التجنيد
الدكتور
مظهر الشاكر
المحاضرة التاسعة
التجنيد المموه
يطلق مصطلح التجنيد الواقف
أو المموه على عمليات التجنيد غير الكاملة أي التي لا تخضع لضوابط وقواعد عملية
التجنيد بصورة تامة خاصة في جانب فتح إضبارة للمجند أو توثيق عملية صرف المستحقات
المالية أو حفظ معلومات مكتوبة على شكل تقارير يقدمها المجند ويسمى المجندين عندها
بمسمى "أصدقاء الأمن " أو المجندون
غير الرسميين حيث يجري تمويه عملية التجنيد وعدم ترك أي أثر مادي لها.
إن
العمل بأسلوب أصدقاء الأمن هو خيار الإدارة أو
القيادة الأمنية وليس من الخيارات المتاحة للضباط كافة (ضباط المتابعة) لأن
بعض الأشخاص ولاسيما من الشخصيات العامة مثل الأدباء والرسامين والفنانين وأصحاب
المصالح المالية الكبيرة وأصحاب الشهادات العليا وغيرهم يصعب مفاتحتهم لغرض العمل
كوكلاء أو متعاونون ولكن بين فترة وأخرى وبحكم علاقاتهم العامة وثقة الناس بهم تقع
تحت أيديهم معلومات وهؤلاء غالبا ما يكون لديهم علاقات صداقة بمستويات معينة مع
بعض أفراد الإدارات أو القيادات الأمنية، أن المسؤولية الأخلاقية والإلتزام
والإخلاص للوطن أو الخوف من المسؤولية
تحتم عليهم إيصال تلك المعلومات الى الجهات المعينة وغالبا ما تكون تلك المعلومات
على مستوى عالي من الثقة.
وقد يصل البعض من تلك المعلومات مكتوبا والغالب الأعم يصل شفاهة يجري
تحويلها الى معلومات ويجري تمويه مصدر المعلومات حيث يجري تحويل التقارير الواردة
من المصادر الواقفة أو المموهة الى عدة أشكال منها:
1- تقارير تحمل أسماء أو أرقام لوكلاء او
متعاونين حقيقين (أسماء مستعارة) تحفظ في أضابير خاصة وليس في أضابير المتعاونين
الحقيقيين.
2- تقارير تحمل أسماء رمزية أو مستعارة تعود
لوكلاء وهميين.
3- تقارير تحوي معلومات ولكن على شكل شكاوى
يخيل للمطلع أنه قد تم العثور عليها في صندوق الشكاوى من قبل فاعل مجهول أو مرسل
مجهول يجري التعامل معها على أنها شكوى لضمان عدم ربطها بأي من أضابير المتعاونين.
والخيار الأخر المتاح أمام القيادة أو الإدارة الأمنية أن تتولى هي بنفسها إدارة شبكة من الوكلاء والمتعاونين المموهين وبالتالي لا
يكون من ضمن فعالياتها المتعلقة بإدارة هؤلاء الوكلاء أن تحتفظ بأضابير لهم
عندها وبالتالي تفقد أعمال خدمة الأمن أحد مصادرها في حال نقل هؤلاء أو تغيير
مناصبهم أو أماكنهم أو مراكز أو حتى خروجهم خارج مجال أعمال الأمن لاي سبب من
الأسباب.
وفي
بعض الأحيان يقوم أحد العاملين في القيادة أو الإدارة الأمنية عندما تقع تحت يديه
معلومات معينة عن طريق مصدر مموه بإيصال تلك المعلومات الى الشعب أو الأقسام
المعنية والطلب من ضباط المتابعة الإيعاز الى مصادرهم في
الأماكن المعنية بالتحقق من تلك المعلومات وبالتالي تظهر المعلومات وكأن مصدرها
الوكلاء الرسميين، وهذا يحقق عدة فوائد منها:
1- إعطاء رسائل الى المتعاونين بأن الأماكن
التي يعملون فيها ليس غائبة عن أنظار الجهاز الأمني مما يساهم في زيادة فاعليتهم
ونشاطهم.
2- بيان مدى صحة وأهمية المصدر المموه.
3 - حث ضباط المتابعة على إيجاد مصادر بديلة أو
إيجاد مصادر جديدة في الأماكن غير المغطاة بنشاط الوكلاء أو المتعاونين.
4- عملية تدريب للوكلاء والمتعاونين الخاملين
وباب لغرض منحهم مكافئات لتشجيعهم على تطوير أنفسهم.
5- عملية تدريب لضباط المتابعة الجدد وكسر
الجمود والروتين لدى ضباط المتابعة القدماء.
6- عملية تقييم حقيقي للوكلاء والمتعاونين.