التجنيد
Recruitment
الدكتور
مظهر الشاكر
المحاضرة الثالثة
القواعد الذهبية المتعلقة بالتجنيد
كان من الطبيعي الإستمرار في الحديث عن موضوع التجنيد ولكن واقع الحال
يتطلب الإنتقال بشكل سريع الى أحد أهم الموضوعات المتعلقة بعملية التجنيد ألا وهو
موضوع أهم القواعد الواجبة التطبيق أو التي يجب على القائمين بالتجنيد التمسك بها
على إعتبار أننا نتحدث عن أشخاص إمتلكوا بعض الخبرات وكسبوا بعض المهارات أثناء
فترة عملهم في الدوائر الأمنية المختلفة وهم بحاجة الى منهاج أو دليل عمل لضمان
عدم الوقوع في الخطأ والإستفادة من تجارب الأخرين في هذا المجال، وهذا النوع من القواعد مفتوح ويقبل الإضافة وليست قواعد جامدة
وإن كانت أسياسية ولا تخضع لمتطلبات الواقع العملي أو التطبيقي.
إن قواعد العمل الذهبية العامة تتعلق بسلوك الإدارات والعاملين في مجال
أعمال خدمة الأمن من الذين يحق لهم ممارسة أو القيام بعمليات تجنيد وفق خطة معينة،
إن هذه القواعد متى ما تم الإعتماد عليها وتنفيذها بشكل مستمر ورافق ذلك وجود تبني
لها أو تأييد من قبل الإدارة أو القيادة الأمنية تتحول تلك القواعد الى أعراف
يتحقق فيها وجود الركن المادي المتمثل بالوضوح والزمن والإستمراية أو الركن
المعنوي المتعلق بالاعتقاد والإلتزام، ومن ثم تصبح قواعد ضابطة ومنظمة للسلوك فيما
يتعلق بعملية التجنيد.
وحقيقة الأمر أن القواعد العامة المتعلقة بالتجنيد تشبه إسلوب " إفعل
أو لا تفعل " على أنه قد يخرج شخص ويقول من القواعد الذهبية هم عدم تجنيد
صغار السن ولكني نجحت في تجنيد أحدهم، ونقول في ذلك أن أعمال خدمة الأمن ليس ساحة
للتجارب في العلن أنما هي جهود متخفية حول قناع من السرية والغموض ومتمترسة حول
قواعد وأنظمة قانونية وإجرائية صارمة لا تقبل الخطأ لان الخطأ يعني الخسارة
والخسارة في مجال إعمال خدمة الأمن قاسية وضررها كبير وخطرها جسيم.
أهم القواعد الذهبية المتعلقة بعملية التجنيد:
1- الأصل في عملية التحرك للتجنيد أن يكون
لديك ذلك الإحساس بأنك تحت نظر الجهاز الأمني التي تعمل لصالحه وأنك تتلقى الدعم والإرشاد
والنصح منهم، وأنك بذلك تنفذ تلك العملية تبعا لمصالح البلد وليس لمصالح
شخصية أو حزبية أو قومية أو دينية أو مذهبية.
2- الأجزاء
الخاصة في الأماكن العامة هي الأماكن الحقيقية لغرض مفاتحة الأخرين للعمل.
3- إجعل الأخرين يجدون المتعة والراحة عند
الحديث معك ولا تكن مملا ومنفرا أو مستهزئا ولا تظهر سخطك
وعدم رضاك أو قناعتك.
4- جلسة المفاتحة المباشرة يجب أن تكون بأقصر وقت ممكن وحسب خصوصية المكان وإذا طالت
عن فترة معينة فإجعلها سهرة أو دعوة وليس مفاتحة.
5- لا تكون هناك مدة
بين المفاتحة واللقاء الثاني ويجب أن يكون الوقت محسوبا بشكل دقيق وإذا كأنت
هناك أداة للتواصل أكتب له رسالة نصية تشعره بأنك مهتم مثل الإطمئنان على سلامة
الوصول أو الصحة وتحسن المزاج.
6- إذا لم يعطيك
المجند أو يعرك أي إهتماما لك أو لحديثك فمن باب أولى عدم مفاتحته وتركه
لغيرك لأن الإنطباع الأولي يصعب تغيره إلا بحدث كبير.
7- تجنب إستخدام الفاظ مثل الجاسوس أو العميل أو العميل المزدوج عند الحديث مع المجند
بل الفاظ أخرى مثل المتعاون أو المؤتمن أو الصديق وفي بعض الدول مثل روسيا يسمى
المتعامل مع الخدمة الخارجية بالجاسوس وفي الولايات المتحدة الوكيل، وعلى الرغم أن
كلمة الجاسوس قد تم توظيفها إعلاميا للإشارة الى الجانب السيء في عمل الوكلاء
والمتعاونين حتى وصل بنا الحال الى الإقتناع بمقولة هتلر: أنا أحتقر الشخصية الجاسوسية حتى تلك التي تعمل لحسابي ولحساب دولتي.
8- التجنيد في المؤسسات الحكومية أسهل من التجنيد في
الأعمال الخاصة بحكم وجود الأقارب أو الإخلاص الزائد والأفضل هو وجود وكيل
من الوكلاء التنفيذين يتولى تلك المهمة أو أن يكون ما يحصله عليه المجند أفضل
ويمكن إستغلال العداوة أو الحسد أو التنازع على النفوذ أو السلطة أو المال بين
الأقارب لغرض النفاذ منه.
9- إن أسهل شيء في عملية التجنيد أن تجند شخص
لكي يقوم بأعمال لا يقدر قيمتها الحقيقية أو شخص يعي بأن
ما يقوم به أمر كبير يستحق المغامرة أو المخاطرة وفي كلا الحالتين يجب
إرضاء فضول المجندين.
10- إبلاغ المجند بأن الشخص القائم بالتجنيد
يجب عدم ذكره أو الحديث عنه لأقرب الناس وخاصة الزوجة والأهل
فهم بوابة الخطر الأول.
11- إذا كنت لا تملك الخبرة لتجنيد شخص معين
فعلى الأقل إمتلك الشجاعة لتقول ذلك للمسؤولين
عنك.
12- لا تجند اثنان
من عائلة واحدة فأما أن يكون بينمها سباق أو أن يكون رد فعل الأخ الأخر
إنتقاميا إذا تعرض أخية لاي شدة أو تصرف معين.
13- لا تجند
صغير السن أو طفل صغير فيفضح نفسه ويفضحك وهو مخالف أيضا لأخلاقيات العمل
المطلوب التمسك بها.
14- المجند أمانة
فحافظ عليه طيلة فترة عمله معك.
15- تذكر بأن عملية التجنيد يقوم بها شخص خلفه عشرات الأشخاص منهم من يراقب ومنهم من يقيم
ومنهم من ينصح ومنه من يدرب ومنهم من يدعو لك أو عليك.
16- لا تصل الى هدفك بشكل سريع وأنما قسم خطة الوصول للهدف أما على شكل مراحل زمنية أو دوائر
وابدأ من الدائرة الأبعد وصولا الى دائرة المركز أو بالعكس، ومن أجل
التوضيح فأنه في بعض الحالات ينفع ان تبدأ من الدائرة الأبعد وصولا للأقرب وحالات
أخرى يكون البدء بالدائرة الأقرب ومن ثم الإنتهاء بالدائرة الأبعد وهو يخضع للظروف
المتعلقة بكل عملية تجنيد، لأن عمليات التجنيد بصورة عامة لا تتشابه فلكل عملية
ظروفها الخاصة بها.
17- السرية في العمل
الأمني مطلوبة وتهدف الى:
أ-
التعرف على كيفية إدارة الوكلاء من غير أن تعرض نفسك أو غيرك للخطر.
ب- الوقوف
على الآليات التي تعمل بها أجهزة الأمن في الدول كافة في التصدي للتجنيد ومكافحة
الإرهاب أو التصرف عند حصول الخرق.
ج-
الآليات التي تتبعها الأجهزة الأمنية في تمشية أعمالها اليومية.
د-
المصير المجهول في حالة الكشف أو إلقاء القبض.
18- وجوب أن يتم تسوية
أو وضع نهاية لأي عملية تجنيد إلا إذا كأن التجنيد مفتوحا يفضل أن ينتهي
مهما طالت المدة، وعدم الإنتظار الى أن يحصل تغيير عنيف أو شديد.
19- إحاطة عملية التجنيد بالغموض من خلال لقاءات في أوقات متفرقة في أماكن
تعطي إيحاء بالغموض والسرية.
20- يجب عدم إغفال
العين(المراقبة) عن المرشح للتجنيد أو المجند.
21- التدريب
الجيد للمجند يعني نتائج جيدة ويجب أن يكون التدريب مستمرا مواكبا للظروف والواقع
والتطورات وليس التدريب عن كل شيء.
22- وضع الترتيبات
لغرض سحب المجندين من مواقع الخطر.
23- القيام بعملية إستبدال
للشخص القائم بالتجنيد والخطط إذا تم كشف العملية وخاصة إذا قام الشخص
المرشح بإخبار أجهزته الأمنية إذا كأن اجنبيا أو كشف العملية لإعتبارات معينة أو
نتيجة توجيهه من جهة أمنية أو إجتماعية، وقد يحصل أن يتخلى الشخص المكلف بالعملية
من أداء مهمته وربما يطلب اللجوء أو يهرب بعيدا عن أنظار الأجهزة الأمنية إذا كأن
متورطا في قضية معينة أو كونه مزدوجا.
24- المتطوع للتجنيد الذي يراجع السفارة يجب إبلاغه بأن هذه مكان عمل ولكن بعد طرده بشكل مهذب او
حتى بشكل معنف من قبل عناصر الإستعلامات أو العلاقات العامة يتم تكليف أحد الأشخاص
من العاملين في الأجهزة الأمنية (المحطة الخارجية ) لغرض متابعته ومن ثم التحرك
عليه بعد أن يجري التأكد كونه ليس طعما أو موضوع تحت المراقبة من قبل جهات أخرى
وبالتالي يتم كشف الشخص الذي يحاول الإتصال به ويفضل أن لا يخرج الشخص الذي يتولى
الحديث مع المرشح من داخل السفارة أنما يكون من الذين يعملون بالأساس خارج السفارة
والأصل في ذلك وجود عناصر خارج السفارة يتدخلون بالوقت المناسب.
25- التغيرات التي تطرأ على عناصر الأجهزة
الأمنية يجب أن تؤخذ بنظر الإعتبار وأن تكون موضوع شك
وفحص وتحقيق من قبل الإدارات الأمنية عن طريق وسائل خاصة، لأن أفراد
الأجهزة الأمنية معرضين أيضا للوقوع في فخاخ الأجهزة الأمنية الاخرى أو الإنجراف
نحو المغريات أو لأسباب أخرى كما حصل في موضوع" هارولد ادريأن رسل فيلبي" المعروف بإسم "كيم فيلبي"
عنصر المخابرات البريطانية الذي تم تجنيده للعمل لصالح الإتحاد السوفيتي وهروبه
عام/1963م الى روسيا وبقاءه هناك حتى وفاته عام/1988م ودفن في روسيا ايضا وكان أهم
سبب في قبوله العمل لصالح مخابرات الإتحاد السوفيتي هو
فكرة التجنيد على أساس عقائدي كونه كأن مقتنعا بالفكر الإشتراكي التي تمثله
الشيوعية، ويقال بأن هذا التأثير حصل له منذ بدايات الدراسة في الجامعة، أن كثيرا من الشباب كانوا يرفضون
الواقع التي كأنت تمر به أوروبا أو الدول
التي تسير في ركاب الولايات المتحدة وتنفذ سياساتها وخاصة في مواجهة حلف وارشو والإتحاد
السوفيتي على وجه التحديد كونه حسب ما كان يشاع بأنه نصير لحركات التحرر في العالم
ومساعدة الدول المتضررة من التصرفات الامريكية، وقد ينطبق ذلك على جميع الأفراد في
كل مكان ممن يرون في عدم إستجابة واقعهم الى أهدافهم طموحهم ويرون في تجارب الدول
الأمم أو الشعوب الأخرى محط إحترام وتقدير.
26- إبتعد عن
تجنيد مرشح يمتاز بالأتي:
أ-
شخصيته مهزوزة أو متقلب الآراء والأفكار.
ب-
أو شخص كثير المزاح أو كثير التشكي.
ج-
وكذلك الإبتعاد عن الأشخاص الذين يحاولون تقوية مراكزهم الإجتماعية عن طريق إيصال
رسائل من قبلهم الى الأقارب أو المحيطين بإنتمائهم الى الأجهزة الأمنية.
د-
شديد الإنتقاد للأوضاع السائدة في البلاد فقد يكون ذلك نابعا من حرصه ووطنيته.
هـ- كان صديقك أو زميلك ذات يوم في مراحل الدراسة أو العمل لأنه قد يعلم
بعض أسرارك أو نقاط ضعفك فيستغل ذلك ويتصرف معك من باب الصداقة أو الزمالة وليس
ضمن قواعد عمل أمني محترف مطلوب فيه دقة وسرية وموضوعية.
و-
إبتعد بأدب عن ترشيح معلميك وأساتذتك في المراحل الدراسية كافة حتى لو عرض الموضوع
عليك من قبل رؤساؤك في العمل ودع غيرك يتولى ذلك.
27- عند تجنيد شخص أو زرع شخص مجند في مكان
معين فيجب أن يكون ذلك المجند أما أن من نفس الوسط أو
أن يكون قد تعلم مهارات وإكتسب خبرات تؤهله للعمل تحت قاعدة المثل العراقي
"صانع الأستاذ أستاذ ونصف " في ذلك الوسط وإلا فان الموضوع لا
يتعدى الدفع بالمجند نحو الضرر الذي قد يصيبه ويكشف الجهة التي تقف وراء عملية
التجنيد، مع مراعاة المصالح الفضلى فتجنيد شخص وزرعه وسط السجناء يجب أن يكون
المجند ممن له سوابق أو من نفس هذا الوسط أو تمت تهيئة قصة رسمية لغطائه تجنبا
لكشفه ومن ثم قد يتعرض للتصفية الجسدية أو الفضيحة بعد أن يكون قد تم إعداده بشكل
جيد.
28- في حالة عدم وجود ضرورة قصوى تجنب تكليف
المجند بإعمال المراقبة الآلية أو الراجلة أما
المراقبة الفنية فقد يكون فيها وجهة نظر وتستخدم بحذر شديد لأنه قد يتم كشفه
وبالتالي حرقه أو حتى إمكانية التعرض عليه وتصفيته إذا كان يعمل في مناطق نفوذ
جهات أخرى مثل أجهزة مخابرات أخرى أو شبكات تجارة الأسلحة والمخدرات والدعارة
والتجارة بالبشر وكشف الجهة التي تديره.
29- المجند أولا وأخرا إنسان يمر بحالات من الضعف والتردد والعجز والكسل والتمرد
فكن حاضرا عند حاجته اليه من غير أن يكون حضورك مملا ومنفرا.
30- قرار تجنيد العميل المزدوج من إختصاص
الإدارة أو القيادة الأمنية.
31- القاعدة الذهبية العامة: أخطاء الإدارة هي من يتسبب دوما في التضحية بالمجندين.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق