امن الافراد The security of individuals -امن المعلوماتInformation Security-امن المواد والمنشأت materials and constructions Security

قفشات

3d

تنويه: تقوم ادارة المدرسة باجراء تعديلات وتصويبات على المحاضرات المنشورة بشكل مستمر وحسب الحاجة يرجى الانتباه.

الثلاثاء، 1 أغسطس 2017

المحاضرة الرابعة والاربعون- الامن الصحي

المحاضرة الرابعة والاربعون

الامن الصحي

       يقصد بالامن الصحي اتخاذ كافة الاجراءات التي من شأنها المحافظة على الصحة العامة والذي هو احد مهام الادارة العامة، ولما كانت الادارة الامنية جزء حيويا ومهما من الادارة العامة فان الامر يتطلب ان يكون لتلك الادارة حضورا واضحا ومميزا في المجال الطبي والصحي ويربط البعض موضوع الامن الاصحي بالامن الانساني، والحقيقة ان العناوين الامنية مترابطة مع بعضها البعض، ولعل السؤال المهم هو هل ان وزارة الصحة هي المسؤولة عن الامن الصحي؟ والجواب ببساطة كلا، ان وزارة الصحة او وزارة الصحة والبيئة هي احد الجهات المهمة في موضوع الامن الصحي بحكم مسؤوليتها الادارية والفنية والمالية مع وجود الجهات الامنية مثل(الشرطة، دائرة المفتش العام، الامن الاداري).
ان الامن الصحي حلقات مترابطة تتولى الادارة الامنية متابعة حلقاتها المختلفة فبالنسبة للادارة الامنية لا يتوقف موضوع الامن الصحي عن حدود مسؤوليات وزارة الصحة بل يتعدى ذلك الى كل ما له علاقة بالصحة العامة للبلد محليا واقليما ودوليا ومن اجل فهم الامن الصحي علينا التطرق الى المشارب المختلفة والتي تصب في هذا المجال وهي بشكل موجز:-
اولا- موارد وزارة الصحة التي لها علاقة بالجانب الصحي.
ثانيا- دوائر الفحص المتعلقة بفحص الادوية والمواد الطبية والصحية والمختبرية  واللقاحات والاطعمة والمواد الغذائية والزراعية والثروة الحيوانية والنباتية واماكن الانشطة العامة مثل المسابح  وعيادات او اماكن التجميل وعمل المساج وحمامات الاسواق وصالونات الحلاقة الرجالية والنسائية وماشابهها.
ثالثا- الكليات المعاهد الطبية والصحية التابعة لوزارة التعليم العالي او وزارة الصحة.
رابعا- البلديات بحكم الخدمات التي تقدمها مثل الماء والمجاري ورفع الاوساخ.
خامسا- وزارة الموارد المائية من حيث التحكم بعمل السدود ونوعية المياه المخزونة او المطلقة.
سادسا- وزارة التجارة او جهات الاستيراد العامة والخاصة.
سابعا- الطبابة العسكرية او الشرطوية.
ثامنا- وزارة البيئة فيما يتعلق بالملوثات المختلفة.
ولعل وزارة الصحة في كل من العراق وايران بسبب مواسم الزيارة الكريمة والسعودية بسبب موسم الحج والعمرة تتطلب جهدا اضافيا بسبب كثرة الاعداد ومصادفة الزيارة في ظروف جوية صعبة(حر،برد، امطار) بالاضافة الى تنوع الافراد والذين قد ياتي البعض منهم من اماكن تشتهر بامراض او اوبئة معينة مثل انتشار الجدري المائي في المملكة المتحدة والملاريا والزهري في غالبية الدول الافريقية والايدز والتهاب الكبد الفيروسي وغيرها من الامراض.
ان الكثير من الامراض او الاوبئة قد الحقت بالبشرية خسائر كبيرة واستمر تأثير تلك الامراض فترات طويلة فالطاعون مثلا والذي يسمى الموت الاسود والذي حسب التقديرات غير المحسومة بان ما يقرب من(250) مليون شخص قد ماتوا نتيجة الاصابة به، على ان الطاعون ليس المريض الوحيد الذي الحق خسائر كبيرة بالبشر فهناك امراض كثيرة اخرى والذي يهمنا في الوقت الحاضر هو وجود امراض واوبئة لا تقل خطورة عن الطاعون مثل ايبولا والايدز والسرطان وانفلونزا الطيور وكورنا وزيكا وغير ذلك، لقد كان تأثير الاوئبة والامراض شديدا وقاسيا على الكثير من الامم والشعوب ولعل في قصة خالد بن الوليد ما يقرب تلك الصورة وباختصار بعد وفاة خالد بن الوليد ترك ما يقرب من الاربعين من الاولاد ماتوا جميعهم في طاعون عمواس وقيد قيل بانه لم يبقى من نسلهم ما يرث ارثهم فحول ارثهم الى بيت مال المسلمين..

مظاهر الامن الصحي السلبي:-
اولا- عدم معالجة الامراض والاوبئة ولعدة اسباب التي تصيب الكائنات الحية ومن امثلتها:
   1- امراض تصيب النبات مثل: فيروس فيسفساء التبغ، فيروس براعم بلايت، اللفحة المتأخرة التي تصيب البطاطا  كما حصل في اوربا  خللل الفترة من (1835-1845م )  وأدى  الى حصول مجاعة كبيرة كما هو الحال مع أيرلندا، مع الذكر ان علم امراض النبات يشخص حوالي(80) الف مرض تصيب النباتات بخسائر سنوية قد تصل الى نصف نسبة الحاصل.
   2- امراض تصيب الحيوان مثل: مرض الطاعون البقري، داء الكلب، الجمرة الخبيثة، الحمى القلاعية، ان كثيرا من الامراض التي تصب الحيوانات قد تهدد فصائل معينة منها فعلى سبيل المثال ففي فترة انتشار مرض انفلونزا الطيور وخلال(6) اشهر من انتشار المرض بلغت عدد الاصابات في الولايات المتحدة فقط حوالي(26) مليون طائر.
   3- امراض تصيب الانسان فهي عديدة وقد يكون مصدرها النبات او الحيوان او الفيروسات وغيرها من الكائنات او اسباب  متنوعة مثل تلوث المياه والهواء والحرارة والعادات الغذائية السيئة وبعض الاكلات والاطعمة المحفوظة او الجاهزة وغير ذلك.
ثانيا- استغلال المال العام لغرض تمشية امور المصالح الخاصة من عيادات ومستشفيات ومختبرات من خلال عدة نشاطات سلبية منها:-
   1- سرقة محتويات المراكز الصحية والطبية الرسمية او الادوية.
   2- سوء استخدام الموارد الصحية مما يؤدي الى تعطليها او عدم كفائتها.
   3- عدم الاهتمام بالمريض وايصاله الى مرحلة التيئيس من الخدمات الطبية الرسمية بقصد التوجه الى القطاع الخاص.
ثالث- استيراد اجهزة او معدات ومواد ردئية او من  مناشيء غير عالمية باسعار عالية بقصد السرقة والفساد المالي.
رابعا- استيراد ادوية فاسدة.
خامسا- وجود الكوادر الطبية والصحية غير الكفؤة.
سادسا- وجود الاغذية الفاسدة.
سابعا- عدم وجود نظام صحي ذو بعد اجتماعي لمساعدة الطبقات الفقيرة.
ثامنا- انتشار العشوائيات والمناطق غير النظامية والتي لا تتوفر فيها شروط السكن الصحي.
تاسعا- بعد المراكز الطبية الكبيرة او التي تتوفر فيها الخدمات عن المراكز السكنية.
عاشرا- قصور الخدمات العامة مثل الماء والمجاري والكهرباء.
حادي عشر عدم المراقبة الفاعلة لوجود الحيوانات واتصالها مع البشر.
ثاني عشر- تاثير الحروب والاسلحة المستخدمةعلى الصحة العامة.
ثالث عشر- ضعف اجراءات النظافة داخل المراكز الطبية والصحية.
رابعا عشر- عدم وجود معامل الانتاج الادوية او المستلزمات الطبية.
خامس عشر- تلوث المياه بسبب:-
   1- مخلفات عمليات البزل.
   2- مخلفات المصانع والمعامل المقامة على او بالقرب من ضفاف النهار.
   3- مخلفات الصرف الصحي غير المعالجة بالشكل الصحي.
   4- السدود والخزانات المائية.
   5- التلوث بالمبيدات الزراعية او الاسمدة.
   سادس عشر- قصور البحث العلمي في هذا الميدان.
سادس عشر- النسبة العالية لتلوث الهواء والمعروفة الاسباب.


الاجراءات المطلوبة لتوفير امن جيد لمستشفى معين
تشكل المستشفى بحكم ما تتضمنه من مواد وابنية وافراد عاملا جامعا لكل محاور العمل الامني ويضاف اليه خصوصية موضوع الافراد كون المستشفى على اقل تقدير يتعامل مع خمسة انوع من البشر وهم( الافراد العاملين، والمرضى، الزائرون، المفتشون، الموتى) وبتطبيق جميع الاجراءات المتعلقة بامن الافراد والمعلومات والمواد والمنتشأت فانه يتوجب علينا تعين الاماكن المهمة في تلك المستشفيات وهي على وجه العموم:-
1- موقع المستشفى حيث غالبا ما تقع المستشفيات في قلب المناطق الادارية المزدحمة بالحركة ووجود الابنية او الدور المحيطة.
2- مداخل وابواب المستشفى، فان للمسشفيات العديد من الابواب منها ما يستخدم لدخول الافراد او العجلات او الخدمات.
3- تعدد ابنية المسستفى ومرافقها الخدمية من عيادة استشارية او ردهات واقسام وشعب.
4- وجود الطوارئ.
5- وجود مواد خطرة مثل قناني الاوكسجين.
6- وجود المختبرات.
7- وجود المذخر او الصيدلية.
8- وجود غرف العمليات.
9- وجود مراكز الدم او الامراض المزمنة.
10- وجود الادوية الخاصة بالامراض المزمنة او السرطانية.
11- وجود الاجهزة والمعدات الخاصة بالفحص والتحليل والتصوير.

ان كل جزئية من الجزئيات التي تم ذكرها تتطلب اجراءات ادارية ولكنها ذات صفة امنية  فلو اخذنا على سبيل المثال اليات التعامل مع الادوية فان في المستشفى ادوية  مهمة مثل ادوية معالجة الامراض السرطانية فلو كان هناك ضعف في عملية السيطرة على تلك الادوية فانه بالامكان تسريب تلك الادوية وبموجب اوامر صرف وهمية الى مرضى حقيقيين او وهميين ومن ثم الاستفادة من اثمانها والتي تعتبر مرتفعة جدا.
ومما يزيد من اهمية الامن الصحي هو احتواء بعض مختبرات المستشفيات على نماذج من الفيروسات الفتاكة والتي تسبب الكثير من الامراض والاوبئة مثل الفيروس المسبب لمرض ايبولا سواء اكان ذلك المختبر من ضمن منشات المستشفى او معزولا عنها ومن امثلة ذلك مختبر برلين والذي يحتوي على الفيوس المسبب لمرض ايبولا.
ولا يخلو الامن الصحي من منغصات حقيقية وخاصة موضوع تعرض الكوادار الصحية والطبية وخاصة الاطباء الى اعتداءات قد تفضي الى الموت ولعل احد اسبابها الاعتقاد الخاطئ والسائد لدى الكثير من الناس من كون شريحة الاطباء هم من طبقات المجتمع المترفة او الغنية او اعتقاد بعض الجهلة بان حالات الموت التي تصيب بعض المرضى سببها اهمال الطبيب وغيرها  من اسباب ربما تدفع الى ان يتولى الاطباء او الكوادر الصحية حماية انفسهم وعوائلهم عن طريق استعمال الحرس الشخصي، ان فقدان الامن والامان بالنسبة للكادر الطبي والصحي يدفع الكثير منهم للسفر خارج البلاد.
ويجدر الاشارة الى المجتمع الطبي او الصحي في اي دولة لا خلو من وجود الاشخاص غير النزيهين او المتاجرين باموال واعراض الناس وصحتهم وفيهم الجشعين وفيهم غير الكفوء والمريض المهوس بالشهرة والمجد وفيهم من انعدمت الرحمة من قلوبهم حتى تحولوا الى تجار همهم الكسب حتى لو كان على حساب الاخرين، الا ان ذلك ليس مدعات الى النقيصة ممن امتهن هذه المهنة وهو يضع نصب عينيه ان خدمة الاخرين رسالة سلام ومحبة وخدمة وليس كحال الطبيب الذي فجر نفسه في العراق مدينة عام 2014 !!!

ان على الادارة الامنية اذا ما ارادت توفير امن جيد للمنشأت الطبية او الصحية او المستشفيات بشكل خاص عليها التفكير الجدي في  ان تخصص دائرة امن على مستوى حضيرة او حتى فصيل يتولى عملية الامن في تلك المستشفى وان يكون ضابط الامن من عناصرها المعينين يساعده احد الاطباء من المستشفى ترتبط فنيا بالمستشفى واداريا وماليا بالادارة الامنية.


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق