المحاضرة الرابعة عشر
وسائل القهر لدى القيادة الامنية
تمتلك القيادة الامنية وسائل
قد تستخدمها في بعض الاوقات، ان تلك الوسائل تعتبر من
الوسائل القاهرة وقد تستخدم مع الاصدقاء والاعداء وقد تستخدم القيادة الامنية تلك
الوسائل في كثير من الاحيان بسبب حالة الضرورة او
عندما تقل في يديها طرق الحل او المعالجة او وصولها الى ما يشبه اليأس في معالجة بعض المواضيع
المتعلقة باعمال خدمة الامن وفي بعض الاحيان تلجأ لذلك متعمدة، ان وصف تلك الوسائل
بوسائل القهر لا يخرج القيادة الامنية من كونها ملتزمة بتنفيذ الاوامر والتعليمات ومراعاة
الجوانب المتعلقة بحقوق الانسان على ان وسائل القهر يجب ان تنحصر في مجالات محددة
وهي:-
اولا- الاعمال المتعلقة بالامن التعرضي بشكل
عام والامن الوقائي بشكل اضيق.
ثانيا- الاعمال المتعلقة بالتعامل مع التهديد
الداخلي او الخارجي(العسكري) المباشر.
ثالثا- المواضيع
المتعلقة بالامن القومي فيما يتعلق بسياسات الدول الاخرى مثل الحصار وقطع المياه
والعدوان والتعرض للمصالح الخارجية.
ان ما يعاب على اعمال القهر في ان للبعض منها اثار لا يمكن تجاوزها او
نسيانها وقد تدفع بالاخرين الى القيام بعمليات ثأر او انتقام وخاصة اذا كانت تلك
الوسائل تستخدم بشكل مباشر مع الدول الاخرى وبالذات مع الدول المصنفة بالعداء او
العداء المحتمل(دول عدوة او دول محتملة العداء)، وقد تطال تلك العمليات الدول
الصديقة كما حصل في تجسس الولايات المتحدة على
مكالمات رؤساء الدول في اوربا، ومن امثلة اعمال
القهرـ قيام السلطات التركية بالقاء القبض على عبد الله اوجلان والتي فيها الكثير من
وسائل القهر ومنها:-
1- ان عبد الله اوجلان كان متخفي في تركيا ثم
ظهر في المانيا التي قامت بتوقيفه بحجة ان
جواز سفره مزور ثم قامت باطلاق سراحه بعد فترة بسبب الخوف من ردة فعل الاكراد في
المانيا.
2- ظهر عبد الله اوجلان في روما ولكن روما
امتنعت من تسليمه الى تركيا من جهة وفي نفس الوقت رفضت منحه حق اللجؤ السياسي.
3- عام/1999م ظهر عبد الله اوجلان في هولندا التي رفضت اعطائه حق اللجؤ وطلبت منه الخروج
من هولندا وخرج منها بالفعل متوجها الى نيروبي عاصمة كينيا.
4- تولى عملية القاء القبض على عبد الله اوجلان في
نيروبي فريق من الموساد الاسرائيلي والمخابرات
التركية بسبب حكم العلاقة بين كينيا واسرائيل.
5- كان عبد الله اوجلان يختبئ في دار السفارة اليونانية في نيروبي وبحراسة كردية وكان
يصعب على الفريق الاسرائيلي القاء القبض عليه والانتظار لحين خروجه على الرغم من
ان جميع مكالمات اوجلان كانت مرصودة.
6- سرب احد الاكراد من حراس اوجلان مكان
وجوده الى احد عملاء الموساد الذي اخبره رفض سلطات جنوب
افريقيا منحه اللجؤ السياسي وكذلك فعلت اليونان.
7- ان عنصر الموساد(وحسب ما متداول من
معلومات كان يتكلم اللغة الكردية بطلاقة واحتمال انه يكون كرديا ايضا ويعمل لصالح
الموساد) اقنع حرس اوجلان بان احسن وسيلة لحماية اوجلان هو الذهاب الى شمال العراق وعند خروجه من دار السفارة تم اعتقاله
بظروف غامضة وبالتنسيق او سكوت المخابرات الكينية عن تصرفات افراد الموساد ونقله
بطائرة فالكون الى تركيا على اعتبار ان تلك الطائرة قادمة لغرض نقل وفد تجاري.
ومما يفهم من تلك القصة والتي بالتأكيد فيها الكثير من الغموض الا انه يظهر
حجم وسائل القهر التي يمكن ان تملكه او تستغله القيادة الامنية في تنفيذ اعمال
خدمة الامن وبمباركة ومعاونة القيادة السياسية في ذلك البلد، ومن ذلك يظهر امكانية
اتحاد وتعاون وسائل القهر لدى الاجهزة الامنية للقيام بعمليات مشتركة تكون نتائجها
مضمونة اكثر.
من وسائل القهر التي يمكن ان تستخدمها القيادة الامنية:-
1-اصدار الاوامر بالتصدي بالقوة لاي تصرف مدني او عسكري تراه يضر بمصالح
البلاد ومنها مواجهة التظاهرات وفض الاعتصامات بالقوة.
2- القاء القبض
على من تعتقد انه يشكل خطرا على الامن من دون سابق انذار.
3- حجز الافراد من
غير توجيه تهمة لهم واعتبار ذلك اجراء احترازي.
4- غلق الطرق او
الاحياء السكنية او اعلان فرض حظر التجول.
5- اجراء
التفتيشات في اي وقت او اي مكان.
6- ايقاف عمل
المصالح الحكومية او الخاصة.
7- التنصت على وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي.
8- منع عرض
الافلام او البرامج التي ترى انها قد تضر بالامن.
9 - سحب رخص السلاح او اعطاؤه للاخرين.
10- منع نشر
الابتكارات او الاختراعات التي قد تستخدم للضرر بالامن.
11- سحب او
ايقاف عمل الشركات الامنية الخاصة.
12- القاء القبض
على خصوم البلاد في الخارج.
13- اعطاء الاذن
او الموافقة للتعرض على مصالح الدول الاخرى.
14- استثمار
المعتقلين والموقوفين والمحكومين للقيام باعمال لصالح الامن.
15- غلق المجال الجوي او الحدود.
16- استخدام
وسائل ومعدات التنكر والمكياج.
17- القيام
بالعمليات الخاصة.
18- تدريب
وادارة عناصر مناهضة لجماعات معادية.
19- التعامل او
استخدام مع المواد الخطرة.
20- استخدام
اساليب التوريط للايقاع بالخصوم او تجنيد المتعاونين.
21- امكانية اعطاء
الموافقة المسبقة او الضمنية في حال مطاردة العناصر المشبوهة او المشكوك فيها في
داخل المدن واستخدام السلاح ايضا على الرغم من امكانية تعريض ارواح الناس او
ممتلكاتهم للخطر.
22- بالنسبة للامن العسكري فانه يحق للقيادة
الامنية العسكرية ايقاف طيران الطيارين او الغاء عقد احد الموظفين او الطلب للاحالة
على التقاعد وانهاء خدماته ونقله الى دائرة مدنية او ابعاد العناصر المشكوك
فيها من العمل في الامكان الحساسة او القاء القبض وتوقيف العناصر الهاربة وقت العمليات العسكرية.
23- التحريض او الموافقة على شن العدوان
المسلح كما حصل في تدمير المفاعل النووي العراقي تموز من قبل الطيران الاسرائيلي.
ان وسائل القهر تختلف باختلاف امكانيات الاجهزة الامنية فهي تختلف من جهاز امني لاخر داخل الدولة الواحدة وكذلك بين اجهزة الامن المختلفة
للدول الاخرى.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق