المحاضرة الرابعة
التنظيم الفعال للمجال
نبدأ المحاضرة بالاجابة
على السؤال الاتي:
متى يصبح المجال الامني
فعالا ؟
ج: يصبح المجال الامني
فعلا اذا انتظمت المجالات الاخرى داخل البلد(سياسية اعلامية علمية ثقافية دينية
اجتماعية اقتصادية عسكرية...) مع امكانية ايجاد مجال شبه فعال في الخارج.
تؤثر اعادة ضبط المجالات على اعمال خدمة الامن بشكل او باخر واخطر هذه المجالات هي مجال العمل السياسي
والاعلامي، حيث يقصد بالمجال ضمن اعمال خدمة الامن هو"ساحة العمل" وغالبا ما يكون داخليا ولبعض اجهزة
الامن مثل المخابرات انشاء مجالات لها خارجية والتي قد تكون واحدة او متعددة فهي
واحدة اذا كانت صغيرة ومتعددة ومتداخلة اذا كانت كبيرة وواسعة ولا تخلو الساحة
الصغيرة او الكبيرة من تنوع اساسه اختلاف الوظيفة او الجنس او النوع او المذاهب
والطوائف او القوميات او اجتماعي او ثقافي وعلمي وغير ذلك.
تبدو فكرة المجال في
اعمال خدمة الامن قريبة الى فكرة قانون نيوتن الاول في الحركة والذي مفاده"
يبقى الجسم الساكن على حالته من السكون والجسم المتحرك على حالته من الحركة ما لم
تؤثر عليهما قوة خارجية"، وهذا القانون له شبيه تنظيري في المثل الشعبي في
العراق والذي تدور فكرته على عدم تغيير الاوضاع القائمة باي شكل من الاشكال والمثل
العراقي ينص على " لا
تحرك ساكن ولا تسكن متحرك وتحية وداع لمن يسافر" ان المثل افترض ان
تبقى الامور على ما هي عليه من غير تغيير اي رفض وجود تاثير للقوة الخارجية لتقوم
بتغير الاوضاع القائمة الا ما كن من شان من يرغب هو بالتغيير من نفسه فله تحية
الوداع.
وامام الجهات الفاعلة في
الاجهزة الامنية ان تجمع بين فكرة قانون نيوتن الاول والمثل الشعبي وتعمل على
تنظيم مجالها بما يضمن تحقيق امن جيد وفعال حتى لو تطلب الحال احداث تغيرات تتعلق
بالمصالح العليا للبلاد تحت قاعدة المصالح الفضلى، على ان يكون وفق خطة مدروسة وان
لا تثير حنق الفئات المتضررة.
ان ضبط ايقاع المتحرك
بالنسبة للاجهزة الامنية يساوى ضبط ايقاع الساكن لان الحركة تولد الاخطاء وتظهر
العيوب وحالة السكون تقود الى الفتور والملل ومن ثم الانحراف والامراض وعلى
الاجهزة الامنية ان لا تهاب حركة كل ما هو متحرك ولا تقلل من شأن كل ما هو ساكن ان
عليها ان لا تنخدع بالمظاهر بل يجب ان تكون هي اللاعب الاساسي الذي يمسك بيده خيوط
اللعبة ليحركها كيفما يشاء وفقا لمعطيات حقيقية وتحقيقا للمصالح العليا للبلد.
ان المجالات التي تؤثر
على اعمال خدمة الامن كثيرة ومتعددة يجب على الجهات الامنية ان تفرض سيطرتها عليها
واخطر تلك المجالات فهي:-
1- هو
المجال السياسي الذي يحاول تطويع اعمال خدمة الامن لصالحه، وكلما كان مجال العمل
السياسي متحركا بسرع متباينة كانت الفجوة كبيرة بينه وبين ما هو موجود من اجراءات من
خلال بعض التصرفات مثل:
أ- توسيع نفوذ الاحزاب من خلال
الوعود او المال.
ب- الارتباط بالجهات الخارجية او
وجود انشطة خارجية.
ج- استغلال وسائل الاتصال او
التواصل الاجتماعي لاغراض تسقيط الخصوم.
د- دعم للانشطة المسلحة او
التشجيع عليها.
هـ- التاثير على الموظفين من خلال
ممارسات مثل: التوسط، التلويح بالاستجواب او المسائلة او حجب الثقة، طلب الرشا....
و- استغلال البرلمان لتحقيق
مكاسب خاصة.
ح- تشريعات بالضد من المصالح
العليا للبلد او تعطيل تشريع اخرى.
2- ومن ثم ياتي مجال كبار الموظفين الذي
يحاولون استغلال نفوذهم والتجاوز على اعمال خدمة الامن ربما تقديم الرشا والتحايل
على القانون وتصبح الامور اكثر تعقيدا اذا ارتبطت الوظيفة بالمصالح الحزبية.
3- وسائل اعلام مملوكة
لاشخاص او احزاب معينة او اعلام غير مسؤول.
4- جيوش الكترونية تعمل على تحسين القبيح وتسقيط
الصالح.
5- تعليم يدفع الناس الى ترك التعليم واللجوء الى بحث فرص للعمل مهما كان نوعها.
6-عادات وثقافات دخيلة.
متى تحصل اعادة تنظيم
المجالات داخل الدول؟
ج- تحصل في عدة حالات
منها على سبيل المثال:-
1- بعد الحروب.
2- بعد الكواراث الطبيعية والصناعية.
3- بعد الثورات
او حركات الاصلاح او حركات التمرد.
4- تطور وسائل الاتصال والتواصل وظهور عناصر
جديدة فيها.
5- قبل الانتخابات وبعدها.
6- ظهور او اختفاء وسيلة مؤثرة مثل قنوات
التلفزيون.
7- ظهور واختفاء الشخصيات القوية ذات التأثير
المجتمعي.
8- زيادة مستوى الجريمة.
9- وجود السلاح خارج سيطرة الدولة.
10- تحولات اقتصادية
ضاغطة.
الاجراءات
1- السيطرة على مجال العمل السياسي من خلال الادارة الجديدة غير الفاسدة
والتي تعمل على ضبط ايقاع المجال السياسي بالخبرة والدراية والتصرف السيلم بعيدا
عن المحسوبية والمنسوبية وضعف الخبرة والجهل بالقوانين.
2- السيطرة على وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي بما يكفل عدم التعدي على
حقوق الانسان.
3- اعلام مسؤول يفضح الفاسدين والمتلاعبين بمصائر الناس والمتباكين على
جراحهم.
4- اسناد الامر الى اهله.
5- قضاء نزيه.
6- تقديم مصالح البلد على المذهب والعشيرة والمنطقة.
7- كشف الارتباطات الخارجية وتعريتها.
8- محطات(امنية) خارجية فاعلة تراقب عن كثب ما يحصل في محيط البلد او ابعد
منه.
ان على القيادة الامنية
او الادارة الامنية ان لا تلعب لعبة جر الحبل مع الاخرين وان لا تكون اخر من يعمل
على تنظيم مجاله اذا ما حصل اي تغيير في المجالات الاخرى وان لا تسحبها عملية
تنظيم المجالات الاخرى لينظم مجالها تبعا لها..بل عليها ان تكون لاعبا اساسيا في
تحريك تلك المجالات حتى تستقر لصالح اعمال خدمة الامن او ممارسة اساليب القهر
لاعادة تنظيم تلك المجالات اذا خرجت عن المألوف او الحدود المسموح بها.
واما عن اهم الحالات التي تكون فيها القيادة
او الادارة الامنية اللاعب الاساسي في رسم المجالات وتوجيه باتجاه اعمال خدمة
الامن:-
1- اثناء وبعد النزاعات المسلحة الدولية وغير
الدولية.
2- عند التوترات والاضطرابات الداخلية.
3- اثناء وبعد الكوارت الطبيعية والصناعية.
4- في حالات الضرورة والحالات الاستثنائية.
5- وجود الفراغ القانوني والسياسي.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق