي بي " Violetta Seina " إبنة (25) والتي كانت تعمل كمترجمة ومستشارة في سفارة الولايات المتحدة في موسكو حيث تمكنت من توريط أحد عناصر مشاة البحرية الامريكية من العاملين بالسفارة هناك وهو " Clayton J. Lonetree" وإستمرت العلاقة فيما بينهم حتى بعد نقله الى للعمل في النمسا، تم القاء القبض عليه وحكم عام/1987م  بالسجن مدة من الزمن وتم إطلاق سراحه بعد تسع سنوات من الحبس تضمنت المعلومات المطلوب الحصول عليها" الوثائق الخاصة بمخططات مباني السفارة الأمريكية في كل من موسكو وفيينا وأسماء وهويات عملاء المخابرات الأمريكية السرية في الإتحاد السوفييتي والسماح لبعض أفراد الكي جي بي بالدخول الى داخل السفارة "، اضطرت بعدها الولايات المتحدة الى إتخاذ جملة من الإجراءات في سفارتها في موسكو منها تغير منظومة الإتصالات وتغير بعض عناصرها.
3- المال، كان المال ولا يزال هو المحرك الأساسي للكثير من عمليات التجنيد وخاصة للذين لديهم الرغبة في تغيير نمط حياتهم نحو الأحسن والتمتع بمباهج الدنيا والسفر والترحال والحصول على الجاه أو السلطة ولا تكاد توجد عملية تجنيد واحدة خلت من موضوع الإستفادة المادية إلا بعض الذين تم تجنيدهم لإعتبارات عقائدية في السابق فأنهم كانوا يقدمون تلك الخدمات بسبب ما يعتقدونه بأنهم يقدمون خدمة لبلدانهم ولمجتمعاتهم أو للأنسانية أو نصرة الحق ضد الباطل وهي خدمات مجانية وقبض الثمن عيب بحقهم، ومن أشهر قصص التجنيد المتعلقة بالمال قصة " نبيل النحاس " اللبناني المصري والذي عمل لصالح المخابرات الإسرائيلية حوالي (13) سنة تم القاء القبض عليه عام/1973م  وكأن يأمل أن تتم مبادلته مع الأسرى لكن إسرائيل أنكرت معرفته به وبقى حبيس الذل والمهانة، وقد تستمر المواضيع المتعلقة بالمال حتى بعد وفات المجند كما حصل في قصة المجند " إكس- بن زيغير" الذي وجد مشنوقا (إنتحر) في أحد سجون  إسرائيل عام/2010م وهو يحمل الجنسية الإسترالية أيضا حيث هناك معلومات حول دفع الحكومة الإسرائيلية مليون دولار لعائلته مقابل عدم رفع دعوى في المحاكم، وكان الموما اليه قد سرب بطريق الخطأ حسب بعض الروايات أو من غير قصد في رويات أخرى أو شبه مؤكدة معلومات تسببت في كشف بعض المجندين في لبنان بعد أن وصلت تلك المعلومات لحزب الله، وهو أحد الأشخاص المتهمين بشكل غير مؤكد أو قطعي  أو قد تكون له علاقة من قريب أو بعيد بقتل أحد قيادي حماس المدعو " محمود المبحوح" في دبي عام/2010م، وقد لا يكون المقصود بالمال هو المال أي النقود بل أي فائدة مالية مثل الهدايا بمختلف أنواعها أو رحلات السفر والعلاج المجاني والمعاشات ومنح القبول في الجامعات وغيرها.
4- التجنيد لحساب بلد ثالث كما هو واقع حال في قصة عبد الرحمن قرمان المعروف باسم " عابد كرمان "  وهو فلسطيني إستطاعت المخابرات المصرية تجنيده للعمل لصالحها وكان له دور في نقل معلومات عن دفاعات إسرائيل في سيناء للفترة بين عامي(1976- 1973) وتم القاء القبض عليه بعد فشله في تجنيد شخص أخر تم القاء القبض عليه ومن ثم تمت مبادلته في موضوع تبادل الأسرى بعد حرب عام/1973م، وكما أشرنا سابقا فأن حادث إغتيال محمود المبحوح والذي ينتمي الى كتائب عز الدين القسام التابعة لحماس في دبي عام/2010م قام به (27) شخصا يحملون جوازات سفر مختلفة.
5- الحرية  للسجناء ومنح الوظيفة وحق اللجوء  للاجئين أو للمهاجرين، فقد شهدت منطقة الشرق الأوسط بسبب الأوضاع السياسية المضطربة لجوء الالاف من الأشخاص الى دول أخرى لقد تم إستغلال هؤلاء أبشع إستغلال حيث تم تجنيد العشرات منهم  لغرض العمل لصالح مختلف الأجهزة الأمنية، فلنا أن نتصور أن تركيا على سبيل المثال تفتح حدودها لاستقبال (3) ملايين لاجئ سوري وترسل جنودها ليحاربوا في سوريا من غير أن يكون هناك ثمن أو فائدة على أقل تقدير تجنيد العشرات للعمل لصالحها أو حتى القتال معها ضد من تراه أنه عدو أو يشكل مصدر خطر أو تهديد عليها .
6- التجنيد بدافع أو حجة مواجهة تهديد الإرهاب وهذا يحصل بكثرة في أوروبا وامريكا وكندا واستراليا وخاصة في الدول التي تتواجد فيها جالية عربية وإسلامية كبيرة مهاجرة أو لاجئة كما هو حال قصة " مارتن " الذي كأن مسجونا في أوروبا ثم أطلق سراحه وأخذ يزود الجهات الأمنية بمعلومات عن غالبية الأفراد الذين يعرف عنهم معلومات بحجة مكافحة المخدرات والجريمة.
7- تجنيد للعمل لصالح العصابات " العائلات" وهناك العديد من العصابات ومنها العصابة اليابانية "ياماغوتشي جومي" التي تقوم بتجنيد العديد من الأفراد والذين يقومون بإعمال كثيرة ليس أقلها عملية جمع المعلومات ومراقبة منافسيها وساحة عملها حيث تمارس العديد من النشاطات ومنها تجارة المخدرات، وتخصص الكثير من المكافئات للعاملين معها علما أن أصول تجارتها المالية في اليابان وأسيا تزيد على (50) مليار دولار.
8- التجنيد عن طريق التقرب من شخص يؤثر على شخص أخر مثل زوجة أو صديقة ومن ثم تجنيد هذا الشخص وبعد فترة طلب تجنيد أخرين عن طريقه.
9- التجنيد وفق طريقة الرقم واحد أي تحييد الشخص المجند لأن الرقم واحد عند حاصل ضربه في أي رقم تبقى النتيجة كما هي ويستخدم مع بعض الأشخاص إتقاء لشرهم أو مخافة تأثيرهم مثل أصحاب النفوذ في القبائل والعشائر أو العصابات أو مسؤولي شبكات الدعارة.
10- إستغلال العلاقات والصداقات الحقيقية أحد أهم أنواع التجنيد.
11- لقاء رسمي ثم إقامة علاقات قوية من ثم إقامة صداقات ثم التكليف بالعمل ثم التدريب ثم مرحلة تطوير القابليات وتعلم المهارات وكسب الخبرات.
12- التجنيد التصادمي عند اللقاء لأول مرة ويحصل مع الوكلاء المستقبلين.
13- التقرب البارد أو التدريجي ضمن متطلبات الوظيفة أو العمل أو البحث العلمي.
14- النفاذ عن طريق التقدم العلمي أو النشاط التجاري، ما يعرف بتجنيد المشاورة.


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق